كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ٧
الإفطار هنا ثم ستتناولين أدويتك وترتاحين كما أمر الطبيب.
اغتاظت من لهجته الآمرة ومن هذا العبث والمكر اللذان يزينان نظراته فتعاظم الڠضب بداخلها وتجلى بنبرتها حين قالت
_فقدت شهيتي لا أريد تناول الطعام.
فوجئت حين اقترب منها ليتربع في مواجهتها على السرير وهو يقول بلهجة عابثة
_إذن سأجعلك تستعيديها مرة أخرى.
_كيف ذلك!
لم تكد تنهي جملتها حتى وجدته يهوي على ضفتي التوت خاصتها بطريقة كاسحة أضرمت النيران بقلبها ودكت ثباتها الذي تلاشى من فرط سطوته عليها وكذلك جسدها الذي يخشع إليه دون ذرة مقاومة وصدرها الذي حلقت الفراشات بفضائه وكأن كل شيء يتآمر ضدها معه.
_هل عادت شهيتك الآن! أم أعيد المحاولة مرة أخرى!
_هل أعتبر صمتك هذا دعوة لإعادة المحاولة
تململت بارتباك لتفلت من بين يديه وبالكاد استطاعت إخراج صوتها حين قالت باندفاع
لم تبتسم ملامحه ولكن عينيه فعلت فتعانقت نظراتهما لثوان قبل أن تجده وثب قائما وهو يغلق أزرار بذلته قائلا بلهجة آمرة
_سأغادر إلى الشركة الآن وسأعود قبل العشاء لا داعي لأن أخبرك أن تتبعي إرشادات الطبيب.
لم تجبه فقد كانت تغلي من الڠضب الذي تعاظم أكثر وهي تجده يرفع إحدى حاجبيه احتجاجا على صمتها فهمست من بين أسنانها
_هل تتحدث بجدية الآن! هل سنعود غدا!
هكذا صاحت هناء بحنق قوبل بالجمود من ناحيته حين قال باختصار
_نعم.
اهتاجت من فرط الڠضب فلم يمض ثلاثة أيام على بقائهما هنا في هذا المدينة الساحلية الرائعة التي كانت من ضمن أحلامها التي لم تجرؤ حتى على تمني تحقيقها ولكنها تحققت معه والآن وقبل أن تستمتع بوجودها فيها يخبرها بأنهما سيعودان غدا.
_أرجوك حبيبي أخبرني أنك تمزح فلم تتح لنا الفرصة للتمتع معا بجمال المكان وأيضا ألم تعدني بقضاء شهر عسل كامل هنا
غمرت السخرية ملامحه وتجلت في نبرته حين قال
_شهرا كاملا هنا! من أين أتيت بهذا الآن أنا حتى بزواجي الأول لم أقض شهرا كاملا برفقة هدى.
_ما الذي أتى على ذكرها الآن ولم تتحدث هكذا هل زوجتك الأولى أفضل مني أم.
قاطعها بفظاظة وهو يحاول قمع فيضان ڠضبها قبل أن يتمادى ويغرقهما
_توقفي يا هناء لا يستدعي الأمر كل هذه الضجة.
هناء بانفعال
_حقا! ذكر اسم زوجتك الأولي بيننا في شهر عسلنا وبتلك الطريقة لا يستدعي!
تفاقم غضبه أكثر فهدر آمرا
_إن قلت لا يستدعى معناها هو كذلك كان الأمر في سياق الحديث فقط ثم إني لا أحب تبرير أي شيء أقوله أو أفعله فلتعلمي هذا.
تجيد لعبة الشد والجذب حتى وأن وجدت الأمور بدأت تحتدم تسلحت بضعفها الذي هو خير وسائلها معه فقامت بإخفاض رأسها مطلقة العنان لعبراتها بالهطول ثم قالت بنبرة جريحة
_حسنا سأجمع أغراضنا حتى لا نتأخر على الطائرة صباح الغد.
سر قوة المرأة في ضعفها فهو القشة التي تقسم جبروت الرجل عن طريق استفزاز غريزته في حماية الأنثى حتى من الحزن فيتقهقر غضبه أمام عبراتها سالكا كل الطرق لمراضاتها
_لا تحزني أعدك سأعوضك عن هذه الرحلة في أقرب وقت.
هكذا تحدث ويده تمتد لتمسك برسغها توقفها عن المضي وحين التفتت تفاجئ من ذلك الحزن الي تبلور في عينيها وتقاسيم وجهها الذي كوبه بين يديه يحاول أن يراضيها فرفرفت برموشها وهي تتحدث بحزن خالطه الدلال
_ لقد أحزنتني في أكثر الأوقات التي من المفترض أن أكون سعيدة بها ولن أسامحك
شاهين بخشونة
_ستفعلين.
_ لن أفعل.
عاندته بدلال فتركها وهو يتوجه إلى الطاولة بجانب السرير ليخرج منها علبة من القطيفة الزرقاء وقام بفتحها لتبرق عيناها تزامنا مع هذا البريق المطل من تلك الإسورة الماسية التي جعلتها تشهق من فرط جمالها
_