نجمة ليلي سارة مجدي
ايضا تشخيص الطبيب لحاله نجمه المرضيه
و اخيرا جواب منها و بدء فى قرأته بصوت عالى
الحج نجيب بيه و الست وفيه هانم .... عاصم به الزيني ... البنت دى بنت ابنكم سليم بيه الزينى ... هو اتوفى من خمس شهور ... و بعد ۏفاته اكتشفت انى مريضه سړطان و رحله علاجى طويله و مؤلمھ و اكيد حضراتكم عارفين ... علشان كده ملقتش حل قدامى غير انى ابعت لكم نجمه تراعوها ما هى فى الاول و الاخر بنتكم ... و انا ربنا يتولانى برحمته ... سليم كان بيتمنى انه يرجع لحضنكم و ان بنته تكون وسطكم ... انا عارفه حنيه قلبك يا ست وفيه هانم و حنانك يا حج نجيب بيه ... و رحمه سليم تحافظوا على حته منه لانى بين ايد ربنا و مش عارفه هقدر ارجع لها تانى و لا لا نجمه ..
خدامه ... مجرد خدامه
ثم نظر الى الطفله التى تشبه والديها بشده و ذلك جعله يقول بامر غير قابل للنقاش موجه كلماته لمسؤله الدار
افتحى ملف للبنت و شوفي ليها سرير
و تحرك يغادر الغرفه ثم الدار كلها امام صډمه الحج نجيب و الحجه وفيه الزاهله و المصدومه
و فى البيت الكبير اجتمع الجميع يتناقشون فى الامر يحاولن اقناع عاصم ان ما يقوم به خاطىء و ترك ابنتهم فى الملجىء خطىء كبير اكراما لروح سليم و لكن لم يستطع احد ان يقف امامه او يقنعه بالامر خاصه مع مسانده خالد له
كانت زوجه خالد تقف فى اعلى السلم تحتضن اولادها پخوف و عيونها تحمل كره كبير لخالد الذى لم يعاملها يوما باحسان او حب ... تعلم السبب جيدا ... و لكن ليس بيدها شئ تفعله ... اصبح خالد غول لا يهتم سوا بالمال و الاڼتقام
مرت سنوات كثيره للاسف لم تتحمل نجمه الالم و لم تعد قادره على اكمال العلاج و اختارها الله ان تذهب الى حبيبها و مصدر امانها و سعادتها فى الدنيا
و حدث ذلك بعد سنه واحده من تركها لابنتها فى ملجىء ال الزيني
كان فريد منذ كان بالعاشرة يذهب مع جده نجيب لزياره نجمه فى الملجىء يحضرون لها الالعاب و ايضا الملابس و العلاج الخاص بها
علمت الحقيقه و فهمت كل شئ حين ذهب لها جدها اخر مره قبل ۏفاته و كان ذلك منذ سنه و اخبرها بكل شىء و لكنها ترفض ان تكون فرد من هذه العائله التى رفضتها ... و لولا خۏفها من العالم الخارجى ... و احساسها انها بمفردها و لا تعرف احد سوا اهل الملجئ لرحلت عن هذا المكان البغيض الذى يحمل اسم مشابهه لاسمها ... رغم انها اصبحت فى السن الذى يفرض عليها ترك الملجىء الا انها فضلت ان تعمل به و بدون آجر تكتفى فقط بتناول الطعام هناك
فهو لم يذهب الى الملجىء منذ اخر زياره لجده لكنه يعلم جميع اخبارها .... و يخبر جدته وفيه بكل شىء ... فهى لا تستطيع الخروج من المنزل بسبب المړض و لكنها دائما تبكى من اجل تلك الصغيره التى لم ترى من الحياه سوا القسۏه و الجحود ... و كم من مره تتوسل من اجل اخراجها من الملجئ ... لكن رد فريد دائما الصمت
كان يفكر في كل هذا و هو يقف امام المرآه ينظر الى نفسه بتحدى و قوه
خرج فريد من غرفته متوجهه الى غرفه والده بعد ان تأكد من مظهره فاليوم بالنسبه له هام جدا ... و مصيرى ... و ككل يوم يدلف الي والده قبل ان يغادر يجلس معه لعده دقائق بمفردهم ثم يغادر البيت كله و لا يعود الا ليلا و لا احد يعلم ماذا يفعل بالداخل او ماذا يقول لوالده . فهو لا يقبل دخول اى شخص عليهم .
ثم توجه الى غرفه جدته يقبل يدها .. و تدعوا له ... و لكنه اليوم همس بجانب اذنها بشئ جعلها تبتسم بسعاده كطفله صغيره اشترى لها والدها الدميه التى تتمناها منذ سنوات
ليغادر غرفه جدته و بداخله طاقه كبيره ... لتنفيذ ما عزم عليه
كان ينزل درجات السلم حين وصل صوت اخته الصغيره رباب تتوسل والدتها ان توافق على شئ ما ... وصل الى غرفه الطعام لتصمت رباب تماما ... اقترب يقبل راس والدته ثم وجنه اخته وهو يقول
انا موافق
نظرت اليه رباب باندهاش و صډمه ... ليبتسم وهو يجلس مكانه و اكمل دون ان ينظر اليها
بس السواق هيوصلك ... و يرجعك ... و مفيش تاخير
لتقول باندهاش لم يفارها
انت موافق اروح فرح صاحبتى يا آبيه
رفع عيونه اليها و قال بابتسامه حانيه
طبعا موافق زى ما كل اصحابك هيحضروا فرحك ان شاء الله
كانت والدته تنظر اليه بنظرات هادئه لكنها تتغلل الى روحه تقرأ ما بداخله ... كان يشعر بنظرات والدته و لكنه لم ينظر اليها ... بل وقف وهو يخرج من جيب بنطاله ... مبلغ لا بأس به من المال و اعطاه لاخته وهو يقول
اشترى احلى فستان لاحلى رباب
لتبتسم رباب بسعاده كبيره و ركضت اليه تضمه ليربت على ظهرها بحنان ... في تلك الحظه التقت عينيه بعيون والدته التى ابتسمت و هى ترى الحقيقه كامله داخل عينيه ... لتأخذ نفس عميق براحه
ليقترب يقبل راسها من جديد بعد ان ركضت رباب الى غرفتها ... لتقول هى بهدوء
ربنا يوفقك يا ابنى .
ليبتسم بسعاده و غادر سريعا ... و الامل و الشوق يسابقوه
توجهه فريد الى الارض الزراعيه يباشر كل ما يحدث بها ثم توجه الى المصنع الخاص بالنسيج كان يقوم بكل شىء سريعا ... هو اليوم عقله مشغول بما قرر فعله
اليوم سيذهب لرؤيتها بعد كل تلك السنين ... انهى كل شىء واجل البعض الاخر و ذهب مباشره الى الملجىء
حين وصل الى هناك وقف امام حارس الملجىء الذى وقف باحترام و قال
اهلا يا بيه نورت الدنيا
نظر اليه فريد بصمت لعده ثوان عيونه تنظر في كل مكان ثم قال
فى حد موجود فى الجنينه و لا الكل فرق
شعر الحارس بالاندهاش و لكنه اجابه قائلا
لا يا بيه كلهم فوج
اومىء فريد بنعم و توجه الى الداخل و مباشره الى غرفه المديره التى وقفت بأحترام ترحب به
ليجلس على كرسى المكتب و جلست هى امامه باحترام شديد
و قالت
نورت الدار كلها يا فريد بيه
اومىء برأسه فقط دون ان يجيب على كلماتها ليخيم الصمت عليهم لعده دقائق كانت هى ترتعش حرفيا من الخۏف
و انتفض جسدها حين وقف فجأه و توجه الى النافذه الكبيره التى تطل على حديقه الملجىء عينيه تبحث عنها هو يعلم جيدا مكان اختبائها عن العالم او بمعنى اخر مخبئها السرى الذى لم يعد سري ظل ينظر حول تلك الشجره الكبيره التى وجدوها بجوارها ... الشجره التى اصبحت تشبه البيت الخشبى الكبير ... و من بين اغصانها المتشابكه لمحها تجلس ارضا تستند الى سور الملجىء ... و تمدد قدميها امامها و بين يديها كتاب لم يتبين ما هو ابتسم ابتسامه صغيره و هو يرى ضفيرتها المستريحه بجانبها ارضا و عيونها التى تشبه البحر الهادىء رغم قسوه نظراتها المحاطه ببعض الانكسار
خرج من افكاره و هو يقول
اخبار نجمه ايه
زى ما هى يا فريد بيه ... ساكته طول الوقت بتقرا و بتساعد فى تنظيف الملجىء
اجابته سريعا لينظر اليها سريعا و عينيه تحمل الكثير من الشړ و ردد قائلا
تنظيف !
تراجعت المديره الى الخلف پخوف شديد و هى تتذكر ذلك اليوم الذى كان اخر يوم يروا فيه السيد خالد
خاصه وصوت السيد فريد كان سيحطم جدران الملجىء حين حضر على غير عادته حين علم ان والده هنآ و منعه من رؤيه نجمه او الاقتراب منها و من وقتها ولم يرى احد السيد خالد و لا يعلموا ماذا حدث له
اعاد كلمته بصوت عالى
بتنظف !
و الله يا بيه حاولنا معاها كتير لكن هى بترفض و لو منعناها بالعافيه من الشغل مش بترضا تاكل و لا تشرب
قالت الكلمات بسرعه كبيره و بصوت يرتعش خوفا ليعتدل فى وقفته و ظل ينظر اليها من اعلى الى اسفل ثم تحرك ليغادر المكتب ظلت هى واقفه فى مكانها لا تعلم هل تلحق به .... ام تنتظره و لكن الوقت قد فات على هذا حين لمحته عبر النافذه الكبيره يقترب من الشجره الكبيره
كانت هى غارقه حتى اذانها داخل احداث تلك القصه التى تقرها
معجبه بقوه البطل الذى استطاع اخذ حق حبيبته من اعدائها ... و ايضا عاشقه لصديقه صاحب الډم الخفيف و تشعر بتعاطف كبير مع البطله التى ظلمتها الحياه و لكن وجدت فى البطل العوض الكبير عن كل ما حدث معها
شعرت بان الشمس قد حجبت عنها و ان هناك شىء ضخم يقف امامها لترفع عيونها تنظر الى الحائط البشرى الذى يقف امامها بشموخ
خاصه مع جسده الرياضى المتناسق و تلك الملابس التى تظهر تقسيم عضلات جسده بوضوح
رفعت عيونها اكثر حتى وصلت الى عينيه .... حاده النظره رغم ان بداخلها حنان لم تراه يوم غير بعيون والدها التى لا تتذكر من ملامحه الا انها تشبه تلك العيون كثيرا
ملامح رجوليه