بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الثالث و العشرون للأخير
علي راحتك.. اعملي الجهوة و دخليها للضيفه واني هطلع اطمن علي ياسين . وابجي روحي كملي شغلك هناك..
اومأت نجمة بامتنان تجلي في نبرتها حين قالت
تسلمي وتعيشي يا حاچه . عن اذنك ..
أنهت حديثها و توجهت للمطبخ بينما صعدت تهاني الدرج في طريقها الى غرفة ياسين ..
بأيدا مرتعشة كانت تحمل الصينيه لتضعها على الطاولة فهي منذ البارحة تجلس بجانبه تخشي أن تغفو عينيها و ترتفع حرارته من جديد فقد انخفضت بأعجوبة بعد أن أعطاه الطبيب العقاقير و المحاليل المغذية و طمأنهم بأنه عندما يستيقظ في اليوم التالي سيكون بخير و بالفعل فهو استيقظ منذ لحظات بعد ليله عصيبة قضاها غارق في هلوسات لم تفهم منها شئ ولكن يبدو اليوم وكأنه استعاد وعيه ولكن هل يتذكر شئ مما حدث البارحة
هكذا تحدث بصوت متحشرج فأجابته بنبرة قائمة مختصرة
اتناشر ونص..
وضع يديه فوق جبهته فقد كان الصداع و كأنه يقيم احتفالا صاخبا برأسه ف أراحها علي الوسادة أسفله وهو يقول بخشونة
انا نمت كل دا
ارتفع أحدي حاجبيها قبل أن تقول باختصار وهي تجلب ادويته
تخيل !
شعر بخطب ما في لهجتها و عينيها التي بدت جامدة
بلاش يا ياسين متخلينيش اكرهك..
زفر بقوة و شعر پغضب يتعاظم بداخله وهو يتخيل التي كان علي وشك ارتكابها والتي كانت ستكبده خسائر فادحة أولها هي !
يالا عشان تفطر و تاخد دواك .
مش هتفطري معايا
لا مش جعانه ..
هكذا أجابته باختصار فقال بفظاظة
اركني الفطار و هاتي الدوا
توجهت انظارها إليه پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
مينفعش . لازم تفطر عشان تعرف تاخد الدوا . انت بقالك يومين مكلتش ..
مانا مش هفطر لوحدي. و طبعا مش هقدر انزل افطر معاهم تحت عشان تعبان .
اغتاظت من حديثه الذي يحمل الكثير من الصدق و ابتلعت ڠضبها الحارق و قامت بحمل الصينيه و وضعها علي الفراش وهي تقول بجفاء
تفاجئت حين قام بحمل الصينيه و وضعها علي الجانب الآخر من السرير و مد يديه إليها قائلا بخفوت
تعالي ..
تعثرت نبضات قلبها وهي تري دعوته التي جاءت بطريقة مربكة ف عينيه كانت تحمل نظرات خاصة هل كانت اعتذار لا تعلم ولكن لهجته دغدغت مشاعرها وخاصة حين أردف بخشونة
حاولت التحلي بشجاعتها قدر الإمكان و قامت بالجلوس علي جانب السرير علي مسافة منه ف لون الامتعاض ملامحه و قام بالتململ في نومته و حاول الاعتدال وهو يمد يديه لتعديل الوسادة خلفه حين سمعت صوته العابث وهو يقول
لازم اضحك عليك عشان تقربي يعني! مينفعش تيجي من نفسك..
أيقنت بأنها وقعت في شباكه التي نصبها و ساعده في ذلك قلبها الغبي الذي يندفع إليه دائما ولهذا تجاهلت النظر في عينيه و مربك في آن واحد فادارت وجهها الي الجهة الأخرى وهي تحاول صبغ صوتها بالحدة حين قالت
ياسين لو سمحت سيبني !
مش قبل ما نتكلم.
قول اللي عندك..
هكذا تحدثت بجفاء يتخلله الارتباك جراء قربها منه بهذا الشكل فتابع عبثه حين قال بخفوت
مبعرفش اتكلم مع حد غير وانا عيني في عينه . بصيلي ..
زفرت پغضب كان ستارا يحجب ضعفها أمامه والذي بدأ يسري كالمخدر في أوصالها ولكنها حاولت التحلي بالشجاعة و النظر إليه قائلة
ممكن تسبني لو سمحت .
اسكتتها كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدا
انا أسف .. حقك عليا ..
معرفش عملت كده ازاي. بس انا كنت في أسوأ حالاتي . حسيت جوايا ڼار عماله تاكل فيا و كنت عايز اطفيها بأي شكل..
لم تكن يوما ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ .. متحشرجة خاطبها
اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني .. و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاك ..
الآن بقوة فتابع بصوت تغلغل إلى داخلها محدثا زوبعة أخرى من المشاعر
لسه زعلانه مني
لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة
عينيك بتقول انك لسه زعلانه . وانا مقدرش علي زعلهم .
ممكن اصالحهم
كان استفهاما يضعها في مأزق فهي تشتهي قربه دون أن تعلن عن ذلك . تريد الحفاظ علي كبريائها أمامه وبنفس اللحظة ټموت شوقا أمام عينيه التي أسرتها وهكذا اشتعلت حرب الكبرياء و الشوق و