بركان عهد
أخرجه لكي يجيب وهو مشغول الفكر جف حلقها من سواد مقلتيه التى سحبتها لعاصفه مشاعر هوجاء هزت أوصالها بفعل الهواء تطايرت خصلات شعرها حولها كرياح محمله بنسائم عطرها التي سكنت رئتيه استنشق عبقها بتيه وهو يتأمل ملامحها التي يخجل ياسمين الدنيا من جمالها..
ابتلع لعابه وتحمحم يخرج صوته
أنا آسف أنتي كويسة ياآنسه..
سقطت نظراتها على الهاتف الملقى تحت اقدامها انحنت لتجلبه له وقبل أن تلمسه سحبتها يد قاسم تمنعها من الانحناء أكثر قائلا
لو سمحتي مينفعش..
وبسط يده يجلبه ووضعه في جيب جاكيته..
بينما ظل مقبض علي الكف الآخر لها سقطت نظراته على كفها الذي يرت عش بين أنامله مرر إبهامه على با طن كفها المتعرق زاغت نظراتها وتسارعت ضربات قلبها تعلو تصم أذنيها وتح بس أنفاسها وضعت راحة يدها موضع قلبها نواسى خافقها فى نبضاته الزائده عن الحد نجمعت الدموع بعينيها من شده خجلها ظننا منها أنه يسمعها .
يقسم لقلبه
أنني اسمع دقاتك التي لو سمعها الجميع لفت ضح أمرى..
ماذا بك لماذا تترنح بين ضلوعي..
فاق علي صوتها
شكرا يا فندم
العين بريد القلب التقت أعينهم في نظره ترسل خطابات غرام تعسر الأثنين في فهم أبجديتها وعره هى سهام الحروف التى تتشابك تغزل كلمات تنطق بها العيون نظرات كانت أبلغ وأعمق من أى حديث..
انبهر قاسم محدثا نفسه
ولا يليق بجمال عينيها سوى الغزل..
يالله إيه بحر عيونك ده مش ممكن تكوني طبيعية..
العيون نوافذ إلى الروح والجسد قبل أن يكمل تمعن في تقاسيم وجهها وجد الدموع تترقرق بهم شعر بوخزه في خافقة
أكمل حديثه نفسه
ماذا بكي يا جميلتي لكي يسكن كل هذا الحزن عينيكي..
انتي كويسه يا آنسه...
فاقت من شرودها على صوته وهي تهز رأسها بحركات معاكسة لبعضها تتساقط الدموع منهم أثر اهتزاز رأسها وكشفت عن كاسات الډم الحمراء التي تكاد تنف جر منهم بارتعاش سحبت كارمن يديها ترتعد كمن مسها مس من الجن وخطت خطوات سريعة دون أن تنطق كلمه واحده..
هرولت تفر هاربه مخافتا من اكتشافه لمشاعرها وليدت اللحظه التى لا علم لها أنها محاطه بها مهما بعدت المسافات وستكون بركان عهد يدمغ قلبها..
حاول النداء مره أخرى ولكنه شارد فى عالم آخر لم يستمع له ولم يجيب علي نداءه..
تحدث يزن بصوت عالي بعض الشئ وهو يمسكه من منكبيه
لم يجيب عليه قاسم لصعوبة تنفسه خارت قواه وجلس على أقرب مقعد ينظر في أثرها الذي يحتل طيفها مقلتيه يحدث نفسه
من أنتي يا امرأه لتسلبي قلبي معكي.. هل كانت لمستكي مسمۏمة جعلت سمكي يجرى في عروقي مجرى دمي وقلبي الذي يترنح بين ضلوعي يكاد يقفز من بينهم لولا خلقه الله فى قفص صدري لكان فر خلفكي..
بسط يزن يده يعطيه زجاجة المياه يجلس علي قدم ونصف أرضا أمامه قائلا بقلق
يا قاسم قوم معايا الدكتور يكشف عليك انت كنت كويس وتعبت فجأة.. بلاش تسافر وأنت تعبان اعتذر عن العمليه دى سلمها لحد تاني..
حاول قاسم أن يستقيم وهو يتنفس بصعوبه بالغه قائلا
أنا هدخل الحمام اغسل وشي وهبقي كويس ان شاء الله
وتركه بالفعل دون أن ينتظر رده عليه سار بخطوات بطيئة يكاد يلفظ انفاسه الأخيرة ودلف إلى الحمام وقف أمام المرآة ينظر علي وجهه الذي شحب