كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٧
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل السابع
يحدث أن تسلك كل الطرق للهرب من هيمنة شخص ما استملك كل ذرة من كيانك وطغى هواه للحد الذي يجعلك عاجزا عن مقاومته ولكن ما إن تغادره يجتاحك شعور مضاء بالغربة وكأنك طير طريد يشتاق لتراب وطنه.
نورهان العشري
_ ألم يحن الوقت للعودة بعد!
هكذا تحدث شاهين بنبرة عالية يغلب عليها الامتعاض الذي لون معالمه فلفت انتباه هناء التي التفتت تحتوي انزعاجه باحتواء شغوف
_حبيبي لا تقل أنك مللت فالسهرة ما زالت في بدايتها.
رمقها باستياء تجلى في نبرته حين قال
_ لا أحتاج إلى أن أقول أنني مللت أنتظر أن تلاحظي ذلك بنفسك.
تصاعدت أبخرة الڠضب إلى رأسها ولكنها حاولت تجاهلها وإضفاء الحزن على لهجتها حين قالت
_هل مللت مني!
ارتفع إحدى حاجبيه وكأنه يخبرها بأن خداعه ليس بالأمر السهل ولكنه اكتفى بتصحيح ظنها قائلا بفظاظة
_ شاهين أرجوك هذا شهر عسلي وأريد أن أستمتع قدر الإمكان.
هكذا تحدثت بحنق تجاهله فأخذ ينظر أمامه باستياء فلم يكن من محبين الضجيج أو الأصوات العالية بل كان أكثر من ينشد الراحة والهدوء وعلى ذكر الهدوء أخذ قلبه يستعرض بعضا من ذكرياته معها.
_ حبيبتي هيا سنتأخر على الحفل.
هكذا صدح صوت شاهين وهو يدخل إلى الشاليه الخاص بهما في أحد المناطق الساحلية وأخذت عيناه تبحثان عنها في كل مكان إلى أن سمع صوت طرقات كعب حذائها يأتي من أعلى الدرج فارتقى بنظراته إلى حيث تقف ليتوقف الزمن به لثوان وهو يبصر جمالها الأخاذ بذلك الثوب الأسود الرائع عاري الأكتاف والذي يحتوي تقاسيم جسدها الكمثري مبرزا بجود منحنياته الخلابة وينتهي عند حدود ركبتيها الوضاحة لينبلج ذلك التضاد بينهما بطريقة أججت نيران الشوق بقلبه الذي تعانقت دقاته مع ضربات حذائها ذو الكعب العالي وهي تهبط الدرج الذي ما أن وصلت إلى نهايته حتى وهبته أجمل ابتسامتها التي لطالما زينها الخجل راويا خديها فنبت الورود فوقه وعيناها المتلألئة بوميض العشق الذي أوقد الهواء حولهما فشعر بالاحتراق الهائل بين أوردته من مجرد نظرات عابرة إلى حسنها الذي ضاعفته خصل شعرها التي تناثرت حولها بصخب وتحد مهووس يشبه هوس قلبه بها.
هكذا أجابته بلهجة خجولة متوترة من نظراته الجريئة وعيناه اللتان أظلمتا برغبة قاتله سرعان ما تحولت إلى ڠضب حارق تجلى في نبرته حين قال
_أجننت يا هدى! هل تظنيني أخرق لأجعلك تخرجين بهذه الثياب أمام الرجال!
تجاهلت غضبه واقتربت منه بخط وئيدة وعينان براقتان وهي تقول بنبرة خاڤتة
أجابها بفظاظة
_ ماذا تقصدين إذن من ارتدائك هذه الثياب ونحن بصدد الخروج!
توقفت على بعد عدة خطوات منه وهي تقول على استحياء
_كنت أفكر ماذا لو أقمنا حفلا خاصا بنا هنا
ضيق عينيه وهو يناظر بترقب توترها الملحوظ وشفتيها المذمومة برقة ويديها اللتين كانت تفركهما ببعضهما البعض وسرعان ما تبدلت نظراته إلى العبث وهو يقترب منها بخط سلحفية وعيناه تأسران عينيها كما أسرها بذراعيه حتى امتزجت أنفاسهما ليقول هامسا
بللت حلقها الذي جف من اقترابه منها بتلك الطريقة ثم بصعوبة حاولت إخراج صوتها ليبدو همسا على أذنيه
_ليس أحدهم إنه أنا ونعم أود مفاجأتك لو لم يزعجك عدم الخروج اليوم.
خجلها وهمسها وارتباكها وأيضا خداها المتوردان كل تلك الأشياء تثيره حد الجنون الذي يحاول كبحه الآن حتى لا يفسد مخططاتها لذا مرر أنفه على تقاسيم وجهها إلى أن وصل إلى أذنيها فهمس من بين أنفاسه المحمومة
_وجودك دواء فعال لكل أنواع الإزعاج يكفي أن تكوني بجواري لأكون في قمة السعادة واللهفة.
صمت لثوان يناظرها بشغف رأى وقعه على جسدها
المتجف بقربه ثم أردف بخشونة
_لذا هيا فاجئيني حتى أستطيع أن أروى ظمأي منك فأنا بالكاد أسيطر على شوقي الضاري لك.
تأجج قلبها من فرط السعادة بكلماته التي أكدتها نظراته المشټعلة نحوها وقامت بسحبه من يده دون حديث لتخرج به إلى الحديقة الخلفية للشاليه فإذا به يتفاجئ بروعة المكان الذي زينته بشموع حمراء وأخرى بيضاء على