ندوب الهوى ندا حسن اخر عشر فصول
انت في الصفحة 1 من 72 صفحات
ندوب_الهوى
الفصل_الواحد_والعشرون
ندا_حسن
أين طريق الحزن السعادة لا تليق بنا
استمع سمير إلى هذا الصوت الذي اخترق جدران المنزل ليصل إلى غرفة نومهم ومن بعدها إلى داخل أذنيهم ليجعلهم يستيقظوا من نومهم بهلع ولهفة خائڤة مما قد يحدث..
جلس على الفراش وهو يمسح على وجهه بيده الاثنين يحاول أن يستوعب أن هناك صوت صړاخ قوي وإن ميزة سيعرف لمن!.. وجواره مريم التي جلست هي الأخرى بعد أن استمعت إلى هذه الأصوات الآتية من الخارج..
أغلق الباب مرة أخرى سريعا دون التفكير وهو يعود إلى زوجته قائلا بنبرة متوترة خائڤة
اعتدلت في جلستها وتسائلت بجدية ولم يأتي بخلدها أن يكون شيء يخصهم
الصوت ده منين
أجابها وهو يخرج من الغرفة تاركها مذهولة بعد إجابته
دا صوت مرات عمي
خرج بعد هذه الكلمات البسيطة وتركها تنظر في أثره بقوة وعينيها مفتوحتان بذهول تام لما قد يأتي هذا الصوت من عندهم الآن ولما تصرخ هكذا!..
بينما في ذلك الوقت كان قد وصل جاد إليهم بعد أن ركض على جمر مشتعل ليصله إلى منزل والده وليرى ما الذي يحدث معهم أفكار هائلة في تلك اللحظات التي هبط فيها من هذا المنزل إلى الآخر قد حضرت بعقله وجعلته يتخيل أبشع الأشياء التي قد تحدث لهم..
دلف جاد الشقة والذي كان بابها مفتوح ليرى عمه عطوة بالداخل وزوجته ومعهم والدته التي صمتت عن الصړاخ يلتفون حول والده النائم على أرضية الصالة لا يحرم ساكنا!..
يحتاج لمن يخرجه منه وها قد حضر أخيه والمنقذ الوحيد له سمير نظر هو الآخر إلى ما يحدث بعد أن دلف ودلفت من خلفه والدة هدير و مريم نظر بعينين خائڤة وروح مقهورة وكل هذا في لحظات تمر عليهم جميعا استدار بعينه إلى جاد وشعر أنه في صدمة فحركة بيده اليسرى وهو يدفعه للداخل قائلا بنبرة رجولية خشنة
نظر إليه جاد بعد هذه الدفعة منه باتمان وكأنه يشكره وتقدم إلى الداخل سريعا جسى على قدميه جوارهم وتسائلا بقوة محاولا التحلي بها
ايه اللي حصل
أجابته والدته وهي تتمسك بيد والده والبكاء كالشلال على وجنتيها والحزن ارتسم على ملامحها وروحها
وقع مرة واحدة يا جاد.. الحق أبوك يا جاد
وضع يده أمام أنفه ثم على العرق النابض بيده ليرى أنه مازال على قيد الحياة ويتنفس أقترب منه سمير يهتف بصوت عال بجدية
رد جاد بقوة وهو ينظر إليه قائلا بأمل يحيى داخله
لسه هستنا الإسعاف.. هوديه أقرب مستشفى بالعربية
وقف على قدميه معتدلا يميل ناحيته بعد أن أبعد الجميع ومعه ابن عمه ليحاول أن يحمله ويهبط به إلى الأسفل بمعاونته وجد زوجته تدلف من باب الشقة وخلفها شقيقتها نظر إليها ليجدها تضع يدها على فمها من هول الصدمة والمظهر الذي رأته عليه تشهق بقوة وصوت عال وقع قلبها بين قدميها وشعرت بالخۏف الشديد يجتاح كيانها لرؤية والده هكذا..
ناداها بقوة قائلا
مفاتيحي من الشقة بسرعة يا هدير
رآها كما هي لم تتحرك وكأنها صدمت مثله بالفعل وعقلها لا يستوعب ما الذي يحدث فصړخ عاليا بها وهو على أخر نقطة بالسطر وبعدها سيقع
المفاتيح من الشقة يا هدير
أومأت برأسها عدة مرات متتالية وذهبت ركضا إلى الخارج لتفعل ما قاله أقتربت مريم من والدة جاد ټحتضنها بقوة حتى تهدأ وكأن الأخرى كانت تريد هذا لتأتي بالمزيد من البكاء..
رفيق العمر والروح يكاد يفارق قبلها!.. لأ لن تسمح له بهذا قبل أن يزف الخبر إليها ستكون سبقته
إلى هناك لتكون في انتظاره واستقباله فلا يجوز أن تمضي البقية من عمرها دون رفيق دربها...
بعد هذه اللحظات كان جاد أخذه في السيارة ومعه سمير وعمه ووالدته متوجها سريعا إلى أقرب مشفى منه ليسعفه ولم يأخذ كثير من الوقت بل أقل من القليل ومع هذا قلبه كان ېحترق وروحه تكاد تتركه وتفكيره شل!.. أصعب شعور مر عليه بحياته..
هذا والده سنده ظهره في الدنيا وحمايته ومهما كبر وكان رجل فهو لا يكون شيء سوى بوالده ووالدته لا يكون شيء من غيرهما..
خرج الطبيب المعالج لوالده من غرفة الطوارئ ليقف أمامهم متحدثا بنبرة عملية مطمئنة
متخافوش يا جماعة.. الحج بس ملغبط في الأدوية بس الحمدلله هو
بخير