السبت 30 نوفمبر 2024

جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن

انت في الصفحة 57 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز

يشير لتتقدم بخطوات متثاقلة ثم تهاوت على المقعد تريح قدميها الهلامية وهي تلهث بخفوت تحت نظراته الفضولية ثم سألها باهتمام اجيبلك ميه!
هزت هيام رأسها رافضة وهي تدفع خصلات شعرها عن خدودها المبللة لتهمس بصوت أبح وشعورها بالذنب يتفاقم مع كل نفس يخرج من رئتيها مم يجعلها تكاد تختنق به الخي. .انة طلعت حاجة صعبة جدا .. مش زي ما كنت فاكرها
تبخر إنفعالاته تجاهها بمجرد أن أدرك معنى كلامها وتجمد في مكانه للحظات وكأن الصدمة حدت من تفكيره الذي انحصر في ذكرى ماضية تشبه هذا الموقف إلى حد كبير ليسألها بنبرة شبه واثقة جوزك .. خا..نك!
هزت هيام رأسها بقوة لتقول بنبرة بكاء متحشرجة عرفت انه مصاحب بنت اصغر منه بكتير .. وكل صحابنا كانوا عارفين .. وانا الوحيدة اللي كنت مخد..وعة ونايمة علي وداني .. ولما عرفت مش مكنتش عايزة اصدق ..
غطت هيام بكفها ونظراتها شاردة في نقطة واهية وأضافت بنبرة مريرة مليئة بالندم معرفش ازاي سمحت لنفسي اعمل زي ماهو عمل .. انا مش خا..ينة والله العظيم .. ولا عمري عملت كدا .. ازاي هو قدر يعمل فيا كدا .. ازاي!!!!
تدفقت دموعها من مقلتيها أكثر مع كل كلمة تلفظت بها پألم ېمزق زوايا قلبها ورفعت عيناها الحمراء إليه فأثارت الشفقة في قلب باسم الذي حاول أن يخفف عنها وهو يدنو إلى مستواها على عقبيه وأومأ برأسه أسفا قائلا بتوتر خاڤت ممكن تهدي شوية .. وتبطلى عياط .. محصلش حاجة .. المسائل دي ماتتحلش بالشكل دا .. عايزة تردي كرامتك في طرق كتير .. غير انك تقابلي الخي..انة بالخ..يانة
أطرقت بوجهها خجلا من نفسها ومضت تقول بنبرة حرج ممزوجة بالأسف الشديد انا اسفة اوي اني استغليتك .. بس والله صدقني كنت يائسة لدرجة صعبة اوي ومصډومة وعايزة انت..قم منه وبس
مسح باسم على وجهه بضيق وهو يتمتم لها بهدوء خلاص انسي اللي حصل .. هتقدري تسوقي ولا تحبي اوصلك!!
أجابت هيام على سؤاله بنفى خاڤت تزامنا مع نهوضهما لكنها لم تستطع رفع عينيها والنظر إليه لالا هقدر .. متشكرة انك فهمتني وبعتذر ليك مرة تانية .. بس مش هقدر اكمل الشغل دا معاك
أما بالنسبة له فإكتفى بهمهمة خاڤتة متفهما ما كانت تمر به جيدا.
بقلم نورهان محسن
حوالي الساعة الثامنة مساءا
أبريل تقف مع رضوى وأميرة داخل أحد متاجر الملابس في مجمع تجاري ضخم.
قالت ابريل برفض لا .. مش عجبني
نظرت رضوى إلى فستان طويل من اللون الليموني الهادئ كانت تحمله في يدها ثم أبدت استنكارها هاتفة بتذمر هو انتي من نظرة بتقرري يا بت تعبتينا والله
عقدت ابريل ذراعيها أمام وغمغمت بعدم اقتناع ماحبتوش ولا حسيته
تأفأفت أميرة التي كانت واقفة بجانبهم بصمت بعد أن سئمت من تشاجرهم المستمر مدققة النظر عن كثب إلى الورقة المتشابكة فى الفستان ثم هتفت بحدة ناعمة بس انتي وهي!! شوفوا مكتوب عليه كام الاول .. قبل ما تتمسكوا في شعور بعض كدا!
ألقت رضوى نظرة على المكان الذي أشارت إليه أميرة فاتسعت عيناها في ذهول ثم تمتمت بشهقة يا نهار طين .. كل دا رقم!!!
ضحكت ابريل مقهقهة عليها لتقول بتهكم ساخر شوفتي بقي .. والله ما يستاهل

.. خلينا نروح نشوف محل تاني
التفتوا ليخرجوا من المتجر معا ليرن هاتف أبريل بنغمة أجنبية فأخرجته من جيب بنطالها الزيتي لتنظر إلى الشاشة المضيئة وهى تتمتم بصوت خاڤت دي ريهام بتتصل!!
أحاطت رضوى بكتف إبريل من الجانب وهي تدنو برأسها لتهمس بقلق لا تكون ريهام اختك عايزة العربية وهتخلينا نروح في ميكروباص
دفعت ابريل ذراع الأخرى بنفاذ صبر عن كتفها وعلقت متذمرة اتهدي بقي !! خليني اعرف ارد يا نقاقة
قامت رضوى بدفعها بخفة في ذراعها بغيظ فزفرت أميرة في يأس منهم وهي تجلس على مسطح رخامي عالي يتوسطه نباتات بينما ابتعدت أبريل قليلا لترفع الهاتف إلى أذنها بعد أن ضغطت على زر الرد قائلة بصوتها الناعم الو يا ريكا!!
جاءها صوت ريهام من الجانب الآخر تسألها بنبرة هادئة ايه يا حبيبتي .. بتعملوا ايه !! خلصتوا
تنهدت أبريل ببطء وقالت بنبرة شبه منهكة ممزوجة بالمرح لا والله لسه .. لفينا كتير
56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 105 صفحات