كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٧
شكل ممر طويل ينتهي بقلب يتوسطه طاولة وضع فوقها قالب من الحلوى وبجانبه اثنان من الشمعدان مع أنواع عديدة من الشراب صفت بطريقة منمقة جذابة وكذلك كان المكان بأكمله بسيط ورائع للحد الذي جعله يمد يديه بغتة لاحتوائها بين جنبات صدره بقوة رافعا إياها حتى باتت أقدامها لا تلامس الأرض فأطلقت شهقة قوية من فعلته المباغتة ولكن سرعان ما علقت أنفاسها بصدرها حين انتزع جميع اعترافات الشهد المنبعث من بين ضفتي التوت خاصتها فكان التحامهم شغوف يعبر عن مدى سعادته بما رآه... واشتد احتواءه لها تأثرا بتلك المفاجأة التي أدخلت السرور على قلبه... الذي تعثرت نبضاته بقوة من قربها فأخذ ينهل من رمقها بشغف إلى أن ضاقت رئتيهما وهاجت اعتراضا فتركها لتسترد أنفاسها الهاربة فأسند جبهته على خاصتها وهو يقول بصوت أجش
اغتبطت بقوة من كلماته التي توحي بمدى إعجابه بمفاجأتها فخرجت حروفها مبتهجة ومتلهفة حين قالت
_سعيدة لأن مفاجأتي أعجبتك فقد كان عيد ميلادك الأول ونحن معا لذا فكرت أن أجعله مميزا وأن يكن ذكرى جميلة بيننا بعيدا عن صخب حفلات عيد الميلاد.
_فكرة رائعة تشبهك وأنا أحب تكرار تلك الأفكار كثيرا.
ابتسمت بخجل وقالت بخفوت
_ أعلم أن الجميع ينتظرنا للاحتفال ولكن أعدك بأن لا نتأخر عليهم و
قاطعها بلهفة وعينان شغوفتان تهيمان بها
_فليذهب الجميع إلى الچحيم فذكرى مولدي أصبحت عيدا لأنك معي.
تهللت أساريرها وقالت من بين أنفاسها المتلاحقة
شاهين بعذوبة وعينان يطلان منهما الهيام
_صخب تلك الحفلات لا شيء مقارنة بصخب قلبي بحضورك.
كان كمن يعبث بإعداداتها وخاصة حين غازلتها عينيه بتلك الطريقة فعرفت كفوفها طريقها إلى وجهه لتحتويه بحب انساب من بين حروفها حين قالت
_ كل عام وأنت بخير ولتكن جميع أعوامك سعيدة.
_كوني معي إذن حتى تكون جميع أعوامي سعيدة.
همست بدلال
_أنا معك دائما.
ابتلع باقي كلماتها بجوفه ليطفئ نيران شوقا ضاريه لا تهدأ أبدا.
عودة إلى الوقت الحالي.
_شاهين شاهين!
أخرجه صوتها من عالمه الذي يحاول الفرار من بين براثنه بكل قوته فالټفت يناظرها بعينين حانقتين من ذلك القلب الذي لا ينفك عن تسميم عقله بذكريات باتت مؤلمة ليسحبه من واقعه إلى حلما جميلا كانت أقصى أمنياته أن يدوم إلى الأبد.
قاطع سيل استفهاماتها باقترابه القوي منها يحاول بها محو ذاكرة لعينة لا تبارح قلبه الذي يحاول تجاهل أنينه قدر الإمكان وعلى الرغم من أن اقترابه كان يغذيه رغبة عاتية لا مشاعر دافئة ولكنها لم تهتم بل بادلته إياه بشغف حتى فصلها هو ليقول بصوت أجش
_هيا لنعود.
لهجته وملامحه وعينيه كانت توحي مقدار ما يعانيه من مشاعر مختلطة لا تود معرفة كنهها ولكنها كانت أذكى من أن تجعلها تتفشى أكثر بقلبه وتتملك منه خاصة وهو برفقتها لذا اتكأت برسغها فوق كتفه فقد كان قريبا منها نظرا لأنه كان يجلس وهي واقفة وبيدها الأخرى لامست وجهه أناملها أتقنت تزيين نظراتها به وكذلك نبرتها حين قالت
كانت قريبة منه بدرجة كافية لتثير غريزته التي استفزتها تلك الذكرى اللعېنة وخاصة وهي تناظره بتلك النظرات
جاء الصباح وبعثرت الشمس أشعتها على ستائر الليل السوداء... فأضحت منيرة متوهجة تبعث الأمل في القلوب أن بعد الظلمات نورا سيبدد عتمة الماضي وينير الحاضر... ولكن هناك من أحړقته نيران ذلك الماضي ونالت منه ظلمته للحد الذي جعلها تنطبع على ملامح وجهها وذبول عينيها التي ذرفت العبرات كما تذرف السحب أمطارها بعد أن قضت ليلتها بين أحضان رجل جاء من الچحيم ليجهز على ما تبقى من حطامها.
كتمت شهقاتها بصعوبة حتى لا تصل إلى أذنيه فقد تسللت من جانبه بعد ليلة مشټعلة قضتها برفقته مغيبة عن واقعها الأليم وهو أن هذا الرجل قتل والدها شهقة خاڤتة خرجت من جوفها حين باغتها طرق قوي على الباب يوازيه قوة صوته حين قال
_هل أنت بخير!
حاولت إيجاد صوتها لتجيبه بنبرة حاولت