بين خۏفها و هوسه سارة مجدي
يده وهو يقول
انا نسيت البنت
لينظر رواد اليه باندهاش وقال بتعجب
بنت ... بنت ايه ما تفهمنى ... انت معاك بنت فى العربيه
تحرك أيهم سريعا الى السيارة وفتحها ودلف ومد يده يتحسس نبض الفتاه لياخذ نفس عميق براحه ثم قال
الحمد لله لسه عايشه
كان ينظر اليها وهى ممده داخل سيارته بوجهها البريئ الخالى من مساحيق التجميل و احساسه الذى يتصاعد داخله بأنه يعرفها جيدا لا يعرف لماذا يشعر من داخله انه يريد التعرف عليها ان يكون بينهم اى شئ صداقه مثلا فوجد نفسه ينظر الى رواد الذى كان ينظر اليه باندهاش
محتاج منك خدمه يا صاحبى
ظل رواد صامت ينتظر ان يكمل حديثه ليقول
اتصل بأختك خليها تيجى تتصرف مع البنت دى وعلى ما تيجى تعالى أفهمك انت هتعمل ايه
كان يستمع اليه و هو يقص عليه كل ما حدث وكيف قابلها ليشعر بالاندهاش بل صډمه منذ متى وصديقه يهتم بالنساء .... وماذا فتاه وجدها في الشارع لا ليس في الشارع بل في الصحراء وبكل معالم البرائه سأله قائلا بزهول
ليهز أيهم راسه بنعم ليقف رواد قائلا باندهاش اكبر
انت متاكد انك أيهم الهوارى
كان هذا دور ايهم فى الاندهاش فرفع حاجبه بتكبر وقال
ايوه يا اخويا انا أيهم الهوارى
ابن الأكابر
قالها رواد باستفهام مصحوب باندهاش ليقول أيهم بحسم
لتجحظ عين رواد من الصدمه انه اليوم العالمى للصدمات ولكنه لم يستطع الحديث بسب دخول اخته الى الورشه .. و حمد أيهم الله دخول فاتن فى تلك اللحظه حتى تنفذه من التوضيح و الشرح لانه لا يعرف سبب طلبه الغريب هذا
انتى مين وأنا فين وايه الى حصل
انا مش عارفه أشكرك ازاى حقيقى انت و اخوكى ..... بس ممكن تكملى جميلك و تقوليلى اروح ....ازاى
مفيش جمايل ولا حاجه واعتبرينى زى أختك .... المكان الى احنى فيه ده هو العنوان الى بتسألى عليه ... عايزه مين هنا بقا انا من سكان المنطقة من لما كنت طفله صحيح سافرت فتره كده ورجعت بس الناس لسه زى ما هى مفيش حاجه اتغيرت
لتبتسم ضى براحه وقالت سريعا
الأستاذ عبد الحميد خليل
ليقترب رواد الذى كان يقف بجانب أيهم يتابع ما يحدث في صمت وأيضا بتركيز شديد واهتمام على غير العاده وترقب وقال
الأستاذ عبد الحميد غنى عن التعريف ..... انا هوصلك لبيته اتفضلى
ثم نظر لأيهم وقال
انت يا ابنى خلص الشغل الى وراك على ما ارجع
هز أيهم راسه وقال
أوامرك يا اسطا
عاد رواد بنظره الى ضى وقال
اصل هو الصبى الوحيد عندى فى الورشه اصل الورشه لسه جديده
رغم اندهاشها من ان يكون ذلك الواقف امام الورشه الوسيم بشكل مفرط و ايضا مفتول العضلات بتلك الملابس التى يبدوا عليها انها باهظه الثمن يعمل صبى مكانيكى الا انها لم تعقب على كلمات رواد باى شكل
فقط القت السلام على فاتن التي أخبرتها انها سعيده بالتعرف اليها وأنها أصبحت صديقتها من الان ..... لتبتسم ضى بسعاده وهى تؤكد ذلك أيضا ..... سارت خلف رواد بخطوتان حتى وصلا أمام بيت مكون من طابقين أشار اليه رواد وقال
ده بيت أستاذ عبد الحميد .... ومن النهارده لو احتاجتى اى حاجه انا و اختى فاتن تحت امرك
لتنظر اليه بخجل فطرى وقالت بحياء
انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى
ليقول سريعا وهو يغادر من امامها يريد ان يذهب الى صديقه يفهم منه كل شى بالتفصيل
مفيش شكر ولا حاجه ... احنى في الخدمة ديما
ليعود هو الى ورشته وتصعد هي درجات السلم الى العالم الجديد التي ستبداء فيه بعد رحيل سعيد بقلمى ساره مجدى
عاد رواد سريعا الى الورشه ليجد فاتن قد عادت الى البيت و ايهم يجلس على احد الكراسى الموجوده داخل الورشه يفكر فيما حدث وقف رواد امامه وقال بهدوء عكس كل ما يشعر به من ڠضب واندهاش
ممكن تفهمنى بقا
نظر ايهم اليه نظره حائره وقال
اخذ نفس عميق واخرجه بهدوء ثم قال
مش عارف بس هى عامله زى اللغز .... و انا محتاج احله
شعر رواد ان قلب صديقه قد تحرك ان تلك الفتاه بنظرتها الخائفه دائما ارسلت الى قلبه اشارات باحتياجها رغم عدم معرفتها وقد تلقى صديقه تلك الاشارات بصدر رحب ظهر الهدوء على ملامح رواد ثم قال
و ايه حكايه انك بتشتغل عندى دى مش شريكى
لوى أيهم فمه كالاطفال وقال بابتسامه مشاغبه
هتصدقنى لو قولتلك مش عارف ... بجد مش عارف
ظل رواد ينظر الى صديقه وهو يبتسم و كان الاخر فى عالم اخر يفكر فيها ... هى فقط بقلمى ساره مجدى
كانت تقف خلف باب الغرفه التي أدخلتها اليها السيدة ناهد توجهت الى النافذه تفتحها لترى البحر الواسع امامها أخذت نفس عميق ملىء برائحة البحر المميزة وهى تتذكر استقبال الأستاذ عبد الحميد والسيدة ناهد لها رجل في الخمسين من عمره غزى الشيب راسه ولكن به وقار مهيب وأيضا تشعر بالراحة بجواره والسيدة ناهد أمرأه رقيقه وجميله ... هادئه وبشوشة كم كانت سعيده حين فتحت الباب لها هم وحيدين فالله لم يمن عليهم بنعمه الإنجاب ولكنهم يحبون بعضهم بشده ولم يتخلى احدهم عن الآخر واكتفوا بحبهم عن العالم
أخبرتهم عن رواد وما فعله معها وعن اخته فاتن وعبد الحميد شكر في رواد وأخبرها انه من اهل هذه المدينة ولكنه تركها وذهب الى بلد أخرى لاكمال دراسته والآن عاد من جديد وأخبرها أيضا انه سوف يشكره بنفسه ..... مر الوقت و ناهد تتحدث مع ضى وتخبرها كم هى سعيده بحضورها ... وكم ترسم من خطط للتسوق والتنزه وكانت ضى لا ترد على ما تقوله سوا بابتسامه هادئه مرحبه بكل ذلك
قطع ذلك كله حديث عبد الحميد او عبودى كما تناديه ناهد التي يناديها عبد الحميد أيضا بنودى قائلا
سيبى البنت ترتاح دى جايه من سفر والأيام جايه كتير
لتقف نودى سريعا وهى تلوم نفسها قائله
انا كده لما بفتح في الكلام مش بعرف اسكت حقك عليا يا ضى .... تعالى اوريكى اوضك هتعجبك اوووى شباكها بيفتح على البحر على طول
وها هي تقف تنظر الى البحر ..... يا الله ان النظر اليه يشعرها بالراحة والسکينة ... والهيبة والرهبة أيضا
مر اليوم عليها في ترتيب أغراضها ثم خرجت لتساعد نودى في المطبخ
لتجدها سيده رقيقه مرحه وأيضا مثقفه تعشق قرأه الروايات و متابعه جيده للدراما بجميع انواعها .... جلست بعد العشاء مع عبد الحميد الذى اخبرها عن وظيفتها معه في المدرسه التي يتولى منصب مديرها سعدت كثيرا بذلك وخاصه حين علمت ان المدرسه قريبه من البيت بمسافة عشر دقائق سير على الاقدام بامتداد البحر بقلمى ساره مجدى
صعد الى الشقه الذى اعدها له رواد في نفس البنايه التي يسكن بها وحين دلف اليها ظل ينظر في جميع الاتجاهات بيت بسيط وأثاث ابسط ولكنها حقا مريحه لأعصاب بألوانها الهادئة وأيضا نظافتها هي شقه صغيره مكونه من غرفتان وصاله صغيره ومطبخ وحمام
جلس على الأريكة هو يفكر في كل ما حدث اليوم وفى تلك الفتاه الغريبه ما سر نزولها في تلك المنطقة النائية بمفردها وما سبب حالتها الهستيرية حين اقترب منها و ايضا حاول البحث فى ذاكرته اين رأها من قبل و لكنه لا يستطيع التذكر
ظل يفكر دون ان يصل الى شيء أخذ نفس عميق ودلف الى الغرفه ابدل ملابسه ثم تمدد على سريره يفكر فى والده و ما سيحدث حين يكتشف اختفائه غدا اغمض عينيه ليغرق في النوم السريع بقلمى ساره مجدى
صباح اليوم التالى فى فيلا صفوان الهوارى كان الجميع يجتمع على طاوله الطعام و لكن أيهم لم ينضم اليهم حتى الان و كان إياد يشعر
بالتوتر و القلق من ود فعل عمه نظر صفوان للين و قال
اطلعى يا بنتى شوفى اخوكى منزلش ليه لحد دلوقتى
لتقف لين سريعا و صعدت اليه ولكنها لم تجده ويبدوا انه لم ينم فيها
نزلت سريعا لتخبر والديها ليمسك صفوان هاتفه يتصل به ولكن لا اجابه لينظر الى إياد الذى وضع كل تركيزه فى الطعام الموجود امامه ليفهم صفوان ما يحدث و لكنه ظل صامت و لكن داخل عقله تدور الافكار حول ما يقوم به ولده من خلف ظهره كما يظن و يعتقد لينتظر قليلا فهو فى الاساس يثق فى أيهم رغم كل شىء بقلمى ساره مجدى
استيقظت ضى باكرا رتبت سريرها وأبدلت ملابسها وخرجت لتجد نودى تضع أطباق الإفطار على طاوله الطعام ابتسمت وهى تقول
صباح الخير يا ابله ناهد
لتنظر اليها نودى بلوم لتبتسم ضى وهى تقول
معلش بقا اصلا انا مش هقدر اناديكى كده من غير تكليف بس خلينا نقف في النص ايه رايك أقولك يا ابله نودى
لتيتسم نودى وهى تقول باستسلام
ماشى موافقه .... صباح الفل نمتى كويس
لتجلس ضى على احدى كراسى طاوله الطعام وهى تقول
هو في حد يسمع صوت البحر وميعرفش ينام
لتبتسم نودى وهى تقول بعد ان جلست امامها
انا كمان بحب صوت البحر وهواه جدا
خرج عبد الحميد من الغرفه وهو يقول بعد ان سمع كلامهم
يعنى مجانين البحر زادوا واحد
ليضحك الجميع بسعاده
جلس عبد الحميد على راس الطاولة ونظر الى ضى و قال
يلا يا ضى افطرى بسرعه علشان ننزل مش عايزك تتاخرى على اول يوم شغل ليكى
لتقول سريعا و بحماس
انا متحمسه جدا
انتهوا من تناول إفطارهم ونزلوا سريعا كانت ضى متحمسه بشده خاصه حين اخبرها عمها انها سوف تعمل في قسم رياض الأطفال .... ان الأطفال اكثر ما تحبه في هذه الحياه