الخميس 28 نوفمبر 2024

أنت مكافأتي ډفنا عمر

انت في الصفحة 16 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

لكل طلباتهم الحمد لله أنا أخدت شقة كويسة جدا في موقع ممتاز بالتقسيط. 
_ أفهم من كده إن جدك مش هيساعدك ماديا 
تحدث بجدية لأ طبعا.. من لحظة ما عرفت الحقيقة وأنا رافض اي مساعدة مادية من جدي.. ولولا اترجاني امسك المكتب تاني كنت بعدت نهائي..حتى العربية رفضتها وجبت واحدة برضو بالتقسيط عن طريق عميل عندي قدملي تخفيضات كبيرة بعد ما كسبته قضية مهمة.. أنا عايش وهعيش بقرشي اللي من تعبي وبس ياشمس..وده شئ مهم عندي إنك تعرفيه
ومضت حدقتيها بإعجاب حقيقي لعزة نفسه وزهده رغم استطاعته التمتع بكل ثراء الجد..نقطة جديدة تضاف لصالحه وتزيد اقتناعها بتغيره وطيب معدنه.. 
_ نتغدا بقي أحسن من فرحتي حاسس اني عايز أكل خروف بحاله. 
ضحكت برقة وكلماته ترضي غرور أنوثتها بمدي قيمة موافقتها لديه..وبعد قليل تناولا طعام مناسب ثم افترقا علي وعد بلقاء قريب بينه وبين أهلها.
جسار طالب ايد شمس!
دهشة صدحت بتساؤل أمين لأخيه فرد الأخير 
ده اللي عرفته من مراتي وانه عايز معاد يجي مع أهله يطلبها في أقرب وقت.. وشكل كده شمس موافقة عليه فانت ايه رأيك
سبح أ مين بأفكاره والعجب يعتريه بحق كان يظن منذ عرض على جسار العمل في الشركة ان وجهته هي ابنته ساره وانه يريدها.. لينتهي الأمر بينه وبين شمس أبنة أخيه!..مامعني الحديث الذي سمعه في السابق إذا وكل إشاراته أوحت بحب بينهما!
_ ساكت ليه يا أمين انت مختلط به اكتر مني وعايز اعرف رأيك ايه مبدئيا في الشاب ده
فاق من شروده ودهشته وتمام بحيادية بصراحة يا رضوان انا شايفه شاب ممتاز من كل الجوانب..أصل وعيلة معروفة ومحترمة جدا .وهو نفسه كيان مكتمل بذاته..محامي واعد وشاطر وذكي.. كمان مهذب وأخلاقه لا غبار عليها بإستثناء فترة تعثره
في الجامعة وعلاقاته بالبنات عرفت ده طبعا بعد ما تقصيت عنه أول ما اشتغل معانا.
_ غريبة..جسار كان متعثر في جامعته وله علاقات طيب ما ده كده شيء يقلق.
رفع أمين حاجبيه ورمقه بنظرة ما جعلت رضوان يقهقه حتي سعل بقوة ليهتف بعدها ليك حق تستغرب واحد بتاريخ اخوك مع الچنس الناعم المفروض يسكت خالص.. 
_ طبعا ده انت ماكنتش عاتق واحدة لما ختمتها في الأخر بجوازة عرفي خليت بابا يغضب عليك فترة كبيرة
استعاد رضوان تلك الذكرى ببعض الحزن اه والله يا أمين زعل والدي مني وقتها تعبني اوي وخلاني طلقت الست اللي اتجوزتها بعد تلات شهور بس ومن ساعتها معرفش عنها حاجة.. 
_ ده لأن بابا وقتها جابلك فرصة شغل في دولة عربية وسفرك..خاف تعيد الموضوع تاني..
تنهد وهو ينفض عنه تلك الذكرى يلا اهي راحت لحالها والحمد لله أديني عقلت واتجوزت واحدة بحمد ربنا عليها..وربنا يبارك في ولادي.. 
وواصل نرجع لموضوعنا بقى.. يعني يا أمين رأيك جسار عريس مناسب لبنتي
هتف لينصفه والله أنا شايفه شاب كويس حتي لو بدايته كانت لهو وعدم التزام لكن العبرة في النهاية الولد اتخرج واجتهد في شغله وعمل في وقت قياسي أسم رنان في عالم المحاماه..واهو شغال معانا من سنة.. تنكر التزامه وأخلاقه واحترامه للكل بدليل علاقته القوية بولادك..حمزة وريان.
_مقدرش أنكر كلامك ده حقيقي فعلا يعني رأيك اتكل على الله و احدد معاد واقابله. 
_ اتكل علي الله الولد مايتعيبش. 
_ علي خيرة الله هبلغ شمس أنه يشرفنا الجمعة الجاية طبعا مش محتاج اقولك تبقي موجود..
_ أنا هكون موجود قبلك يا رضوان شمس دي بنتي مش بنت اخويا.
لاحظت صمته الشارد منذ أتى فتسائلت بريبة
مالك يا أمين متغير وساكت من وقت ما جيت في حاجة
نظر لزوجته بعين غائمة وأفكاره مازالت يصبغها العجب إن كان جسار يحب أبنة أخيه ما معنى الحديث الذي سمعه بين الفتاتان 
_ سارة فين يا صابرين
إجابته في أوضتها كنت رايحة اناديها عشان نتعشى سوا زمان السفرة جاهزة.
قال وهو يبتعد بالفعل أنا هروح ليها عايز اكلمها في حاجة.
_ طب ما تستنى لما نتعشى و...
_ مش هينفع لازم اكلمها دلوقت.
وتركها أمين دون أن تجد صابرين مجال لاستفسار أخر لكن غمرتها الحيرة و القلق لامر حديثهما الغامض هذا.
أمين بيه بنفسه جاي أوضتي المتواضعة
ابتسم لها بحنان وغمغم بطلي بكش وتعالي نتكلم شوية جد.
طوقته سارة بدلال وقبلت خد أبيها قائلة مش قبل ما ابوسك واقولك انك وحشتني انهاردة طول اليوم مش شوفتك وانشغلت في شغل المكتب مع أدم زميلي.
أحاطها بنظرة ثاقبة قبل أن يلقي بدلوه منتظرا رد فعلها باهتمام شديد تعرفي إن جسار طلب إيد شمس بنت عمك
هتفت بحماس أيوة يا بابا عرفت شمس نفسها قالتلي وفرحت أوي أوي عشانها جسار ده شاب مفيش زيه.
حيره رد فعلها أكثر وشتته لم يجد أي حزن لمعرفة ابنته خبر كهذا أمعقول أنه فهم حديثهما ذلك اليوم فهم خاطئ سارة لم تحبه لما إذا كانت ثورتها حين علمت بحاله أهتمامها لا يترجم إلا كونه مشاعر خاصة داخلها نحوه ما الذي تغير !
_ مالك يا بابا باصصلي بس سرحان في حاجة يا حبيبي
أراد ألا يراوغ في الأمر فمن حقه أن يطمئن على ابنته ويفهم ما يجب عليه فهمه جذبها لتجلس جواره وبحنانه المعهود تسائل حبيبة بابا أنتي في حاجة معرفهاش ونفسك تقوليها ليا أي حاجة حتى لو كانت قديمة أحب اعرفها.
قالت بعجب حاجة إيه يا بابا مش فاهمة قصد حضرتك.
_ حاجة تخص جسار مثلا يا سارة.
_ جسار وماله جسار يا بابا هو حضرتك معترض انه يتقدم لشمس عرفت حاجة غلط عنه يعني
غمغم بعد برهة صمت أخرى اللي اعرفه انه شاب ممتاز..لكن اللي لسه محتاج أفهمه منك هو ليه كنتي قلقانة عليه وعايزة تروحي مكتبه في اليوم اللي روحت اطلب منه يشتغل معايا أنا حسيت وقتها انك مهتمة به بشكل شخصى عشان كده شغلته معايا وخليته تحت عيوني عشان اختبره واقيمه عن قرب وطول الوقت كنت منتظر انه يقوم بخطوة تخصك انتي لكن اتفاجأت بعمك بيقولي انه طلب شمس بنته والأغرب انك مش زعلانة لما عرفتي بالعكس شايفك مبسوطة يبقي
اعتقد من حقي أفهم منك كل حاجة يا سارة ثم حاوط أمين وجه ابنته الحبيب براحتيه وتمتم عايز اطمن إن قلبك مش مكسور يا بنتي ومفيش حد خذلك.
ذهولها بكل ما قاله أبيها لحمها بضع لحظات وهي تستعيد بذاكرتها ذلك اليوم حين شكت أن والدها سمع حوارها هي وشمس والأن فقط جاءها اليقين مع اعترافه والذي جعل عيناها تترقرق دمعا أن أبيها ما استعان بجسار للعمل لديه إلا لأجلها إسعادها لو كان صدق حدسه.
مدت كفيها الرقيقة واحتوت هي الأخرى وجه أبيها بحنان وحب غامر وهي تقول يا حبيبي يا بابا يعني حضرتك كنت فاكر اني بحب جسار وكنت مستعد تساعدني 
همس لابنته بصدق وأنا ليا مين غيرك في الدنيا يا بنتي عشان اهتم بسعادته ده انتي نور عيوني يا سارة والبنت اللي حيلتي انا قربت جسار مننا عشان اتأكد من أخلاقه سألت عليه وعرفت حاجات كتير واحترمته لما استقل بحياته من غير ما يعتمد على أهله ماديا وما استغربتش من سكنه في بيت متواضع أحيانا الإنسان بيحب يثبت لنفسه انه يقدر يبني كيان مستقل لوحده عشان كده طول الوقت كنت منتظر يجي يطلبك مني بس..!
صمت دون قول المزيد لتبادر سارة وعيناها مازال يغشاها الدموع أنا هفهمك كل حاجة يا بابا ومش هخبي عنك حاجة عشان تطمن وتتأكد إن قلب بنتك متصان و محدش كسره.
وبدأت تسرد عليه كيف نمت داخلها مشاعر بريئة نحو زميل الجامعة الوسيم ذو الصيت الواسع ومثلها مثل أي مراهقة انجذبت لجسار وظنت انها وجدت فارس أحلامها وتمنت لو فازت به لتكتشف مع الأيام ومع نضوجها ان مشاعرها كانت أخوية ربما رأت به شقيق كانت تتمناه هذا كل شيء.
وهنا فقط استراح قلب أمين وهو بتنهد براحة يعني انتي مش بتحبيه زي ما فهمت ومش زعلانة انه فكر في شمس
_ أبدا يا بابا بالعكس فرحانة جدا شمس دي اختي وافرح ليها كأنها أنا واكتر..وفي النهاية كل شيء نصيب.
ابتسم و قبل جبينها بحنان جارف ربنا يريح قلبك يا بنتي ويرزقك الزوج الصالح اللي يصونك و يعرف قيمتك.
_ حتى لو كان فقير يا بابا
اندفعت بتساؤلها لتشعر بالندم ووالدها يرمقها بريبة قصدك ايه هو في حد معين
نفت سريعا لا لا يا بابا مفيش حد دي مجرد دردشة يعني.

قهقهت واصطحبته ولم تخلو الأجواء من مرحها وهي تشاكس والدتها..لتمضي امسيتهم بسلام. ودعى داخله ان يكون نصيبها خيرا مع هذا الشاب الذي استحوذ على إعجابه منذ زمن..وأن تتعاقب الأفراح وتدق الطبول ببته هو الأخر فإن صدق حدسه تلك المرة قريبا جدا سيطلب أحدهم لقاءه.
______________
رواية صړخة على الطريق 
بقلم ډفنا عمر
الفصل العاشر
_________
حين تبتر أحبال المودة وتغدو غريبا وسط من كانوا أقرب لك من حبل الوريد..
_________
حدجت زوجها مليا وهو يرتدي رابطة عنقه وقالت لتفتعل معه أي حديث عله ېحطم أصفاد ذاك الفتور الذي طال بينهما
_ناوي تاخد رائف ابننا معاك
أجابها دون النظر نحوها وهو يهندم هيئته بعناية طبعا لازم يكون مع أخوه في يوم مهم زي ده يا إلهام. 
هزت رأسها وغمغمت ربنا يوفقه العيلة اللي اختار منها عيلة كبيرة هتعوضه. 
رمقها مليا عبر المرآة ثم قال تحبي تيجي معانا 
_ اجي ليه جسار ماطلبش احضر معاه وكمان والدك مش بيطيقني وأكيد مش هيحب اجي معاكم.
ارتدي جاكته وقال قبل مغادرته 
براحتك بس على فكرة الأهتمام مش بيطلب يا إلهام جسار ماطلبش من حد يجي معاه غير
جده واخوه لكن انا اللي عرفتهم اني هكون موجود لأن ببساطة دي اقل حاجة اقدمهاله..وفعلا حسيته فرح هو وبابا لأنها جت مني لو انتي عايزة تقربي كنتي فرضتي نفسك وقولتي هكون معاكم.. وقتها كنتي هتكسبي بابا اللي بقالك أكتر من سنة معرفتيش ترجعي علاقتك معاه.. واستطرد بنظرة باردة منهيا حديثه عن
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 32 صفحات