كواسر أخضعها بقلم العشق نورهان العشري قيثارة الكلمات كاملة
زين الذي فتحته دون أن تدق الباب وأغلقته پعنف ثم تقدمت بخطى مبعثرة إلى أن توقفت أمام مكتبه تحت نظراته المندهشة حين سمعها تقول مغلولة
_ أوافق على ما عرضته علي سابقا.
_زين بملامح تحولت إلى الجمود الذي احتل نبرته حين قال
لا أفهمك أرجو التوضيح أكثر.
قمعت عبراتها وۏجعها الهائل وهي تقول بلهجة محتقنه
تفهم ما تمر به ولدهشتها وجدته يبتسم بهدوء قبل أن يقول
_لا أريد معرفة ماذا
حدث ولكن سأخبرك أمرا يا هدى الذنب ليس ذنب زوجتي ولا والدك ولا حتى شاهين فهم أناس واضحين من البداية.. الذنب ذنبك لأنك ترين الأشخاص بنظارة يكسوها الغبار.. اخلعيها ولتري كل إنسان على حقيقته.
_رأيت رأيتهم على حقيقتهم وهذا أكثر ما يؤلمني.
زين بقوة
_اجعلي هذا الألم دافعا قويا لأن تعيدي بناء نفسك من جديد.
أومأت پألم فأردف بخشونة
_أقسى عقاپ للرجل بعد هجره للمرأة أن يراها ناجحة وجميلة وهذا يعني أن فراقه لم يؤثر فيها وهذه أقوى صڤعة قد يتلقاها كبرياءه.
_يا ليتني أستطيع فراقه سأكون حينها أفضل.
_مخطئة ازدهري أمام عينيه ولا تسمحي ليده أن تطالك أبدا هكذا سيكون انتصارك عظيما.
على الرغم من اقتناعها بحديثه إلا أنه أثار بداخلها زوبعة من الاستفهامات والتي أفصحت عنها قائلة بجفاء
_لم تفعل معي هذا إن من نتحدث عنه هو ابنك ولن أصدقك إن أخبرتني بأنك تفضلني عنه مهما بلغ غضبك منه.
_لن أخبرك ذلك كما أنني لن أخبرك ماذا تعنين لي لأنك تعرفين ذلك أيضا ولكن سأخبرك ما لا تعرفينه.. قد تندهشين ولكن تأكدي أنني لا أكذب أبدا.
خربش الفضول جدران قلبها فقالت بترقب
_أسمعك.
زين پألم دفين
_أكفر عن ذنبي بحق شاهين نعم أخطأت بحقه وحق شقيقته باختياري لهم أما مثل زينات كنت أعرف جميع صفاتها السيئة ولكن لم أحميهما من بطشها كنت أرى إهمالها لهما واهتمامها بالمظاهر كثيرا وجفائها اللامتناهي في معاملتهما ولكن لم أردعها كنت مشغولا بجمع المال والحفاظ على تراث العائلة ولم ألتفت لهما.
_شاهين ليس سيئا إن بداخله طفل يحتاج إلى الحنان والاهتمام ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي هرول إلي وهو يخبرني عن الفتاة التي وقع بعشقها.
توقف لثوان وهو يناظرها بتأثر ثم أردف بحزن
_لم يذكر شيئا عن جمالك بل كان يتحدث عن مدى حنانك ورقتك وهذا في الواقع كل ما يحتاجه.
_لقد أغدقته بحناني ولم أبخل عليه يوما.
زين بتعقل
_سأسألك سؤالا وأنتظر منك أن تجيبيني بصدق.
_ سأفعل.
زين بترقب
_متى آخر مرة جلست مع شاهين وتحدثتما معا مثل باقي الأزواج!
لم تعلم الإجابة فهي أبعد من أن تتذكرها لذا لم تجب فواصل استجوابه
_متى آخر مرة خرجت معه بمفردكما!
دام صمتها فهذا السؤال أيضا لا تعلم إجابته فتابع بلهجة تشوبها الحد
_هل هو السبب هل طلبت منه ورفض!
تذكرت تلك المرات التي كان يطلب منها الخروج معه لقضاء وقتا ممتعا في الخارج أو لتناول الطعام ولكنها كانت منشغلة إما مع الأولاد أو بأمور المنزل فتعتذر منه.
_هذا الصمت يعني أنه لم يكن السبب.
مزقت ثوب الصمت قائلة باندفاع
_لم يكن الأمر بيدي فقد كنت مشغولة إما مع أطفالي
أو مع والدته لم أرفض لأنني لا أريد بل كنت أكثر من يحتاج وجودي معه ولكن أنا لست امرأة خارقة أهلك من فرط التعب طوال اليوم بأمور المنزل والأولاد وإرضاء والدة زوجي التي لا ترضى أبدا.
زين بهدوء
_وهذا أعظم أخطائك الوحيد الذي كلفك الله بإرضائه هو زوجك.
هنا ذهب عقلها لا إراديا لكلمة والدها بأن زوجك هو الوحيد الذي يجب عليك إرضاؤه وقد فطنت إلى ما يقصده الآن لهذا همست بتعب وهي تجر قدميها للجلوس على المقعد أمام مكتب زين
_ولكنه لم يكن يحميني من بطشها ولم يكن في مقدوري مواجهتها لهذا كنت أجتهد حتى أرضيها.
_وهذا هو خطأك الثاني تقتلين نفسك لإرضائها وهي لا ترضى... لذا كان عليك التوقف عن فعل ذلك ما أن رأيت أن كل ما تفعليه يذهب أدراج الرياح.
كلماته أيقظت چروحا غائرة بقلبها عن مدى تسلط تلك المرأة وتجبرها وهتف عقلها مؤنبا لم احتملت كل هذا
تابع زين بعدما رأى أن حديثه قد وصل إلى مبتغاه
_انتظرت أن تشتكي مرات ومرات ولكنك كنت مستسلمة بدرجة تثير حنقي فاكتفي بتأنيبها ببضع كلمات يكون ردها هي لم تشتكي لذا لا تتدخل.
همست بمرارة
_أنت محق لم أكن أشتكي ولا أعلم لم كنت مستسلمة هكذا ولأجل من!
صمتت لثوان قبل أن تهب مندفعة
_نعم اعترف أنني قصرت بحقه قليلا! ولكني كنت أربي أبنائه وهو غائب طوال اليوم لا يعلم عنهم شيئا بينما كنت أحمل مسؤوليتهم وحدي لا أستحق منه هذا أبدا.
أومأ برأسه وهتف قائلا
_نعم وأنت بالمناسبة أم عظيمة ولكنك غفلت عن واحد من أبنائك وأهملته وهذا الابن تلبسه الشيطان وأخطأ نعم خطأ كبير