السابع و العشرون بين غياهب الأقدار نورهان العشري
الكلمات التي انسابت من بين شفتيها و انساب معها ۏجعا قاټلا يقتات علي روحها
عايز تعرف عامله في نفسي كده ليه حاضر هقولك. انا اكتر واحده وحشه في الدنيا دي .. انا زفت و رخيصة و خاينه خنت خطيبي زمان مع صاحبه .. خونت عيلتي و الناس اللي عشت معاهم عمري كله حاولت أأذي فرح و أبعدها عن سالم بكل الطرق .. حاولت أأذي جنة و ابعدها عن سليم واتواصلت مع ابن عمها و عرفته كل اللي حصل بينها و بين حازم . بص علي قد ما تقول قول . مفيش حاجه وحشة معملتهاش ..
و متحمله نفسك كدا ازاي
صاحت پقهر
مين قالك اني متحملاها ..انا اكتر واحده كارهه نفسها و بتأذيها في الدنيا دي. و اكتر واحده رخصت نفسها و حقرت منها
و ليه تعملي في نفسك كدا هاه . ليه تهينيها و ترخصيها كدا ردي عليا . ليه
صړخت بكل ما يعتمل بداخلها من قهر و ألم
أنا مختارتش اعمل كدا.. مختارتش اي حاجه بإرادتي . مختارتش ..
انهت كلمتها الأخيرة وهي تتهاوى علي الأرض بين يديه التي لم تفلتها إنما هبط معها ليجلس أمامها يناظرها پألم و حزن حين تعالت شهقاتها التي كانت تشق السكون حولهم
هكذا تحدثت پألم ثم اخفضت رأسها وهي تتابع بخفوت
بتسألني ندمانه ندمانه دي كلمة بسيطة علي اللي جوايا .. انا عندي استعداد اضحي بعمري كله قصاد أن الدنيا ترجع بيا عشان اصلح كل غلطاتي و بعدها اموت.. انا راضيه ..
هتعيشي و هتصلحي كل اخطائك .. وانا جمبك وهساعدك ..
كان قارب النجاة وسط بحر هائج يكاد يبتلعها بين أمواجه الثائرة ولكنها خشيت أن يكن سرابا يتخيله قلبها الملتاع لذا نفضت يديه التي تحيط بها و قالت بقسۏة
لا يعلم لما شعر بالانتشاء لكلماتها اهي النزعة الشرقية التي لازالت جذورها بقلبه ولم تفلح سنين الغربة في اقتلاعها أم أن تحول مشاعره تجاهها هو ما يجعله يشعر هكذا
خربش الفضول جدران قلبها من حديثه ولا تعلم كيف همست قائلة
اي هي الحالة دي
ابتسم بتخابث قبل أن يقول مازحا
إلا لو طلبتي مني ..
اغتاظت من حديثه أو خاب أملها فقد ظنت أنه سيقول شيئا آخر فصاحت بحنق
دا بعينك.. و اوعي كدا عشان اقوم..
هدر بجفاء مفتعل
اترزعي مكانك اما اخلص كلامي. ابقي قومي..
نظراته اخافتها وكذلك نبرته فاستكانت بمكانها فرقت لهجته قليلا حين قال
أنت اكيد حاسة باللي انا حاسه . بس انا عايز ندي لنفسنا فرصة نفهم فيها مشاعرنا عشان لما ناخد خطوة منرجعش فيها أبدا .. اتفقنا
كلماته أثلجت صدرها المحترق و لأول مرة منذ سنوات تشعر بتلك السکينة فلم تستطع سوى ان تومئ بالموافقة ولكنها تفاجئت حين وجدته ينحني برأسه ويده تمسك كفها الذي اقترب منه ينثر ورود عشقه برقه جعلت الوخزات تتفشى في سائر جسدها ناهيك عن قلبها الذي كاد أن ينخلع من مكانه تأثرا بفعلته التي بعثرت كيانها و أتت كلماته لتجهز علي الباقي من ثباتها حين سمعته يقول بصوتا أجش
مش عايز أشوف دموعك تاني .. عايز اشوف شيرين اللي كانت ضحكتها ترد الروح..
تزامنا مع كلماته ارتسمت اجمل ضحكة علي ثغرها الممتلئ فزادته جمالا كما زادت ملامحها فتنة فكانت كشمس انبثقت من بين عتمة أحزانها
اخترق جلستهم صوت أتي من هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية فتراجعت شيرين بحرج إلى الخلف بينما هو انكمشت ملامحه پغضب و قام بالتقاط هاتفه الذي حاز علي انتباهه لثواني قبل أن يرفع رأسه بعد أن تبدلت نظراته كليا