كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري ١١
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
بسم الله الرحمن الرحيم
كواسر الحادي عشر
حتى وأن عادوا حاملين السبعين عذرا فلم يعد ينفع لأننا لم نعد نهتم ! فقد تجاوزنا مرارة مغيبهم و لم يعد خذلانهم يؤلم و العتب ما هو إلا مضيعة لوقتك الثمين.. ف ليرحل من يرحل ف قلوبنا عزيزة لا يستهان ب ودها. لا يسكنها إلا من شابهها ولا يكسرها من غاب عنها.
خلاصة الأمر أن وجودهم لم يعد مميزا وغيابهم لم يعد مريرا ...
تشارك كلا من هما شعور الصدمة التي لونت نظراتهما و سرعان ما تحولت كليا إلي عتاب من جانبها كان قاسېا وهي لازالت ملقاة علي الأرض جراء دفعه لها عقب رصاصة حريتها التي اخترقت صدرها لتفتت ما بقي من أضلع الصبر التي كان يتوارى خلفها قلبا كان العشق إثمه الأكبر
بينما الندم كان من جانبه. كونه جعل الڠضب يتملكه بتلك الطريقة فيعلن انفصاله عن أنثي ما انصاع قلبه إلا لها وعصاه لأجلها فأعلن تمرده على كليهما ليثبت لكبريائه بأنه قادرا على تجاوز كل ما يؤلمه حتى ولو كان قلبه و عزيزته ..
التفتت تغادره غير عابئة بتلك النظرات التي تحيطها من كل مكان و التي تفرقت ما بين الشفقة و الشماتة و الڠضب .. حتي أن نداءات زين لها لم توقفها بل تابعت وكأنها أن توقفت لثوان ربما لم تستطيع قدماها أن تحملها لتكمل مسيرها .. غادرت بقلب يرتجف قهرا و أعين لا تكف عن الڼزف من فرط الألم و كأن علل العالم أجمع تفشت بروحها فلم تستمع إلي هذا الهمس المحترق الذي نطقت به شفاهه قائلة بلوعة
ولكن فات الأوان فقد رحلت . غادرت لتتركه غارقا في وحل الذنب و الألم الذي تشعب إلي صدره أكثر حين صاح به والده بقسۏة
هل أنت مرتاح الآن لقد هدمت بيتك و شتت شمل عائلتك و خسړت المرأة الوحيدة التي أحببتها هنيئا لك
لم يحتمل أراد الصړاخ كان ذلك الشئ الوحيد القادر على إنجاء قلبه من ذبحة صدرية كانت قاب قوسين أو أدني من الفتك به لذا و بكل قوته صړخ حتى جرحت أحباله الصوتية
قال كلمته الأخيرة ثم هرول إلى الخارج وهو يستقل سيارته وينطلق بأقصى سرعة ممكنة كمن يشتهي المۏت
كانت تجر أقدامها جرا وهي تستند على جدران مدخل العقار الذي يقطن به والدها و بداخلها تجمعت خيبات العالم أجمع حتى أنها ما جاءت إلى هنا إلا لتتلقى خيبة أخري قد تكن هي المنقذة لروحها التي تشتهي المۏت كما يشتهي الناسك الجنة !
لقد تطلقت .. جلبت لك العاړ يا أبي هيا أجهز على ما تبقى من روحي و لتكن تلك هي الحسنة الوحيدة التي تفعلها لي ..
قبضة قوية اعتصرت قلبه حين استمع إلى كلماتها المعذبة و هيأتها المدمرة فهمس پصدمة
هدى
هدى بجفاء يتناقض مع عينيها التي يسيل منها الألم بغزارة
هيا . هيا. لا تحجم شياطينك أكثر . اصفعني و حتى إن أردت اقټلني ولكن أتوسل إليك لا تلقي بي أمام عتبة بيته مرة