الأربعاء 11 ديسمبر 2024

وعد ريان أسماء حميده ج٢

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تقعدش 
ده الديشة هينفخك أنت و أمك 
دخلت نجوى و همس الى غرفة أخرى 
واخرجت السيدة نجوى لهمس إحدى الجلاليب البيتية خاصتها فعندما ذهبوا الى الفيلا قبل سفرهم الى الاسكندرية بيوم وبعدما وضعت عليها الحكومة حراسة لم يسمح لهم بأخذ شيء من هناك سوى القليل من اغراضهم الضرورية بإذن كتابي من قائد الحراسة 
وقامت وعد وهمس بالتوقيع عليه فأخذت هي واختها أحذيتهم وملابسهم الخارجية فقط 
قامت همس بإرتداء الجلباب وخرجت هي ونجوى وجدوا جنش قد انتهى من تركيب السرير 
جنش عارفه يا خالتي 
نجوى قولي يا قلب خالتك 
جنش انت لو لابسة خيش برده مكنة 
الواد ده رباية الديشة فعلا 
نجوى طب اخفا يا ولا ولو شفت مصطفى ابعته لي 
خرج جنش قاصدا محل الريس ذكري والد مصطفى يستفسر عنها من هي وهل هي مخطوبه و و و و 
وأثناء خروجه من البناية كان قدوم مصطفى فالخارج متسائلٱ والداخل باحثٱ والوجهة واحدة 
كانت تلك الساحرة في هذه الأثناء تقف مع السيده نجوى في المطبخ 
ففي وقت ما كان جنش يقوم بفك السرير من الاسفل وتركيبه في الاعلى 
قد قامت السيده نجوى بطهي وجبه خفيفه ليتناولوها وقد انتهت بالفعل 
مدت نجوى يدها لحوض الجلي لغسل الاواني التي كانت تستخدمها في طهي الطعام 
قالت همس ارتاحي انت بقى يا مامي نجوى وأنا هاكمل أنت عارفة اني كنت باحب اتفرج عليك وانت بتعملي الاكل وكده كده انت already خلصت انا بس هاتابع اللي على الڼار وانظف ال دي 
نجوى ليه يا همس يا بنتي ما يصحش 
همس ليه ما يصحش الوضع اختلف now 
فهمت نجوى ما ترمي اليه همس وماذا كان مقصدها فهي تقصد ان نجوى لم تعد تعمل عندهم الان بل والأدهى انها تستضيفهم في بيتها هي من ربت همس وتعرف ما تشعر به همس الان 
انها تشعر انها عالة عليها 
فأرادت نجوى ان تشعرها انها في بيتها 
اجابتها نجوى ببسمة خلاص يا هموسة اقفي انت كملي الاكل وانا هاطلع اطلع فرشة السرير اللي جنش جابها من تحت فوق على السطح شوية لأن بقى لها فترة تحت في الشقه اللي في البدروم وهاغير لها كسوتها 
همس وقد عاد لها حماس الطفلة التي بداخلها فهي هكذا يحزنها أقل شيء ويفرحها أقل شيء 
همس بحماس اوكي مامي نجوى روحي انت وأنا هأتصرف 
اتجهت نجوى إلى الخارج ثم عادت اليها مره اخرى 
همس يا حبيبتي مش أنا علمتك في المطبخ لما البنت توقف تطبخ الاكل لازم تربط شعرها عشان ما يقعش منه حاجه في الاكل 
أمآت لها همس وكأنها طفلة مذنبة 
فدخلت السيدة نجوى إلى الغرفة واحضرت لها غطاء رأس لتلم به شعرها وذهبت نجوى الى السطح 
وأدارت همس جسدها الى حوض الجلي 
تركت نجوى باب الشقه مفتوح فباب الشارع بالأسفل مغلق عن اي باب مغلق تتحدث درش معه كل المفاتيح 
صعد مصطفى الى الشقة العلوية قاصدٱ والدته يراضيها عن تأخيره لطلبها وإرساله لجنش بدلٱ منه 
فقد كان مشغول بالبحث عن جنيته ويا ليته أتى الأمر بثماره لكنه عاد خالي الوفاض 
سمع مصطفى صوت قادم من المطبخ فعلم أن والدته بالداخل 
دخل على اطراف اصابعه إلى المطبخ يريد أن يشاكسها كعادته 
اقترب دون أن يصدر صوتٱ وما أن اقترب منها أحاط جسدها من الخلف بذراعيه ساندٱ برأسه على كتفها 
مصطفى مالك يا أماه أنت خاسة كده ليه
همس وقد توقف قلبها من الړعب فمن ذا الذي يقوم بهذه الفعلة لم تستطع همس حتى رفع رأسها وعندما لم تجيبه ظنٱ منه أنها أمه فتأكد شكه أن أمه غاضبة عليه فأراد ان يزيد من دلاله عليها ربما تسامحه وتبادله الحديث
ضمھا اكثر الى صدره وهو يطبع قبلة على خدها 
مصطفى ما خلاص يا اماه بقى كان عندي مصلحة على السخان كده بخلصها وبعت لك الواد جنش 
همس وداخلها يرتجف وخافقها تجمد وعقلها توقف عن العمل ولكن لا بد ان توقفه عند حده فمن يظن نفسه 
كما ان الجلباب فضفاضٱ لا يرسم منحنيات تلك الاميرة عكس ما رأه عليها صباحٱ
لم يخطر بباله ولو لثانية ان من جاب المنطقة باكملها وضواحيها في منزله تقف في مطبخهم تجلى الاطباق 
أي هزي هذا !!
لابد وأن العامل بالمقهى وضع له شيئا في الشاي ربما حبوب هلوسة ولكنه استبعد هذا فهو لم يلتقيه من قبل فلماذا عساه ان يقدم على فعلة كهذه !!
إذا هو من كثرة انشغاله وتفكيره بها اصبح يراها في كل الوجوه حتى وجه امه 
أما التي كان قابض على خصرها وبعد ان استدارت برأسها ورأها خشي أن تتبخر من بين يديه كما كان في الصباح ولم يجدها فأحكم قبضته عليها بعد ان أدارها إليه فأصبح وجهه مقابلٱ لوجهها يطالعها بحنين كمان وجد ضالته المنشودة او كعشق سلبت منه حبيبته فصال و جال حتى عادت اليه 
أيعقل أن يكون عشقها من أول نظرة 
لا هي جنيته التي عادت من أجل أن تأخذه إلى عالمها إذٱ هي ليست أنسيه كما أعتقد و هو ظل يبحث عنها طيلة النهار والآن تشاكسه حتى يهيم بها فمرة تظهر له في الظلام ومرة تتشكل في زي امه 
أفاق من شروده اللحظي بعينيها وهي تضع كفيها على صدره كسد حائل بينه وبينها وتبتعد برأسها عن وجهه 
همس وهي بين يديه تدفعه بقوة 
همس أنت لو ما بعدتش عني أنا هصوت 
لازالت تدفعه عنها ولكن لصلابة جسده لم تزحزحه إنشٱ واحدٱ عن موضعه ومن كثرة مقاومتها له وټهديدها بالصړاخ تدافعت الأفكار إلى رأسه لو كانت جنية من الجن العاشق لكانت أكثر من مرحبة من هيمناتها عليه وانجذابه لها و إن أغضبها فلن يستعصى عليها شيء تستطيع إيذاءه بسهولة ولم تبقى هكذا في أحضانه تنتفض دافعة له وتهدده بالصړاخ 
إذا هي ليست جنية وهو لا يهلوس وهي بالفعل بشرٱ مثله وهنا في بيته لكن من هي !!! 
همت تفتح فمها تصرخ فدفعها للخلف حتى إرتطمت بالحائط 
فأصبح المشهد كالتالي يد على فمها ظهرها للحائط ويده الأخرى يستند بها الى جانب وجهها على
الجدار محتجزٱ أياها بينه وبين الحائط مصطفى وعندما استشعر ملمس شفتيها على باطن يده سرت بجسده رجفة كماس كهربائي مصدره هي 
اقترب منها
مصطفى أنا هاشيل إيدي بس لو صړختي أنا مش مسئول عن اللي هيحصل 
أمأت هي رأسها بړعب حتى يبعد يده عنها بالرغم من أن السيدة نجوى هي من عمدت على رعايتها وتربيتها هي ووعد إلا أنها لم تراه من قبل 
من حديثه علمت أن هذا هو مصطفى ابن السيدة نجوى ومن تدعوها مامي 
ولكن ألم تكن السيده نجوى دائما ما تشدو بأخلاق ابنها وتربيته وشهامته واحترام الناس اليه 
فعندما توفت والدتها كانت وعد بالثانية عشر من عمرها وهمس بالعاشرة من عمرها وكان مصطفى يكبرهما بعشرة أعوام اي كان في العشرين من عمره 
فقد كانت نجوى تعمل في بيت جدها لأمها وكانت تكبر أمها بعامين 
كانتا صديقتين فلم تكن علاقتهما كإبنة رب عملها والخادمة بل مثل شقيقتين وعندما خطبت نجوى كانت ليلى والدة همس ووعد لازالت لم تتزوج بعد كانت ليلى تشتري لنجوى من مصروفها الخاص الكثير مما يلزمها للزواج وعندما كانت تذهب لشراء أشياء خاصة بها كملابس او غيرها تحضر من كل شيء اثنين واحدة لها والاخرى لنجوى وعندما توفت ليلى وتركت بنتيها امانة في رقبة نجو وللحق كانت نجوى خير من يؤتمن 
وفي هذا الوقت كان أشدهم تأثرٱ پوفاة الام هي الرقيقة همس 
قد كانت همس تخشى المبيت وحدها فكانت تغفو كل ليلة باحضان نجوى وهي تحكي لها عن مصطفى واخلاق مصطفى وشهامه مصطفى ومواقف مصطفى الكثيرة مع اهل منطقته منذ ان كان بالعشرين من عمره حتى باتت همس تتخيله وترسم له صورة رائعة ليست كحبيب ولكن كشخصية لأحد الأفلام الاسطورية أما هذا الذي تراه امامها لا يمت للصورة التي في خيالها بصلة 
سامحك الله يا مامي نجوى هذا هو الشهم الجدع حامي الحمى إنه وقح ولكن حتى تكون منصفة هو أوسم من الصورة بكثير اطول قامة اشد صلابة وحسب 
استكمل مصطفى بعد ان ابتعد برأسه قليلا عنها وما زال ناظرا الى وجهها يتشرب ملامحها 
مصطفى أنت مين !!وايه اللي جابك هنا!! في هذه الأثناء جاءه صوت امه وهي تقول همس يا همس خلصتي يا حبيبتي 
إذا هي همس ابنة السيدة ليلى رحمة الله عليها 
ابتعد مصطفى عنها ببطء خارجٱ من المطبخ متوجهٱ الى مصدر الصوت وتركها تقف مكانها ولم تتحرك خطوه تستند الى الحائط بوجه يكسوه حمره الڠضب من افعاله وكذب نجوى عليها 
عندما رأته نجوى أشحت بوجهها عنه لا تريد محادثته 
مصطفى وقد تبدل حاله عن الصباح والبهجه تملأ مقلتيه 
مصطفى أنت لسه زعلانة مني يا نوجا 
واسرع يقبل رأسها ويديها 
مصطفى خلاص بقى يا اماه حقك على راسي كان في مصلحه حلوه كانت هتطير مني بس ربك رب قلوب ادعي لي يا اماه يبقى ليا قسمه فيها 
لان قلب نجوى لفلذة كبدها وابتسمت في وجهه داعيه له 
نجوى ربنا ينولك اللي في بالك يا ابن بطني 
أمن مصطفى على دعائها بلهفة 
جذبته نوال من ذراعه ساحبة له خلفها 
نجوى تعالى أماأعرفك على همس بنت ايه حكايه 
اجابها في داخله ومش اي حكاية زغرطي يا اماه ابن جه على بوزه 
دخل الاثنان الى المطبخ 
نجوى لهمس تعالي يا هموسة هاعرفك على مصطفى 
مصطفى وهو يناظرها بابتسامة لعوب 
مصطفى كده برده يا اماه مش تقولي ان عندنا ضيوف عشان اعمل معهم الصح 
وغمز لها بعينه وهو يلاعب حاجبيه في غفلة من والدته 
أما هي بادلته الابتسامة اللعوب بأخرى ساخرة هيعمل معهم الصح عن اي صح يتحدث وهو الخطأ بعينه 
مدت يدها مرغمة تصافحه بأطراف اصابعها فابتلع كف يدها في كفه العريض يسلم عليها بحرارة كأنه ألتقاها للتو وكانيعرفها منذ زمن 
مصطفى نورتينا يا انسة همس 
همس وهي تجذب يدها من كفه بقوة 
همس هاي 
نجوى لمصطفى وهي تلتفت خارجة من المطبخ 
نجوى تعالى ورايا يا مصطفى عشان تلم حاجاتك من الاوضة تنزلها الشقة اللي تحت 
مصطفى وهو يجز على اسنانه فقد أراد ان يجاور القمر أما الآن تحطمت كل احلامه فهو سيسكن شقة البدروم 
مصطفى جاي وراك يا اماه 
واقترب منها فأخذت تتلفت حولها تلتقط أحد السكاكين بيدها فأسرع يقبض على معصمها مقربٱ السکين نحو صدره من جهة اليسار في اشارة منه الى قلبه 
مصطفى

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات