السادس و العشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري
ساعة قبل أن يخرج و يقوم بالتخلص من ثيابه حين قال
اوعديني تفضلي هنا علي طول ..
أطلقت العنان لقلبها بالحديث فعزفت شفتيها ألحان الهوى
ماليش مكان غير هنا..
حتى لو ليك .. متبعديش ابدا
تابعت العزف على أوتار قلبه قائلة بخفوت
وجودك حلم مستحيل مكنش عندي الجرأة احلمه .. تفتكر لما الحلم اتحول لواقع هقدر أبعد !
اومال ليه بتعملي كده
جهرت پألم
عشان مش لقياك ..
أنت أكتر حد عارف مسؤولياتي
قاطعته بوضع إصبعها أمام شفتيه لتقول بخفوت
انت بعيد بقلبك يا سالم و دا اللي واجعني .. عامل حاجز بيني و بينك .. بتبعدني عن كل حاجة معرفش بقصد منك ولا لا .. بس أنا عايزة أكون اقربلك حتى من نفسك ..
و مين قالك انك مش كدا
عشان أنا فعلا مش كدا .. يعني لو مكنش اللي حصل دا حصل كنت هتحكيلي على موضوع مروان
لأول مرة يتوارى خلف صمته أمام عينيها فصاحت بتذمر
شوفت بقي.. عرفت إيه مزعلني ..
عرفت
أجابها بإختصار فتدللت كفوفها تحوى وجهه و أرسلت عينيها سهام عاشقه مستقرها قلبه وهي تقول بخفوت
لم يعتد على وصف شعوره بالكلمات و خاصة إن كان ما يجول بصدره عميق إلى تلك الدرجة فقد التف ضماد حروفها حول جدران قلبه المتهالكة فتخدرت اوجاعه للحد الذي جعله يتناسى كل شيء و يقترب منها ليرمم شروخ روحه من وجودها المسكر فأخذها معه بعالمه الخاص يتلمس منها بلسما ل أوجاعه فهي محقة وجودها هي الشيء الوحيد الذي قد يهون عليه ثقل ما يحمله .. و قد أكدت أفعالها على كلماتها فقد تحملت قسوته الغير مقصودة بقلب رحب و صارت تقربه منها بحنان ليتعمق بقربها أكثر فقد بدا و