السبت 23 نوفمبر 2024

براثن اليزيد ندا حسن

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

بوضوح
مش معنى إن في بينا اتفاق يبقى انتوا تعملوا اللي انتوا عايزينه لأ أنا وافقت آه بس أنا اللي هكمله ولوحدي غير إن دي مراتي واللي يمسها يمسني وأظن الكل عارف زعلي عامل إزاي
تريث قليلا ثم أكمل حديثه موجهة إلى والدته
بلاش... بلاش اللي بتعمليه كلنا عارفين أنها ملهاش ذنب في حاجه اعتبريها زي يسرى
ومن ثم استدار وخرج من المطبخ بدون أن يتحدث أو يضيف حرف آخر فقد كان يعلم ما تريد أن تفعله والدته هي بداخلها نيران تشتعل بسبب ما حدث في الماضي يعلم أن قلبها فتر صغيرا ولكن لما نحمل الغير ذنب ليس له علاقة به مروة بريئة فتاة نقية ولكن حظها العثر هو من جعلها من عائلة طوبار لتقع مع عائلته ومع براثنه الذي لا تهدأ لقد وقعت مع براثن اليزيد.
___________________
لم تكن تظن أنه سيفعل هذا لأجلها لم تتخيل قط!. خيب ظنها به للمرة الثانية هي اعتادت على بروده عجرفته قساوته المسيطرة على ملامحه لم تكن تتخيل أن يقف بجانبها هكذا وبهذه الطريقة لقد أنقذها في المرة الأولى عندما نادته بعينيها وها هي المرة الثانية يقف إلى جوارها أمام الجميع..
سردت لها يسرى ما حدث بالحرف لتجعلها سعيدة بحديثه مع والدته ولكن لم يسيطر عليها سوى الاندهاش من فعلته تلك تتساءل لما فعلها وقد أتى إليها يطمئن قلبها من ناحية الجميع! يبث الأمان داخل روحها بوجوده ببعض الكلمات يحاول مداواة جرحها من حديث والدته الفظ لم تكن تظن أنه سيفعل كل ذلك لأجلها.. لم تكن تظن أيضا أنه سيذهب إليها بعدما حدث ل يطيب خاطرها
قبل ذلك الوقت
ولج إلى غرفته يبحث عنها
لم يجدها بغرفة الصالون ولا حتى بغرفة النوم ربما بالمرحاض ولكن أيضا لم تكن به وقف في منتصف الغرفة واضعا يده خلف رأسه وهو يدور بعينيه في كل إتجاه يفكر أين ذهبت وقد رأها تصعد للأعلى كاد أن يخرج من الغرفة ليبحث عنها ولكن قد استدعى انتباهه صوت شهقات مكتومة وبكاء خاڤت..
وقع قلبه بين قدميه وهي ليست أمامه إذا أين هي توجه خلف الصوت الذي تتبعه ليعلم أين هي متواجدة وقد أخذته قدميه إلى شرفة غرفة نومهم وجدها تجلس خلف باب الشرفة على الأرضية الرخامية تعطي ظهرها إليه منحنية على نفسها في جلستها وهي تضم إلى صدرها صورة والدتها إليها وتبكي بشدة محاولة كتم صوت بكائها بيدها..
قلبه بات منكسرا من رؤية ملاكه هكذا تملكه الضعف مرة أخرى وباتت ملامحه حزينة للغاية يشعر وكأن قلبه ينقسم نصفين بسببها بسبب دموعها ومظهرها هذا
ذهب ليقف إلى جوارها ومن ثم جلس على عقبيه لينظر إليها بهدوء وحنان هذه المرة بينما هي رفعت نظرها إليه لترى نظرة داعمة منه رفعت كف يدها لتزيل دموعها ولكنه كان الأسرع ل يمد يده إلى وجهها يزيل دموع عينيها برقة من أعلى وجنييها شددت هي بيدها على الصورة التي بين يديها في محاولة منها لمدارة الرعشة التي اعترتها وقد شعر هو برجفتها ليبتسم بهدوء..
جلس أمامها واعتدل في جلسته ليواجهها أخذ نفس عميق ثم أخرجه مرة أخرى نظر إليها بهدوء والحنان يفيض من عينيه لا تدري كيف! ثم تحدث بهمس
ممكن متعيطيش كده تاني.. مبحبش أشوفك كده
اعترتها الصدمة من حديثه الغير متوقع! هل هذا هو يزيد الراجحي الذي كان يلقي أي حديث حتى وإن لم يكن يعرف معناه مؤكد استمعت إليه خطأ هو ليس بهذه الرقة..
استمعت إليه يكمل باقي حديثه بعدما تنحنح وقال بجدية هذه المرة
أنا عارف أن أمي ضايقتك أنا آسف بالنيابة عنها.. بس هي ست كبيرة وده طبعها هي كده دايما.. أنا اتكلمت معاها ومش هضايقك تاني
تحدثت هذه المرة ولم تصمت ستتحدث من الآن وصاعدا يكفي ما مر ولم تجني منه شيء غير الحزن والقهر قالت له بصوت ضعيف من كثرة البكاء
لأ هي مش كده.. هي معايا أنا بس كده مع إيمان كويسه وزي الفل أنا بس اللي كده أنا من يوم ما جيت هنا ومعترضتش على أي حاجة هي عايزاها بس هي بتتعمد تعمل كده والله
نكس رأسه بحزن هو يعلم أن حديثها صحيح والدته تتعمد أن تفعل ما يزعجها رفع وجهه إليها مرة أخرى ينظر إلى عينيها التي تحمل خيوط حمراء مع لونها ثم تحدث بجدية قائلا
خلاص يا مروة أنا اتكلمت معاها وهي مش هتعملك حاجه تاني.. ولو عملت أنا هتصرف المهم أنا مش عايز أشوفك كده تاني ماشي
نظرت إليه باستغراب شديد لا تعلم ما هذا التحول الذي طرأ عليه دعمها بعينيه لتجيبه بالموافقة وهي تفكر في هذا التغير الشديد الذي ربما يصحبها معه..
__________________
ضعف غريب يعتريه عندما يراها تبكي وكأن صدره ينطبق على قلبه ليسحقه أو كأن خنجر قدر ضربه بالمنتصف لا يعلم ولكن لا يريد رؤيتها هكذا أبدا هو إلى الآن لا يدري كيف ستسير حياته معها لم يضع مخطط إلى الآن كيف ستكون زوجته وبينهم حيلة كيف سيحدث وهو لا ينام بسبب ما يقوله إليه ضميره إنه معذب بسببها بسبب عائلته حتى لا يدري كيفية التفكير بشكل صحيح إنه يأتي من هنا إلى هناك وبدون فائدة ماذا لو كانت الملاك الخاص به وحدة الملاك الذي رآه في وسط الحقول الخضراء ومن ثم تقدم لخطبتها والزواج منها! ألم يكن أسهل من كل ذلك..
منذ يوم الزفاف وهو يتحدث معها كما الغربيون عن بعضهم ربما الصمت هو المسيطر بينهم منذ ذلك اليوم وقد علم ما فعلته والدته بمساعدة إيمان هو لم يكن يدري أنها ستفعل ذلك ولكنه أيضا عاتبها وبشدة جعلها تشعر بما فعلته ولكن والدته كما هي وربما تسوء أكتر..
يعلم أن زوجته ليس لها يد بكل ما حدث في الماضي أو حتى الحاضر ولكن قد وقع الإختيار عليها لتكن هي الضحېة بينهم قد عزم أمره من البداية على جلب حق الجميع ولو على نهايته ولكن هي! هي تستحوذ على تفكيره ببراءة وطيبة لم يراها قد تستغيذ به في أوقات حاجتها وكأنها تتناسى حديثها معه عن أن حياتها ډمرت بسببه لا يعلم هل هي عفوية للغاية أم مثله تفكر وتفكر وتفكر به كما يفعل..
نظر إلى السماء الذي يحتل مظهرها الغروب وضع يد في جيب بنطاله والأخرى على فمه ممسكا بها سېجارة مشټعلة يدخنها ومن ثم فكر مرة أخرى وهو يحاول ترتيب أفكاره هذه المرة ليتوصل إلى شيء كان يريده من أول لقاء بينهم لم يريد غير ذلك وقد ألقاه عليه صوت قلبه الذي يريد قربها أكثر من أي شيء
آخر ليقرر بالنهاية أنه سيأخذ هدنة ليرى ما الذي سيحدث بينهم..
______________________
كان الجميع في منزل عائلة طوبار يجلسون على طاولة الطعام نصر طوبار وابنته أخيه وزوجته وابنه كل منهم يأكل بصمت وهدوء وهو شارد فيما يخصه إلى أن تحدث نصر بجدية بعد أن رفع وجهه مقابلا لأخيه
عايزين نروح لمروة بإذن الله علشان أسافر أنا وميار
تحدث أخيه بجدية هو الآخر مجيبا إياه
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 29 صفحات