بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الحادي عشر للثاني والعشرون
الهادئة نسبيا حين قالت
و أنا موافقة يا سالم مدام مش هتظلمني انا و بناتي..
هبت امينه من مقعدها قائلة پغضب
و وصية أبوك يا سالم
سالم بغموض
متشغليش بالك يا حاجة. كله معمول حسابه .
فجأة صدح صوت خلفهم كان ممزقا بقدر غضبه
أبيه سالم. انا متنازلة عن حقي في كل حاجه و مش عايزه منكوا ولا مليم..
اتجهت الأعين إلى سما التي كانت تحمل حقيبة ملابسها وكان مظهرها مبعثرا يحكي مقدار ما تمر به من لحظات عصيبة فكان أول من توجه إليها هي همت التي قالت پغضب
سما بانفعال
بقول الي سمعتيه مش عايزة ولا مليم مش هاخد حاجه مش من حقي..
تدخلت أمينة التي رق قلبها لتلك الفتاة اليتيمة
سما يا حبيبتي اهدي و متدخليش في كلام الكبار و بعدين راحه فين بالشنطة دي
سما من بين اڼهيارها
انا هادية يا مرات خالي. وعارفه بقول ايه و سيبالكوا البيت دا وهمشي اروح اقعد في بيت ابويا كفايه عليا كده هنا..
بت أنت اتعدلي و غوري اطلعي فوق.. مش ناقصين دلع بنات ماسخ..
نفضت سما يد شيرين عنها قائله بانفعال
ملكيش دعوة بيا و مش هطلع فوق و مبقتش عيلة صغيرة انا كبيرة بما فيه الكفايه عشان احدد الي انا عايزاه وانا عايزة اروح في أي مكان يبعدني عنكم
اغتاظت شيرين من وقاحتها و قالت پغضب وهي ترفع يدها لټصفعها بقوة
وما أن همت صڤعتها أن تسقط على وجه سما حتي تفاجأت بيد قوية تمسك بمعصمها تكاد تفتك بعظامها وصوت غاضب ينهرها
اياك تمدي ايدك عليها و إلا هكسرهالك..
للحظة برقت ملامح شيرين من شدة الصدمة حين وجدت مروان الذي قام بالوقوف بينها و بين شقيقتها التي كانت عينيها تبرق من هول ما حدث. وسرعان ما تحولت صډمتها إلى ڠضب كبير جعلها تقول ساخرة
لم تكد تنهي كلماتها حتى تفاجأت من صوت مرعب جمدها بمكانها.
كلمة تاني زيادة و انا الي هعيد تربيتك من اول وجديد..
التفتت شيرين إلي سالم الذي كان يناظرها باحتقار آلمها بقدر ما أغضبها فقالت بانفعال
انا متربية كويس اوي يا سالم بيه. بس للأسف ماليش اخ يقفلكوا ولا اب يوقفكوا عند حدكوا. عشان كدا بتمارسوا القهر علينا ما احنا مالناش حد
تدخلت همت تمسك شيرين من رسغها تجرها خلفها قائلة پغضب
كلمني انا يا سالم.. وخلى بالك انا مابخفش منك ولا من حد..
سالم بفظاظة
لا خافي.. عشان أنا مش هسمى علي حد بعد كدا.. والغلطة هتبقي بحساب. و أنت غلطي كتير..
ياه يا ابن اخويا للدرجادي هونت عليك .. هانت عليك عمتك الغلبانه هي و بناتها. بتستقوى علينا يا سالم.. لو كان منصور الله يرحمه عايش كان عرف يوفقك عند حدك و يجيب حق أخته..
لم يتأثر بحديثها ولا عبراتها المزيفة فتشابهت عينيه مع نبرته الجامدة حين قال
منصور الوزان لو كان عايش مكنتيش اتجرأت و فتحتي بقك اصلا. بس صدقيني أنا أسوء منه بمراحل لو صبري نفد..
تدخل سليم لإنهاء ذلك الصراع قائلا بقسۏة
الموضوع انتهى و سالم قال كلمته ياريت تأقلموا نفسكوا من دلوقتي وبعد كده اللي هيغلط هيتحاسب و مالوش لازمه الكلام الكتير.
نظرت شيرين
إلى شقيقتها قائلة بسخرية
شايفه يا ست سما دول اللي عايزة تسبيلهم كل حاجه وتمشي..
الموضوع بالنسبالي مش فلوس علي قد ما هو كرامة يا شيرين..
تدخل مروان مضيفا علي حديثها
معلش يا شيري مش ذنبها بقي انك معډومة الكرامة ..
كانت علي وشك الرد عليه حين جاءها صوته الآمر
ولا كلمة زيادة كل واحد على اوضته..
انصرف الجميع على مضض فما حدث لم يكن يرضي أحد منهم و خاصة شيرين التي ما أن دلفت الى غرفتها حتى أغلقت الباب خلفها پعنف ملتقطة هاتفها تجري مكالمة هاتفيه وما أن أجاب الطرف الآخر حتى صاحت پغضب
الوضع خرج عن السيطرة ولازم نتصرف ولو حكمت انا هقول علي كل حاجه و اهد المعبد على دماغ الكل
كانت تجلس في الحديقة بملامح واجمة و قلب محترق طالته أسهم الخذلان من كل اتجاه فكان الألم مروعا وذلك لأن الطعنات كانت من أقرب المقربين لها.
الأرملة السوداء قاعدة لوحدها ليه
لم تلتفت سما الي مروان الذي كانت قلبه يشعر بأضعاف ألمها و يقدر معاناتها كثيرا ولكنه لا يملك من أمره شيئا فها هو ينكث بوعده لنفسه بألا يقترب منها ولكن حزنها يفتت قلبه و يأتي به