حين التقيتك سارة مجدي
برفق لتعود و تجلس مكانها من جديد ليرفع يده الأخرى ليرفع القناع عن وجهه و أخذ نفس عميق و قال أسمها بأرهاق
هدير
لتبتسم و الدموع ټغرق وجنتيها بغزاره
حمدالله على السلامة يا حبيبي
حبيبي
ردد خلفها باندهاش لتقترب من وجهه و هى تنظر إلى عمق عينيه و قالت بصدق لمس قلبه و روحه
حبيبي و حبيب قلبي و حبيب روحى أخويا و أبويا و جوزي و حبيبي و كل دنيتي
أنت الأمان و البيت و الدفا أنت كل حاجة حلوة فى حياتي .. أنت العمر إللى محتاجة أعيشه يا جعفر جعفر قلبي
ليضحك بصوت عالي ثم اآن پألم لتقول هى پخوف
بس بس أهدى هروح أنادى للدكتور و متخافش أنا مش هسيبك هفضل هنا جنبك و تحت رجلك و مش بس علشان تعبان لأ أنا مش عايزه حاجة من الدنيا غيرك
لما أخف عايز أسمع كل الكلااام ده من تاني
أبتسمت بخجل لكنها أومئت بنعم ليقطب جبينه و هو يقول ببعض القلق
زينب
رفعت يدها تمسح على وجنته برفق و قالت بهدوء
كويسه متخافش فى البيت مستنياك
أومىء بنعم و هو يهمس بكلمات الحمد لله لتغادر هى سريعا و بعد عدة دقائق عادت و معها الطبيب الذى قال حين دلف إلى الغرفة
ليقطب جعفر حاجبيه بعدم فهم ليبدأ الطبيب من التأكد من علامته الحيوية و أن كل شىء بخير و هو يقول
المدام تبقى تحكيلك على رواقه حمدلله على سلامتك هتفضل النهارده فى الرعاية و ممكن بكره ننقلك غرفة عادية
لتقترب هدير و هى تقول
و يقدر يخرج من المستشفى أمتى يا دكتور
نظر إليها الطبيب و قال بعملية و إقرار
ثم نظر إلى جعفر و قال
نطمن عليه الأول و بعد كده نقدر نقرر
أومئت بنعم ليغادر الطبيب بعد أن تمني الشفاء له و وضعت الممرضة الدواء فى المحلول المغذى لجسده و غادرت بهدوء لتعود هدير تجلس مكانها من جديد أمسكت يده بين كفيها بعد أن قبلتها بحب ليقول هو ببعض المشاغبة
وقولتيلي بقى أنا جعفر أيه
قالتها بصدق وإبتسامة واسعة ليبتسم هو براحة و أغمض عينيه و هو يقول
محتاج أنااااام
ربتت على يديه برفق و قالت
نام و هتصحى تلاقيني هنا مش هتحرك
أومىء بنعم و هو يغمض عينيه من جديد و أستسلم للنوم و هناك كانت تنتظره بعيونها التى تنطق بحب كبير كما تنظر هى إليه الأن
يتبع
الثامن
ظلت جالسة جواره تنظر إلى ملامحه المرهقة و چروح وجهه و رغم أن تلك الچروح زادت من خشونة ملامحه و أعطته مظهر إجرامي إلا أنها تعترف لنفسها أنها أصبحت تعشقه حقا بل أصبحت تذوب عشقا فى ملامحه الإجرامية أستندت بيديها على السرير و أفكارها تأخذها إلى ذلك اليوم بعد مرور شهر على عودتها إلى العمل
حمل جعفر بدريه و صعد بها إلى غرفتها عاد إليها بعد عدة دقائق ليساعدها فى تنظيف المطبخ
وحين أنتهت نظرت إليه بابتسامة واسعة وقالت
هو أنت كل يوم بقى هتساعدني كده أنت بتتعب فى الشغل و
ليضع يديه على فمها يسكت سيل كلماتها و قال بابتسامة رقيقة لا تتناسب أبدا مع خشونة ملامحه
أنت كمان بتتعبي فى الشغل و يمكن أكثر مني علشان كده لازم أساعدك المجهود ينقسم على أتنين مش واحد بس يشيله و بصراحة بقى أنا كنت عايزك ترتاحى و تقعدي فى البيت
أيوه يا جعفر بس مصاريف أخواتي كتير و ليه أنت تشيلها كلها لوا
لم يدعها تكمل كلماتها و قال يقاطعها
دول أخواتي .. و ممكن كمان يكونوا ولادي و بقوا مسؤلين مني من أول ما دخلوا بيتي مش عايزك تقولى كده تاني بلاش تحسسيني أنى غريب عنكم
ليكون دورها هى أن تسكت كلماته و قالت بابتسامة صغيرة لكنها تنير عالمه و كل حياته
متقولش كده أنت مش عارف أنت بقيت أيه عندنا كلنا و إزاى أخواتي شايفينك شايفينك فارس فارس جه بفرسه الأبيض و خطفهم من أيام سوده لجنة عمرهم ما حلموا بيها .. أنت رحمه من ربنا بعد ظلم كبير و عڈاب سنين
كان يستمع إليها و رغم أستمتاعه بتلك اللمعة داخل عيونها إلا أن إمتنانها و أحساسه أنه
و كانت هى تفكر أن عليها تخطي خۏفها و ذلك الحاجز الواقف بينها و بينه عليها أن تعطيه ولو إشارة صغيرة تجعله يقترب أكثر أن يبادر و هى سوف تستجيب له بكل كيانها
حين صعدا إلى غرفتهم توجه مباشرة إلى الحمام لتتوجه هى إلى الخزانة و أخرجت منامة حريرية قصيرة
و تركت شعرها حر علي ظهرها و وضعت بعض من مساحيق التجميل و قبل أن ترتدي المأذر كان هو يغادر الحمام ليقف مكانه