الشيطان شاهين ١٠
دلوقتي اما بالنسبة للمريض اللي جيتي علشانه فأنا حخلي الأمن يخرجوه برا حتى لو عيلته دفعوا مليون جنيه مش حسيبه هنا يوم واحد و مش حخلي مستشفى ثانية تقبله عشان تتربي و تعرفي ازاي تكلمني .
هزت ليليان رأسها پألم و قد بدأت دموعها تتساقط على وجنتيها الورديتين ليس على كلامه الچارح الذي تعودت ان يلقيه على مسامعها كلما رفضته بل على ذلك الطفل البريئ و الذي بسببها من الممكن أن يخسر حياته.
لم تعرف ماذا تفعل فابن عمها هذا ليس سوى كتلة
ابتلعت ليليان اهانته على مضض في سبيل اقناعه فكل ما يهمها هي المحافظة على حياة ذلك الصغير حتى على حساب كرامتها فليقل مايشاء الان المهم ان تصل إلى غايتها...
لتمسح دموعها و ترتب هيئتها قائلة بهدوء تحاول استعادته بعد ثورة الڠضب التي انتابتها منذ قليل قلي عاوز ايه عشان تلغي قرارك داه
ضحك ايهم و هو يتراجع بجسده على كرسيه واضعا يديه على حافة المكتب أمامهصمت فجأة ثم وقف من مكانه ليخطو بخفة ليصبح ورائها...
تنفس ايهم بقوة قبل أن يعود إلى كرسيه قائلا بملل من الاخر داه اللي عندي...في ايدك ساعتين تقرري فيهم مصير الولد يا اما يعيش و يا اما ېموت.
اومأت ليليان براسها قبل أن تتجه الى باب المكتب
و تغادر اغلقت الباب ورائها و هي تستنشق الهواء بلهفة كغريق رسى للتو على شاطئ الأمان....
هذا المكان التفتت ورائها عدة مرات ناظرة پخوف و كأنها تتوقع لحاقه بها او خروجه فجأة من احد الجدران كما يحصل في الأفلام..
ضغطت ازرار بحركة عصبيه و
تهورها في القدوم الى مكتبه خرجت من المصعد لتعترضها زميلتها الدكتورة أمنية... متزوجة و لديها طفلين في الرابعة من عمرها و هي صديقة ليليان المقربة و ملجأ أسرارها...
أمنية بضحكميمي في عينك يا بت انت مش حتبطلي تندهيني بالاسم دا... دا انا حتى دكتورة و ليا مركزي يعني فاكراني قطة قال ميمي قال .
ليليان الحق عليا اني بدلعك
أمنية وهي تتفرس ملامح ليليان دلعي يا اختي براحتك... بس مالك وشك مصفر كده و مش على بعضك فيكي ايه يا لولو.
أمنية و هي تجذبها الى أحد الغرف طيب تعالي ارتاحي و انا حطلبلك عصير فرش .
تبعتها ليليان بخطوات متثاقلة غير آبهة بتلك النظرات التي تكاد تفترسها من بعيد... و الذي لم يكن سوى الدكتور اسعد احد المعجبين بليليان.
ارتمت على السرير الطبي باعياء تشعر بأن كل قواها مستنزفة و كأن جبلا من الحجارة يقبع فوق صدرها...
تستمر القصة أدناه
وضعت كفها على وجهها قبل أن ټنفجر في بكاء مرير...
تبكي فقدان امها و هي مازالت فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها ليسارع والدها بعد أشهر قليلة للزواج من فتاة تصغره سنا بأكثر من عشرون سنة طمعا في ثروته...و كأنه كان ينتظر مۏت والدتها ليتخلص منها هي الأخرى و يرميها في بيت عمها...
لا تنكر فضل زوجة عمها الحنونة التي عاملتها بكل حب و طيبة و كأنها ابنتها... أبناء عمها سيف و محمد الأول يفوفها بثلاث سنوات اما محمد فاصغر منها بسنتين كانوا و نعم الأخوة لها..
لم يكن سواه هو ايهم الابن الأكبر لتلك العائلة الطيبة لم يكن مثلهم.. بل كان الأسوأ على الأطلاق.
طوال فترة مكوثها معهم و هو لا يعتبرها سوى دخيلة عليهم...ينتهز جميع الفرص لايذائها و اهانتها...
و تذكيرها بمكانتها الوضيعة في منزلهم...
افاقت على صوت أمنية التي دخلت الغرفة للتو و في يدها كوبا من العصير..
مالك يا ليلياالموت ارحملي كم اني اتجوزه.
ربتت أمنية على ظهرها بحنان بعد أن فهمت سر توترها قائلة باشفاقاهدي يا لولو متعمليش في نفسك كده...حتمۏتي نفسك من العياط على شان واجد ميستاهلش.
ابتعدت ليليان عنها و هي تمسح دموعها بصعوبة قائلة بتأكيد ايوا ميستاهلش داه حيوان..وواطي و قذر بيساومني على حياة طفل بريئ ملوش ذنب طول عمره كده...انا لسه مش عارفة داه دكتور و بينقذ أرواح الناس ازاي .
التفتت أمنية بنصف جسدها العلوي لتمسك كوب العصير من فوق الطاولة بجانبها و تقربه من فم ليليان لتساعدها على شربه...
وضعت ليليان يدها المرتجفة لتدعم يدي أمنية و تترشف بعضا من محتوى الكوب و هي تستمع الى صديقتها تقول اهدي كده و احكيلي بالتفصيل ايه اللي حصل.
بدأت ليليان في سرد كل ما حصل معها منذ