طفلة في قلب الفرعون
هاعلمك كل حاجة.. ازاي تنشلي وايه الاماكن اللي من رصاصة واحدة ټموتي بيها اللي قدامك.. ازاي تدافعي عن نفسك بدون سلاح.. هاعلمك الملاكمة وركوب الخيل والسباحة كمان لو مابتعرفيش.. هاتتعلمي ازاي تفلتي من بين ضړب ڼار او حريقه حتى
كانت تحدق به بعدم فهم... لم تعد تستوعب أي شيء.. لأول مرة تشعر أنها بداخل لعبة كبيرة.... لعبة هي كالعروس الماريونت فيها !!!!
أنت ناوي على إيه وبتعمل كده ليه!
لم يجيبها وإنما جذبها من يداها بهدوء لتصبح امامه ووجها لتلك الاجسام... وضع السلاح بين يداها واقترب اكثر منها حتى أصبح ملتصق بظهرها... يداه على يداها يثبت السلاح في يدها بالطريقة الصحيحة... ابتلعت هي ريقها بتوتر رهيب وهي تستشعر سخونة انفاسه عند رقبتها... فخرج صوتها متحشجرا وهي تهمس له
طارت سحابة خبيثة تحلق بين ثنايا عيناه قبل أن يتابع وعيناه مسلطة على السلاح بيداها
اما يكون السلاح في ايدك لازم تتعودي إنك تركزي معاه هو بس حتى لو في مليون حاجة بتشتت تفكيرك
ابتلعت ريقها بتوتر وبالفعل حاولت الامتثال لأوامره... بينما هو كان يتنهد بعمق تنهيدة حملت في طياتها الكثير.... رائحتها الناعمة تدغدغ شيء داخله مجهول.. ولكنه كالنيران التي اضرمت مشاعره....!!
محدش يتدخل
كان ينظر لها بثبات... الغبية لا تعلم.... تتصرف بتلقائية وكأنها تتعامل مع صبي أبله وليس فرعون ترتجف له الأبدان !!!!
ظهرت ابتسامة ساخرة على ثغره وهو يومئ لها مرددا
رغما عنها كانت يداها ترتجف... صحيح أنها كاذبة.... مخادعة... سارت وسط الألاعيب والممنوعات كشعرة رفيعة تسير ببطء على طرف حبل لم يعد يسعها...!!
ولكنها ابدا لم تكن قاټلة !!!!!....
الكلمة وحدها كانت ثقيلة على روحها فازدادت رجفة يداها وهي تصرخ فيه
ده عشم إبليس في الجنة
كان رده تلقائي... حازم... وجامد في نفس الوقت وبعد دقيقة واحدة كان السلاح يسقط من يدها ارضا وهي ټنهار.... ولكن دون بكاء بكاءها شيء كالألماس لا يمسه ولا يراه أيا كان....!
اقترب هو بهدوء منها.. ليمسك بالسلاح قائلا بصوت هادئ تماما
الړصاص صناعي مش حقيقي.. انا مش عيل صغير عشان اديكي فرصة تقتليني !
امال عملت كده لية!! عايز مني إيه
أشار لأحد رجاله بإصبعه فاقترب منهم احدهم وهو ممسك بهاتف ما... امسكه يزيد ثم فتح تسجيل صوتي لحديث والدها و ياسر عندما أمر والدها بقټلها !
ثم استدار ليغادر هو وذلك الرجل بكل برود وهدوء تاركا اياها تتلقي صڤعة جديدة من حظ لم يرأف بحالها ولو لحظة....!
ثلاثون دقيقة كاملة ودنيا تجلس في تلك الحديقة بصمت تام تحت أشعة الشمس الحاړقة... ولكن ذلك الحريق لم يكن من الشمس ابدا.... بل كان من منابع روحها.... كان من أفكار عصفت بها ذكريات قاسېة فجعلت أفكارها تزداد لهبا لتصبح كالحمم التي تصاعدت لتوها من بركانها الخامد...!
نهضت اخيرا وهي تسير بآلية نحو الداخل لترى يزيد.... لن تبقى على عهدها... لن تحميه لطالما أمر بقټلها... لن تخشى عليه وهو لا يهمه امرها ولو بنسبة واحد بالمائة.....!!
توقعت أنها أغلى وأعلى من ذلك بنظره.... ولكن ذلك التسجيل أسقطها لسابع أرض...
نظرت ليزيد الذي كان يجلس ببرود فخرج صوتها مبحوح رغم ثباته وهي تقول
أنا موافقة إني أخلف لك الطفل وتسبني بعدها !
يتبع...
طفلة في قلب الفرعون
الفصل الثالث
بعد أيام.......
كانت تسير ذهابا وإيابا في تلك الغرفة التي اصبحت سجنها الجديد... لم تراه منذ اخر مرة عندما اخبرها أنه سينفذ اتفاقهم وقتما يشاء هو.. سوى عندما جاء ليخبرها بكل برود أنه سيقيم حفلة صغيرة في المنزل ليعلن زواجهم...!
اصبحت تهز رأسها بقوة اكبر وكأنها تود أن تخمد ذلك البركان المشحون بشتى الاسئلة داخلها..
لو كانت تفهمه بنسبة واحد بالمائة الان اصبحت صفر على اليسار....!!
أصبح بالنسبة لها كأحدى الأساطير المعقودة بسحر... سحر أسود لن يذاب إلا بالهلاك..!
طرقت على الباب پعنف وهي تنادي على تلك السيدة التي هي متيقنة أنها قريبة منها...
إنت ياست ياللي برا إنت يا حجه
سمعت سؤالها البارد من خلف الباب
نعم
حاولت حكم جنون ذلك الشيطان من الڠضب الهائج بداخلها وردت بحدة ولكن على وتيرة هادئة
عايزه أدخل الحمام مش هقدر أستحمل لحد ما الناس اللي تحت تمشي
غابت تلك السيدة مدة دقائق معدودة وبالفعل بعد لحظات كانت تفتح باب الغرفة بهدوء وهي تقول بنبرة آلية
اتفضلي الفرعون قال سيبيها.. كده كده إنت شوفتي بعينيك الحراس مترصصين برا من كل الجهات ازاي وأي محاولة بالهرب مش هتبقى في صالحك خالص!
رمت دنيا نظرة ساخرة نحوها ومن ثم راحت تردد بجمود متحفظ بالهدوء
قوليله إني اديته كلمتي ومش هاهرب لاني ماتعودتش أرجع في كلامي
توجهت بهدوء نحو المرحاض مع تلك السيدة وهي تسرق نظرة لهؤلاء الرجال بالأسفل... وبالضبط كما توقعت......
اشباه رجال من تجار المخډرات والسلاح و... إلخ !!
التوى فاهها بضحكة ساخرة لم تصل لشفتاها.. لم توقعت أنه سيكون نظيفا.... مختلفا.... أنه سيكون شيء آخر يضاهي سواد والدها بمعنى أصح!....
ربما لأنها ولدت لتجد نفسها في ذلك المستنقع.. أب يغرسها به أكثر ونور قوي... نور يشع من احدى ثنايا ذلك المستنقع ولكنه بعيد..... بعيييد جدا ومهلك لقدرتها على الوصول له !
دلفت للمرحاض ولن تنكر ذلك الصوت داخلها الذي يحثها للبحث عن أي منفذ للهرب رغم ما سمعته وما قالته....
ولكن اسفا لم تجد سوى نافذة صغيرة مغلقة بحديد.. زفرت بيأس ثم تغسلت بهدوء تمسح وجهها عدة مرات وهي تتنهد......
إنتهت بعد فترة قليلة.... خرجت من المرحاض بهدوء ولكن فجأة وجدت من يقبض على ذراعها بقوة وقبل أن تطلق العنان لتلك الصړخة كان هو يكتم فاهها بيده.....
سحبها معه بحذر نحو الغرفة التي كانت تقطن بها وما إن دلفا حتى دفعته پعنف وهي تصرخ مزمجرة تلقائيا
إبعد عني أنت مين!!
خاب ظنها عندما اعتقدت لوهله أنه يزيد إذ وجدته شخصا آخر لم تراه يوما ولكنها خمنت ببساطة أنه احد ضيوف ذاك الفرعون!
توهجت عيناها بضي الشراسة وهي تسأله بحذر
أنت مين وعايز إيه مني
ثم تابع بنفس المكر الشيطاني
محسوبك نادر.. اما عايز منك إيه ف أنا شوفتك صدفة وإنت خارجة من الاوضه وبصراحة ماقدرتش ما أجيش وأتعرف على القمر ده!
كزت على أسنانها پعنف مغمضة العينين.. تحاول السيطرة على أعصابها التي تحترق الان وهي تستطرد
أنا آآ.. انا مرات الف..... يزيد ولو عرف إنك فكرت حتى تطلع لي هنا مش هايعديها على خير
لا تدري لم استصعبت كلمة الفرعون في ذلك الموقف... ربما لأنها لن تفكر أن تتحامى يوما بظل أسم الفرعون....!
ولكن يزيد.... ذلك الرجل الحاني المشاكس المخبئ خلف قناع الفرعون له حكاية اخرى كالسرداب لن تراها او تعلمها بسهولة.....
وهو مين بس اللي هايقوله يا حلوه إنت!!
في نفس اللحظة التي دفعته فيها دنيا عنها بكل پعنف وقوة