الخامس عشر و السادس عشر و السابع عشر و الثامن عشر بين غياهب الأقدار نورهان العشري
صړخت بها
اوعي ايدك من علي بنتي.. ايه فكرتي أن ملهاش حد يدافع عنها.
أمينة بانفعال
قصدك ملهاش حد يربيها و أنا بقي الى هتولي المهمة دي ..
بنتي متربيه احسن تربيه. بنتي دي ضحېة لابنك . عايزة منها ايه كفايه اللي عملوا فيها..
أمينة بتقريع
قصدك مشيها البطال هو اللي عمل فيها كدا.
عندك يا امينه. اوعي تفكري تغلطي في بنتي و إن كنت فكرتي نفسك كبيرة البيت دا فلا أنت غلطانه . دا بيتي و بيت أبويا. و من هنا و رايح هاخد مكاني الصح فيه.. و هحارب عشان بناتي و مش هسمح لحد أبدا ييجي عليهم..
والله وطلع لك صوت يا همت .. بقي عايزة تاخدي مكانك في بيت ابوكي طب والله حلو وريني بقي هتعملي ايه
هعمل كتير. و هتشوفي .
ناظرتها امينة باحتقار تجلي في نبرتها حين قالت
حلو .. اعملي الي يلد عليك بس اتحملي بقي ..
أنهت كلماتها و خرجت من الغرفة بينما التفتت همت الي ابنتها و
لينا كلام كتير يا بت بطني و خليك فاكرة اني مش هطاوعك ع الغلط حتى لو كنت اتظلمتى .. يالا عشان تنامي
أنهت كلماتها و خرجت من الغرفة تاركة شيرين التي كانت ټلعن كل ما يحدث وفجأة وقعت انظارها على الهاتف الذي كان ملقى على أرض الغرفة و مازال الخط مفتوحا فالتقطته و قالت بانفعال
تجاهل حديثها و فجائها حين قال
عايزة ارجع لامك يا شيرين
انتصف الليل و نال التعب من الجميع وخاصة هي فمنذ أن أعلنوا عن هذا العرس و الجميع على قدم وساق في التحضيرات إلي أن مر بسلام و قد اعتمدت عليها تهاني في الكثير من الأعمال التي أرهقتها ولكنها كانت سيدة طيبة للغاية و كريمه معها وأيضا كانت كل الأعمال هينة على ذلك العمل المقرف الذي كلفها به هذا الطاغية. و اخيرا حان وقت مغادرتها بعد أن نظفت كل شئ فأخذت تلملم حاجياتها لتتوجه الى منزلها وهي في الطريق سمعت أصواتا وهمهمات آتية من إحدى حظائر الخيل المهجورة
يا شندلتي..
وصل صوتها الى مسامعهم فانتفض الإثنان من مكانهم وحين رأتهم هرولت لتختبئ عن أعين ذلك البغيض الذي ارتدي جلبابه علي عجالة و أخذ يبحث بعينيه هنا وهناك عن ذلك الشخص الذي رآهم و حين لم يجد أحد توجه إلي حيث تنتظره الفتاة التي أخذت تولول و تندب حظها فصړخ بها
اجفله ازاي دي فضيحتي هتبجي بچلاچل ..
ولا ڤضيحه ولاحاچه. البسي هدومك و انچرى من اهنه . محدش شاف حاچه اني طلعت بنفسي ملجتش حد..
متوكد
اجابها بحنق
إيوا متوكد .. يالا بجولك ..
اطاعته الفتاة و هرولت للخارج وهو بجانبها و في الظلام تسللوا للخارج ظنا منهم بأنه لم يرهم أحد..
أخيرا استطاع أن يجلس براحة في الركن المخصص له في الحديقه بعد انقضاء كل شئ و انتهاء تلك المراسم اللعينه التي أصر عليها جده ولم يكن أمامهم حيلة سوى طاعته..
كانت جميلة ب خصلاتها المشعثة و جسدها الذي أبرزته تلك العباءة التي لم يرها بها من قبل . لم يدم الأمر لدقيقة فسرعان ما أدار رأسه ولكنها كانت لحظات خاطفة انطبعت في مخيلته طوال الحفل . حاول كثيرا طردها من باله ولم يفلح . وأخذ يتذكر حين رآها أول مرة متنكرة في ثياب رجل فقد خطفت أنفاسه حين جذب العمامة من فوق رأسها. كان قاسېا معها يعترف ولكنها تثير بداخله شعور غريب لا يعرف كنهه حتى أنه كان دائما يراقبها وهي تعمل هذا العمل الشاق الذي كلفها به و بكل مرة يريد أن يثنيها عن فعله ولكن تمنعه هيبته من الاقتراب منها فقد كان لسانها سليطا للغاية .
و ايضا حين كانت تجلس بجانبه وهو طريح الفراش فقد كان ېختلس النظرات إليها فيري بعينيها شيئا غريبا يعرفه ولا يعرفه. كانت نظرة حزينة للغاية على الرغم من أنها طوال الوقت في وضع دفاع إلا أن ذلك لم يكن سوى خوفا أتقن ترجمته من نظراتها الضائعة ..
كانت لغزا كبيرا أرهقه ف زفر بتعب و فرد عوده على الأريكة الخشبية ناظرا للسماء و نجومها المتلئلئه التي تشبه عيونها هذه الليلة. و حين كان في خضم تخيلاته اخترق أذنه صوتا قويا لأحد الغفر فقال پغضب
في ايه يا بغل انت وطي صوتك طرشتني ..
كان الغفير