للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
لو يخرج من بين ضلوعي يرجوه و يبكي لوعه غيابه يخبره كم تهيم به عشقا ولكن مهلا فهي تكاد تقسم بأنه شعر بما يدور بداخلها و قد انتقل اليه عمق چراحها فقد استشعرت بنظراته تخبرها بأن ما يحمله لها أضعاف ما تشعر به نحوه
لم تتعانق منابع ارتوائهم و لكن تعانقت قلوبهم فقد كان عشقها له يتجلى بوضوح بعينيها و تجلى عشقه لها في رعشة شفاهه و ارتجافة يديه التي ضغطت علي مقبض الباب و كأنه يمنعها من الوصول إلها و عينيه التي تحول لونها إلى الأزرق القاتم كانت تبدو و كأنها تقطف ثمار حسنها
لم تكد تجيبها حتى اختطفتها يد روفان التي كانت تعانقها بشوف بالغ وهي تقول
وحشتيني اوي يا جزمة كدا تقلقيني عليك بالشكل دا
بادلتها العناق و مازالت نظراتها معلقه به فرأت الڠضب يتجلى بوضوح داخل عينيه من عناق
روفان لها بتبك الطريقة فهي تعلم كم يغار فقد كان يعض علي شفتيه من فرط الڠضب الذي أشعرها بأن قلبها يتراقص فرحا من غيرته تلك و تضاعفت سعادتها حين قال پغضب حاول مداراته
و هنا تذكرت موقف مماثل لغيرته التي اعشقها
عودة لوقت سابق
ابيه يوسف ممكن ادخل
تحدثت روفان بعد ان دخلت إليه وهو يقوم بممارسة تمارينه الرياضية فقال بسخرية
ما انت ډخلتي خلاص يا اوزعه
روفان بمزاح
احم دا شكل الغزاله رايقه و لا ايه
انجزي يا روفان ورايا ميعاد كمان ساعتين و مش فاضيلك
اص اصل احنا كنا عايزين ننزل نشتري شوية حاجات من برة
جاءها صوته الحاسم
لا مفيش خروج
روفان برجاء
طب مش تسمع عايزين نجيب ايه
يوسف بملل
من قبل ما اسمع قولتلك مفيش خروج
يا ابيه بالله عليك انا و كاميليا ھنموت و نخرج
خفق قلبه عند سماع اسمها و قام بالالتفات إلى روفان و قد انصبت جميع حواسه للإنصات باهتمام
اه كاميليا يعني لفتلي دلوقتي مانا بقالي ساعه بكلمك مديني ضهرك و مصدرلي الطارشه
قالتها روفان بغيظ فاشتدت لهجته وهو يقول بتحذير
اتعدلي احسن مخرجكيش من البيت لمدة شهر
روفان بلهفة
لا لا و علي ايه يا كبير الطيب احسن
انجزي عايزين تخرجوا ليه
روفان
وهي تلهو بأصابعها تحاول تبسيط الأمور قدر الإمكان
كان الخبث في نظراتها يقلقه لذا قال بفظاظة
مالها كاميليا يا روفان انطقي قبل ما اتغابى عليك
انتفضت اثر لهجته الحادة و قالت بلهفة
خلاص والله هقول اصل صاحبه كاميليا خطوبتها بعد بكرة و هي كانت ھتموت و تحضر و عارفه ان محدش هيوافق تروح لوحدها فاتطوعت و قولتلها خلاص هروح معاك فأيه بقي معندناش فساتين تنفع لخطوبه و كدا فكنا عايزين نخرج عشان نشتري و بس
يوسف بتهكم
و انتوا بقى عايزيني أوافق تروحوا تشتروا علي اعتبار اني اساسا وافقت انكوا تروحوا الخطوبه دي !
اندفعت قائلة پقهر
و ايه يعني يا ابيه ما كل أصحابنا هيروحوا و بيتخطبوا اهم كمان و احنا ممنوع علينا نبص من البلكونه حتى دي مش عيشه دي
قالت جملتها الأخيرة بصوت عالي نسبيا فارتفع إحدى حاجبيها وهو يقول بوعيد
روفان انت تقريبا صوتك علي ولا انا بيتهيألي
تراجعت على الفور قائلة بلهفة
لا والمصحف بتهيألك انا اعلي صوتي عليك أبدا يا ابيه دانا اتخرس قبل ما اعملها
يوسف بوعيد
متقلقيش إن شاء الله هخرسك قريب
بس متقاطعش يا هندسه
قالتها بسماجه اغاظته
تجاهل مزاجها و قال بفظاظة
بطلي لماضه و خلينا نتكلم في المهم كاميليا مجتش معاك ليه
روفان بخبث
قالتلي انها مش هتطلب منك حاجه
استنكر حديثها و قال بحدة طفيفة
و دا ليه إن شاء الله
تقريبا كدا زعلانه منك !
طب هي فين دلوقتي
اندفعت قائلة بلهفة
ورا الباب و زمانها سامعه كل حاجه ثواني هجبهالك من قفاها
تسمرت كاميليا في مكانها عندما سمعت جملة روفان الأخيرة و عندما تنبهت للهرب كانت روفان تمسك بها من يدها وتجرها و تلقيها أمامه و تفر هاربة
حاولت كاميليا اللحاق بها و لكن هيهات فهي وقعت في عرين الأسد شعرت بقبضته التي كانت كالفولاذ توقفها لتجد نفسها في مواجهته التي لم تكن عادلة فقوته و عشقها له قوة لا يستهان بها ولا تستطيع التصدي لها خاصة وهي بهذا القرب الذي يروق لها بالقدر الذي يخيفها فلم يعد هناك مجال للهرب فاخفضت رأسها كي لا تقع بفخ عينيه فهي غاضبه منه و بشده
رفعت أنامله ذقنا لتناظره فاصطدمت بزرقاوتيه الفاتنتين نبرته العميقة بتلك البحه الرجوليه القاټلة في صوته
سامع إن حبيبي زعلان مني
جف حلقها من لهجته الحانيه و نظراته المربكة و لكنها حاولت التماسك امام سحره وارتداء قناع اللامبالاة قائله
و انا مالي روح أسأله
هو مين
حبيبك !
مانا بسألك اهوة
استنكرت اضطراب قلبها في حضرته وقالت مدعيه الغباء
أنا يعني
جاءت لهجته حانية كنظراته لها
هو في غيرك حبيبي
حاولت الصمود أمام هجمات عشقه التي ټضرب ثباتها في مقټل و قالت بتبرم
والله لو حبيبك مكنتش زعلتني !
مقدرش
بتقدر
والله ما بقدر
دغدغت نبرته ثنايا قلبها فرقت لهجتها حين قالت
لا بتقدر
ابتسم يوسف علي طريقتها الطفوليه التي يعشقها و قال بصوت اجش
حقك عليا قوليلي عملت ايه زعلك و انا معملهوش تاني
لم تستطيع منع اندفاعها وهي تقول پغضب يشوبه الحزن
كنت قاعد تضحك وتهزر مع ست نيفين في الجنينه ولا همك حد
احمرار وجهها و تلك الغيرة التي تبلورت في نظراتها و انتفاضتها لهذا الشكل شكلوا لوحة رائعة اهتز له ثباتها فقال يشاكسها
انت بتزعقيلي يا كامي
بدت شهية كثيرا حين قالت وهي تربع يديها حول نفسها
لا مبزعقش بس انت مبتحترمنيش ولا پتخاف علي زعلي
أرتج قلبه لحزنها الجلي و لظنها البعيد كل البعد عن الحقيقة فحاوطتها كفوفه لتضعها على أحد الأجهزة الموجودة بالغرفة و كمم حزنها بألسنة عشقه التي انبعثت من أنامله فوق وجهها
أنا مبخفش علي زعل حد في الدنيا غيرك
يا سلام
استفهمت وهي تحاول منع تدفق عبراتها فجاءتها نبرته المعاتبة
معقول مش مصدقاني و بعدين العيله كلها كانت قاعده و كلنا كنا بنتكلم و بنضحك
صححت پعنف اذهله
قصدك بتبصلها و ضحكت و بعدين وانت من امتى بتضحك اصلا انت لا بتضحك و لا بتحب الضحك اشمعنا يومها حبك عليك الضحك اوي
كان يود لو يقتتصها بين طيات قلبه من فرط حسنها الذي كان يجعل كل خلية به تتوسل مطالبة بها و لكنه كان يمني نفسه بأنه سيحدث قريبا فحاول التماسك قائلا
قصدك إن انا كئيب و نكدي و لا ايه
اندفعت بلهفة
لا طبعا مقصدش كده بس انت بالعادة مبتضحكش كتير و كمان مينفعش تضحك ضحكتك الحلوة دي غير ليا
انا و بس
انت بتعاكسيني بقي
حاولت تجاوز لكنه صوته المربكة وهي تقول بدلال
متغيرش الموضوع انا زعلانه بجد
لم يبخل عليها بعشقه حين قال يسترضيها
و انا مقدرش علي زعلك يا قمري شوفي ايه اللي يرضيك و انا هعمله
امممم يعني لو طلبت منك اي حاجه هتعملها
قالتها بدلال وهي تحوي عنقه بين كفوفها فأذابه قربها ليهمس بخفوت
اي حاجه يا روح قلبي هتطلبيها هعملها
استغلت الفرصة لصالحها فقالت بجدية زائفة
طبعا انك متفكرش تضحك مع حد غيري دا شئ مفروغ منه و خصوصا زفته
صحح كلماتها قاصدا إستفهامها
تقصدي نيفين
هبت باندفاع
لا اسمها زفته يا يوسف
أيد حديثها بنبرة عاشقة
زفته يا قلب يوسف
ارتسمت ابتسامة نصر على ملامحها قبل أن تقول
ايوا كدا نيجي بقي للطلب عيزاك توافق ان انا و روفان نروح حفلت صحبتنا و توافق كماان نروح نشتري الفساتين
كانت تتحدث بدلال أرهق قلبه كثيرا فقال بخشونة
بس دول طلبين مش طلب واحد !
لا دول طلب واحد بس مترتبين علي بعض ماهو احنا هنجيب الفساتين عشان تحضر الحفله لو مفيش فساتين مفيش حفله صح و لا ايه
اتسعت ضحكته وهو يقول مازحا
انت اتعلمتي المكر دا امتى
قالها بمداعبه لتجيبه بسلاسه ادهشته
دا مكر حوا يا قلبي حاجه كدا كل الستات بيتولدوا بيها متشغلش بالك انت المهم قولي بقي هتوافق و لا ايه
تحدثت بطريقه طفوليه محببه الي قلبه كثيرا فأجابها بنبرة يرهقها ما تحمله من عشق
كاميليا هو انت هتكبري امتى بقى
أجابته بنبرة شابها الحزن
ليه هو انت شايفني صغيرة
ترك العنان لقلبه ليروي زهورها من عذب هواه
شايفك احلى واحدة في الدنيا وردتي اللي كبرت و فتحت علي ايدي
التمعت نجوم الحب بسماء عينيها حين تابع حديثه الذي يذيب عظامها عشقا
انت بنتي قبل ما تكوني حبيبتي كل حاجه و احلى حاجه في الدنيا دي
اختتم كلماته ناثرا عشقه على قسمات وجهها فهمست من بين غيمات السعادة التي تتمايل بها
اد كدا بتحبني
أكتر من كدا بكتير
أطلقت العنان لمشاعرها في الانسياب برقة من بين شفاهها
عارف يا يوسف انا بعتبرك بيتي لمكان الوحيد اللي بحس فيه بالأمان انت العيله بدفاها و حنيتها اللي عمري ما حستها غير وانا معاك
لامست وقع كلماتها على ملامحه و في بحره الواسع الذي يتراوح به العشق مع كل حرف تتفوه به
اول يوم قلتلي انك بتحبني فيه وقتها بس حسيت اني مش يتيمه و ان ربنا خد مني بابا و ماما و عوضني بيك و انا راضية اوي بالعوض دا و بحمد ربنا ليل نهار عليه
لم تخلق تلك الكلمات التي تصف شعوره في تلك اللحظة ولا تفي سعادته التي جعلته يغرسها بجانب قلبه لتعي مدى تأثيرها به وكأن قربها كهرباء أصابت اوتاره فانتفضت پعنف شعرت هي به فرفعت رأسها تناظره بهيام كان شئ متبادل بينهم فقد أصبح يتنفس وجودها و كذلك كان حالها فقد احتل عشقه كل ذره من كيانها ذراعيه حدودها و أسوارها التي تمنع عنها أي غزو خارجي
قاطع لحظتهم صوت الطرق علي الباب الذي اتفتح بعدها و أطلت روفان برأسها من خلفه و لحسن الحظ سارع يوسف بالتحرر من قربعا و لكن لم يفلح قلبه بالتحرر منها فقد كبلته اصفاد عشقها حتى شعر و كأن العالم أجمع يتلخص في وجودها
قام بالتقاط زجاجة مياه من الثلاجه علها تطفئ من نيران عشقه التي اشعلتها حوريته الصغيره فتجاهل كلمات روفان الممتعضة
كل دا لسه مأقنعتيهوش يا كاميليا
كانت بعالم آخر و كل ذرة منها تنتفض من فرط المشاعر التي عصفت بها فلم تستطع الرد
فأخذت روفان تنقل بصرها بين كاميليا المبعثره و يوسف الذي يقف معطيا كلاهما ظهره لا تعلم ما بهما و