الخميس 28 نوفمبر 2024

غرام المغرور نسمة مالك

انت في الصفحة 42 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

برضا تام بقضاء الله وقدره  
عندك حق يا خالتي أنا أهو ربنا أراد إني مخلفش بس جبر خاطري ورزقني بابني محمود ابن قلبي قبل عيني 
ابتسمت عهد ونظرت بتجاه الصغار مدمدمة  
وأنا اتجوزت واحد كان متجوز قبلي ومعاه طفلين ربنا جعلهم عيلة ليا بعد ما كنت عايزة اڼتحر من الوحدة 
قالت خديجة بفخر وأنا رفضت الجواز وفضلت ابني فارس عن كل رجالة الدنيا وبقيت زي ما الناس بتقول عانس بس دا كله مهمنيش كفاية أني ربيت وكبرت وزرعت زرعة صالحة على هيئة طفل بقي أحسن راجل في الدنيا وبحصد من تربيتي ليه دلوقتي خير وفير ملوش نهاية ولسه بمشيئة الله واثقه إن ربنا شيلي خير أكتر وعلشان كدة لو رجع بيا الزمن تاني هختار فارس تاني من غير تفكير حتي 
نظرو ل إسراء يحثوها على مشاركتهن في الحديث فبتسمت لهن وتحدثت بتنهيدة حزينة قائله  
وأنا اتجوزت بعد ما خلصت دبلوم من شاب محترم وأصيل حبني أوي وكنت عايشة حياة بسيطة وهادية لحد ما ربنا أختاره وبقيت في يوم وليلة أرملة وبنتي يتيمة حسيت أن خلاص الدنيا وقفت وحياتي أدمرت 
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ونظرت لوالدتها وتابعت بامتنان  
بس بعد ما ربنا رزقني بحب أبو الفوارس عرفت أن كلامك يا ماما اللي كنتي بتقوليه ليا كان كله صح وفعلا بعد الصبر جبر وأنا ربنا جبر قلبي أنا وبنتي وعوضني بزوج شيلني جوه عنيه وبيعامل بنتي كأنها بنته من صلبه وهي كمان بتحبه أكتر مني 
أمسكت خديجة وجنتي إلهام بين أصابعها وتحدثت بمرح قائله وانتي يا لوما يا شقيه احكلنا يله شكلك عندك قصة كبيرة 
ضحكت إلهام ضحكتها الهادئة التي تدل على طيبتها الزائدة مرددة  
بقي أنا شقية يا خديجة يا أختي  
أخذت نفس عميق وأكملت بفرحة ظهرت على محياها هحكلكم أنا بحب أوي اتكلم عن إبراهيم أبو إسراء الله يرحمه 
صمتت لبرهه وأغمضت عينيها ببطء تسترجع تلك الذكريات التي لم تفارقها للحظة واحدة إزدادت ابتسامتها إتساع وتابعت  
كنت عيلة بنت خمس سنين لما أمي وأبويا ماتوا في حاډثة وخدني عمي الصغير علشان يربيني كان لسه متجوز جديد ومراته حامل وعلى وش ولادة مش هنكر هي كانت بتعاملني ساعات كويس جريت السنين وبقي عند عمي ولد وبنتين اعتبرتهم أخواتي الصغيرين بعد ما عمي اتوفى بقيت أنا اللي شايلة البيت كله من غسيل وطبيخ وتنضيف وكل ما يجيلي عريس يطلب أيدي مرات عمي ترفض لخد ما اتجوزوا بناتها وابنها سافر كذا سنه الخليج بعد ما خلص جيش وفضلت أنا معها لحد ما قربت على السنه بخدمها كأنها أمي بالظبط 
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها وتكبح عبراتها التي تجمعت بعينيها وتابعت 
رجع ابنها معاه قرشين كويسين اشتري بيهم شقة وخدني أنا وأمه فيها وفتح محل بقالة والدنيا بقت مستورة معاه دخل في يوم على أمه وقالها أنا قررت اتجوز أمه فرحت أوي وبقت تزغرط وتقوله من بكرة هجبلك دستة عرايس تختار منهم اللي تعجبك بس هو قالها لا متتعبيش نفسك أنا عروستي موجودة 
هبطت عبراتها بغزارة على وجنتيها رغم ابتسامتها التي لم تبرح محياها لتسرع إسراء التي بدأت تبكي لبكائها بمسح عبراتها بلهفة وحنان بالغ وأكملت إلهام
بصوت مرتجف 
أنا هتجوز إلهام بنت عمي أنا أولى بيها يا أمه بقت تصرخ بعد ما كانت
بتزغرط وتقوله هتاخد واحده أكبر منك بخمس سنين عايز تعمل فيا وفي نفسك كده ليه دا انت ابني الوحيد وبتمني أشوف ولادك قبل ما أموت تقوم تتجوز واحدة عانس قطر الجواز والخلفة فتوها 
أبتلعت غصة مريرة وسيطرت على بكائها ونظرت لوحيدتها بحب وفرحة غمرت ملامحها مكملة  
بس إبراهيم كان راجل شهم وجدع مسمعش ولا كلمة من اللي قالتهم أمه وصمم يتجوزني سترني وكان ونعمة الزوج والابن البار خصوصا ان أمه ورتنا الويل أول ما اتجوزني لحد ما حملت في إسراء بنت عمري وهي رجعت تعاملنا كويس تاني لخاطرك يا ضنايا 
طيب وأبو إسراء ټوفي إزاي يا لوما! 
قالتها خديجة بصعوبة من بين شهقاتها 
اجابتها إسراء ببوادر بكاء قائلة 
هقولك أنا يا ديجا أنا فاكرة اللي حصل كأنه إمبارح كان عندي وقتها 12سنهوبابا حبيبي الله يرحمه تعب فجأة 
ماما بقت تلف بيه على الدكاترة اللي اكتشفه أن عنده کانسر في مرحلة متأخرة وبدأت رحلة علاج مكثفة خدت كل اللي كنا نملكه 
أمسكت يد والدتها
وقبلتها وتابعت بفخر 
امي دي أعظم أم وزوجة في الدنيا فضلت شايله أبويا بحب وخوف في مرضه هو وجدتي كمان اللي تعبت من حزنها على أبويا وعمرها ما قصرت معاهم أبدا لحد ما ربنا استرد أمانته 
اللي عملته معاهم قعدلي فيكي يا بنتي واديكي شيلاني في تعبي ومستحملاني وأنتي عارفة أني مش هعرف أقف على رجلي تاني 
شهقت إسراء بصوت خفيض وتحدثت بتوتر قائلة 
أيه اللي بتقوليه دا بس يا ماما بإذن الله أنتي هتخفي وهترجعي أحسن من الأول كمانوالعمليه اللي المفروض تعمليها الدكتور نصحنا أننا نستني شوية علشان في علاج
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 54 صفحات