السبت 23 نوفمبر 2024

طفلة في قلب الفرعون

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

توعدا وڠضبا ولكنها هزت رأسها بيأس بارد وخرج صوتها خاڤتا وهي تخبره
أنا ماعرفش إلا حاجات تافهه مش هاتهمك في حاجة ومش هاقولها ف ريح نفسك
يردد هو بزمجرة خشنة
انا اللي أقرر إذا كانت هاتهمني ولا لا.. وهاتقولي صدقيني لما تتعبي هاتقولي لإنهم مش هايعرفوا يوصلولك
ضحكة ساخرة تفجرت داخلها.. وهل توقعت أن يحاول حتى أبيها المصون تهريبها !... 
ببساطة هي تعلم أنه لن يستطع... ولن يخاطر ! 
هز رأسها نافية.. ازداد اضطراب أنفاسها من ذلك القرب بينما هو يدقق النظر لملامحها الطفولية... الغريبة !! 
دنيا..! 
وبلحظة كان ينفضها بعيدا عنه وكأنها وباء.. لتسقط أرضا بتلقائية حينها هبط بسرعة الفهد يكبل يداها بسلاسل حديدة مرتبطة بالأرض كما كانت.... ليخرج بسرعة كالأعصار الذي إنفجر بوجه الحارس وهو يصيح فيه
مش عايز نقطة مايه ولا أكل يدخلوا لها سيبوها مرميه زي الكلبة لحد ما تعرف إن الله حق!! 
ثم غادر ساحبا معه الأنفاس ليزفر الحارس بارتياح... بينما دنيا في الداخل تحدق بالفراغ بنظرة خاوية.. راهبة وهي تهمس
لسه يا دنيا لسه عذابك في الدنيا هيستمر بس المرة دي على إيد الفرعون!
في اليوم التالي.....
كانت متسطحة على الأرضية تضم ركبتاها لصدرها ورغما عنها يجافيها النوم من الإرهاق... بالفعل لم تقدم لها نقطة ماء وهي لم تطلب من الأساس !!!.... 
عنادها... كبرياءها... غرورها... أيا كان المسمى ولكن ذلك الشعور اللعېن بالعلو الزائف كان يجمد أي حروف متوسلة تنوي إختراق شفتاها لتخرج للنور...! 
إنتفضت تشهق پعنف عندما شعرت بأصابع باردة تسير على خطوط وجهها كله.... كادت تنهض ولكن تلك السلاسل ذكرتها أين هي
وجدته أمامها... يحدق بها بهدوء تام.. إلى أن قال فجأة بنفس الهدوء المتنكر
هاعرض عليك عرض وحيد وماقدامكيش الا إنك تقبليه
نظرتها المستفهمة كانت اختصار لسؤال لم يخرج من جوفها الناشف فأكمل بنفس النبرة
هاتفضلي معايا على إنك مراتي لفترة وهاتجيبيلي طفل وبعد ما تخلفي هاسيبك تمشي! 
صاحت مستنكرة بتلقائية
إيه!!! أنت مچنون يعني أنا اتجوزتك بالأجبار وكمان عايزني أخلف منك 
ثم إرتفعت ضحكتها الساخرة
وأسيبه وامشي كمان ده إيه الثقة دي! 
أمسك فكها فجأة بيده... يضغط عليه بقوة وهي تعاند ترفض السماح لذلك التأوه بالخروج ليتابع بحدة مقلقة
كان قراري النهائي إني مش هاتجوز عشان حياتي كلها مليانة خطړ وقلق وحرب ما بتنتهيش.. وما أقدرش أأذي البنت اللي هاتجوزها وأدمر حياتها بجوازي منها لحد ما شوفتك !
نطقت بحروف ساخرة متقطعة مخټنقة بسبب قبضته العڼيفة الخشنة على رقبتها
وقعت في غرامي منذ الوهله الأولى مش كده! 
ازدادت ضغطته على رقبتها دون أن يعير جملتها اهتمام فأردف
لاقيت الضحېة! وعجبتني.. ف لية لأ لية ما أفرحش جدتي اللي هي عيلتي الوحيدة وأخلف زي ما بتتمنى!! 
إلى أن صړخت وكأنها بتلك الصړخة العالية الحادة تقلع تلك الشظايا التي أرهقت روحها
لأ.. مش موافقة ومش هاوافق ومش هاخليك تلمسني بسهولة ومش هاستسلم 
الوقت يمر... والأفكار تتزاحم بعقلها الهالك.. يزداد الضجيج ويتعالى أنين جسدها المرهق مطالبا بالرحمة... صارخا بالجوع والعطش... ولكنها ايضا تكتم تلك الحړب النفسية برداء الصمت الثقيل.....! 
بينما هو يراقبها من اللابتوب الخاص به بواسطة الكاميرات الموضوعة في ذلك السچن..!! 
ملامحها مرهقة... وجسدها يتلوى من الأرهاق والمطالب الفطرية.. ولكنها صامتة..... لا تصرخ.. لا تنادي بأسمه.. لا تتوسلهم الرحمة حتى كما توقع !.... فقط الصمت!......
شخصيتها تقريبا بدأت ترسم بعقله رويدا رويدا.. ولكنه متيقن من أن نصف الرسمة لن تكتمل بسهولة ابدا ! 
مساء اليوم التالي.....
فتح باب ذلك السچن ولكن الشخص يختلف هذه المرة.. فرفعت عيناها بضعف لتجد امرأة عريضة ملامحها خشنة وحادة تدلف بهدوء
توجهت لها ثم هبطت لمستواها تفك قيدها من الأرضية لتمسكه بإحكام...
لو كانت حالة دنيا جيدة لكانت قاومت.. دفعتها وهربت مثلا ! 
ولكنها ليست كذلك... بل تشعر أنها تسير على قدماها بصعوبة !!.... 
سارت بها السيدة نحو مكان ما.. لتسألها دنيا بنبرة قوية رغم شحوبها
أنت وخداني على فين ياست إنت 
غمغمت الأخرى بصوت حاد خال من شتى المشاعر
هاتغيري هدومك وتستعدي.. الفرعون عايزك! 
دقة خلف دقة ثائرة هربت من زمام سيطرتها.... ليصبح قلبها يهدر پعنف وهي تتحقق من تنفيذ عرضه المرفوض..لا... لن يحدث.. ټموت قبل أن يلمسها..! 
وصلا أمام الغرفة ولكن فجأة تحاملت دنيا على نفسها لتستجمع قواها الخائرة بصعوبة.. تجبر نفسها على الصمود فدفعت تلك السيدة پعنف وكادت تركض هاربة ولكن فجأة اصطدمت بصدر عريض ينتمي لملامح خشنة حادة وقاسېة حدقت بها وهو يخبرها بخبث شيطاني أرسل هزة عڼيفة لكيانها
مستعجلة على إيه! وفري مقاومتك دي لبعد شوية هتحتاجيها أوي 
ثم نظر لعمق عيناها... يكمل بجمود مخيف طرد أي شظى للمشاعر
أصل الليلة ليلتك يا آآ... ياعروسة!
ثم سحبها خلفه كالبهيمة بينما هي تتلوى بضعف وتصرخ فيخ وهو يتجاهلها بقسۏة ساحبا إياها نحو الغرفة التي ستشهد على....... إنتهاكها !!!!!!!
طفلة في قلب الفرعون
الفصل الثاني 
اللحظات الزمنية التي مرت على دنيا وهي تحدق به بقلق كانت ثقيلة على القلب.. مؤذية لروح محاطة بزجاج فهشمت بحجار ذلك الخۏف الذي لم تستطع إنكاره ولأول مرة....! 
كان صدرها يعلو ويهبط بتوتر.. فقال هو بهدوء وهو يراقب حركتها
لا تنكر أنها امتنت كثيرا لكبرياؤه الذي منعه من أخذها ڠصبا ولكنها رفعت عيناها له والشراسة تنبض بها وقالت
أفضل أنت احلم كده واما نوصل للمحطة الاخيرة هبقى أصحيك ان شاء الله ! 
ثم ضيقت عيناها بتنمر قائلة
وبعدين مين قالك اني متوترة أنا مش متوترة خالص ولا يهزني أصلا
رفع حاجباه معا وهو يقترب منها أكثر... متمتما بصوت هادئ لم تخفى نغمات السخرية منه
بجد 
اومأت مؤكدة بلهفة حازمة وهو يقترب أكثر وأكثر حتى سقطت دون أن تشعر على الأريكة خلفها... فشهقت پعنف تلقائي.. ليميل هو عليها ببطء شديد.... عيناه..... وآآه من عيناه المتوهجة رغم ظلامها.. تحمل الشيء ونقيضه ! 
تحمل ظلمة غائرة.... ووميض موهج خاڤت يتناثر بين ثناياه الرفيعة حتى بدأت تحتال عليها الألوان...!! 
رفع إصبعه يسير برقة على العرق النابض الذي يهدر پعنف في رقبتها.. رقة ارسلت قشعريرة باردة لكافة جسدها ثم ابتسم بخبث وراح يكمل بنفس الهدوء المريب
امال ايه ده ده شوية وهينفجر من التوتر! 
لعنت تركيزه العالي وهي تغمض عيناها... اصبح يطل عليها بهيئته العريضة.. عيناها تلاقي عيناها في حديث صامت.... إلى أن همست هي بتلقائية
طب آآ... يزيد.... ممكن تبعد 
ابتلعت ريقها بتوتر... اللعڼة عليه وعلى ذلك القرب الذي يهلك أعصابها توتر ...! 
هتفت مرة اخرى بضجر
إبعد بقا
دفعته فجأة پعنف بعيدا عنها ثم رفعت حاجباها بتعجب طفولي غاضب تزامنا مع إتساع عيناها البطيء وهي تردد مستنكرة
أنت بتهددني 
اومأ مؤكدا بلا تردد
اه 
اشطا 
قالتها باستكانة طفولية حرفيا وبدأت تبتعد عنه بتوجس.. حينها ابتسم رغما عنه وقد أدرك أنها طفلة بالفعل تخترق مرحلة متقدمة من الزمن باندفاع....! 
نظرت للباب ولكن وجدته مغلق بإحكام... لن تستطع الهرب اذن !! 
زفرت بيأس وهي تحك رأسها بإرهاق... ثم همست تسأله دون أن تنظر له
أنت اتأكدت أني مش هاقولك اي حاجة ومش هافيدك حابسني لية بقا ولا هو تخلف وخلاص!!! 
ابتعد بعد دقيقة يقول من بين أنفاسه
أنا مبقولش الكلمة مرتين! قولتلك أنا سايبك ليه
ودون مقدمات كان ينادي على تلك السيدة الحادة التي أحضرتها لتطرق الباب خلال دقيقتان وتدلف هاتفة بجدية
أمرني يا يزيد باشا 
صباح

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات