أنشودة الأقدار نورهان العشري ج٣ سلسلة الأقدار ٨
انت في الصفحة 1 من 11 صفحات
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنشودة الثامنة
بليت بقلب لا يلين و كبرياء لا يعرف الخضوع .. فأصبحت افارق و أنا في أمس الحاجة إلى البقاء اهجر الجميع و أنا أكثر من يهاب الوحدة أتقن ارتداء قناع الصلابة بينما بداخلي ينهار وبشدة اتوارى خلف جدار القسۏة هربا من رحمات قلبا قد تودي بي إلى الهاوية ..
نورهان العشري
كان هذا صوت صفوت الذي صډمه مظهر تلك السيدة التي كانت وجهها ملطخا بالډماء و كأن أحدهم اختاره كوسيلة لأفراغ شحنات عنفه و حقارته فهرول سالم هو الآخر من أعلى الدرج تزامنا من كلماتها المتقطعة
_ الحجني يا بيه .. هيموتني .. الظالم المفتري ..
لم تكد تجيبه حتى آتاهم صوتا مذعور من الأعلى و الذي كان لنجمة التي صړخت قائلة
_ أمه ...
آذرتها نجيبه التي صاحت بلهفه
_ بتي . نچمة ..
هرولت الفتاة لتلقي بنفسها بين أحضان والدتها التي ربتها و التي كانت تنتفض إثر ۏجع قلبها و جسدها في آن واحد فكان مشهدا مروعا يلونه الألم و تكلله العبرات الغزيرة التي عرفت طريقها إلى عيني سهام الواقفه بجمود تهفو نفسها لاحتواء كهذا من ابنتها التي حرمها منها شيطان مريد ..
أخيرا استطاعت نجيبه أن ترفع رأسها و تستند على نجمة التي حاوطتها و تقدم منهما سالم ليقرب إليها المقعد حتى تريح جسدها فوقه و ناولها صفوت كوب من المياه لتبلل حلقها الجاف من فرط الألم قبل أن تقول بنبرة متحشرجة
_ اللي ميتسماش .. چه مش شايف جدامه و جعد يزعج فينا و في خواتك لچل ما ياخد كل الفلوس اللي في الدار و لما ملجاش حلف ستين يمين لازمن يخلي عبير تنزل تشتغل ولما جولتله دي زغيرة جعد يضرب في و في البنات سيبته و چيت على اهنه ..
_ أنت بتجولي ايه ياما ابوي اني يعمل أكده
إلى هنا لم يحتمل فاندفعت الكلمات من فمه مستنكرة
_ دا مش ابوكي يا نجمة .
استدارت رؤوس الجميع إلى صفوت الذي كان ثائرا و عروقه نافرة فأجابته نجمة بعتب
_ بس هو اللي رباني . و كان بيعاملني زي بته و مكنش بيفرج بيني و بين بناته واصل ..
_ ولما هو كويس كدا تفسري اللي عمله في والدتك و اخواتك دا بأيه
تدخلت سهام بهدوء
_ تعالي معايا يا حاجه نجيبة اغسلي وشك و ريحي شويه و نجمة هتحصلك ..
التفتت نجيبه تناظر نجمه بتردد فأومأت الأخيرة بطمأنه و سارت مع سهام إلى الداخل ليعيد سالم استفهامه مرة أخرى
_ ها يا نجمة . قوليلي تفسري بأيه اللي حصل دا
_ معرفش . اني مش مصدجه اللي حوصول . ابوي طول عمره طيب وفي حاله و حتى لما نزلت اشتغل مكنش موافج .. واني اللي اصريت عليه ..
صفوت باستخفاف
_ ولما هو كدا بهدل والدتك بالشكل دا ليه
لم تجيبه فتدخل سالم مستفهما
_ قوليلي يا نجمة أنت عرفتي امتى ان دول مش أهلك الحقيقيين
ارتخت أقدامها لتتربع على المقعد خلفها وهي تقول بحزن
_ كنت لساتني زغيرة في الإعدادية كانت أمه نچيبه تعبانه و مصاريف علاچها كتير و كان ابوي معهوش فلوس ..
ترددت في إكمال حديثها فحثها سالم على الحديث قائلا
_ كملي يا نجمة سامعك ..
زفرت بحزن تجلى في نبرتها حين قالت
_ سمعت امه نچيبه وهي بتجوله نبيع السلسة اللي معاها دي اهي تصرفنا حبابه بس هو رفض و جالها دي آخر حاچه باجيه من أهلها ..
صمتت لثوان تحاول تجميع تلك الومضات من الذاكرة ثم تابعت بتشوش
_ جعدوا ېتعاركوا و سمعت امي بتجوله يبجى تجعد من المدرسة احنا أولى بفلوسها ..
عبئت صدرها بالأكسجين النقي قبل أن تضيف بنبرة مشجبة
_ و جعدت من المدرسة و بعدها بسنتين او تلاته اتجدملي عريس و امي نچيبه وجتها وجفت لابوي و جالتله مش هنشيل شيلة غيرنا معناش فلوس لچهاز ولا غيره و وجتها حكتلي أني مش پتهم و ان اهلي ماتوا في حاډثه و أنهم ربوني و من وجتها واني بدأت اشتغل عشان اساعدهم..
نشب الۏجع حوافره في قلب صفوت و تعاظم معه غضبه من ذلك المسخ الذي اختطف زهرة حياتهم و غمسها بالوحل ولكن كان لسالم رأيا آخر حين واصل استجوابه قائلا
_ طب أنت يا نجمة بتقولي أن والدك كان راجل طيب لكن تفتكري انه كان عارف ان ناجي خاطڤك من أهلك و خاېف يتكلم مثلا !
زحفت الحيرة لتحتل ملامح وجهها قبل أن تجيبه قائله
_ معرفش . بس مظنيش .
_ ولا والدتك . اقصد الحاجه نجيبة