للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢٣
پألم
أثبت مين يا ماما والله أبدا انت فهمتني غلط خالص ..
رفعت فاطمه إحدى حاجبيها وهي تقول بسخريه
اممم وحياه امك . فهمتك غلط ! تصدقي انا أم شريرة ظالمه بنتها الملاك البريئه ! يا بت دانت تربيتي دا انا اعرف بتفكري في إيه من حتى ما تفكري فيه ..
تصنعت غرام البكاء و قالت من بين شهقاتها
تركت خصلاتها و هي تقول بنفاذ صبر
بصي يا غرام كلمتين ملهمش تالت مشاكلك تحليها بنفسك لكن تظلمي حد معاك عشان تغيظي بيه حد تاني دا مش هسمحلك بيه . ولاد الناس مش لعبه في إيديك و اللي مقبلهوش على ولادي مقبلهوش على حد . و يكون في علمك لو اتخطبتي لرامي مفيش فسخ خطوبة و لو على موتك قدامك يومين تفكري و تردي عليا والقرار اللي هتاخديه هتتحملي نتيجته أيا كانت فاهمه ولا لا
قالتها غرام بخنوع ثم تابعت بعد أن ابتعدت مسافة عن يد والدتها
أما الحق اختار فستان الخطوبه بقي
و ما أن أنهت كلماتها حتي أتتها قذيفه من والدتها تفادتها بصعوبة شديدة وهي تضحك قائلة
بغطي الحله يا ماما يا مفتريه ! عايزة تشلفطيني قبل خطوبتي والله يبقي حرام عليك
اندفعت فاطمه مغلوله
كان جو الغداء مشحونا بالتوتر من جانبهم جميعا فما حدث منذ دقائق ليس بالقليل و عواقبه لن تكون جيده هكذا فكر البعض و البعض الآخر كان يشعر بالتشفي والشماتة في تلك الحرباء و الآخر كان غير آبه بكل ما يدور حوله و هذا هو حال كاميليا التي أصابها الذهول من تصرفات يوسف مع تلك المرأة و إستماتته في الدفاع عنها و الٹأر لها و لكرامتها وها هو الآن منذ أن سحب لها ذلك الكرسي حتى تجلس بجانبه و هو يتعمد تجاهلها
مازال ذلك الرجل يحيرها بأفعاله و نظراته و كلماته كل شئ به غير مفهوم تشعر بأنها تتعامل مع شخصان شخص يعشقها و قادر على هدم الكون من أجلها و شخص آخر غامض و غاضب و صامت و لا تعلم كيف تتعامل مع هذا أو ذاك فعشقه يرهبها و تجاهله و لا تعلم ما عليها فعله !
و أخذ الحزن يتمكن منها حتى أنها أحنت رأسها لكي لا يشاهد أحد تلك الطبقة الكريستالية التي تكونت كغلاف من الدموع يغطي عينيها الجميلتين
ألم هروبها الذي يكاد يقسم أنه لم يمس قلبه ۏجع أقسى منه طوال حياته لهذا يجب أن يتأكد من أنها تعلمت من أخطائها و لن تعيد ذلك