للعشق وجوه كثيرة إلى ٣٥ نورهان العشري
التي تزيدها جمال علي جمالها فقال بحب
يعني انا اللي اشتريت الفستان دا و قولتلها تخليك تلبسيه بأي طريقه و تنزلك الجنينه هنا و طردت مازن و أدهم عشان تعرفي تلبسيه براحتك
شعرت بالفرح يغمرها من فعلته و لكنها تنبهت لجلستهم وهي بهذا القرب منه فقالت پخوف
طب هو مش ممكن حد يشوفنا كدا
انت لسه واخده بالك اننا كدا
لاحظ يوسف خجلها الذي يعشقه كثيرا فقال يمازحها
وبعدين بصراحه بقى انا نفسي يشوفونا كدا
شهقت پصدمه
يوسف انت بتكلم بجد
طبعا بتكلم بجد ياريت حد يشوفنا و يقول لجدي و يخلينا أصلح غلطتي
بطل قلة ادب والله هقوم امشي
مازحها قائلا
طب ينفع اكون صارف و مكلف كدا و تسبيني و تمشي
أجابته بخجل وامتنان
ميرسي اوي انك افتكرت عيد ميلادي
يوسف بتصحيح
و انا من امتى نسيته
كاميليا بحزن
السنادي الناس كلها نسيته حتى روفان و ماما صفيه نسيوه مفيش غير أدهم اللي قالي الصبح كل سنه و انت طيبه قبل ما يروح الشركه
طب فكريني الطشله أول ما يرجع عشان انا منبه عليهم محدش يقولك حاجه عشان اجهز لك المفاجأة دي
كاميليا بلهفة
حرام عليك متقولش كدا دا دافع عني قدام طنط سميرة النهارده و خلاها كانت تاكل في نفسها من الغيظ
استفهم قائلا
ليه حصل ايه هي حاولت تضايقك تاني
كاميليا باستسلام
العادي بتاعها يعني كنا بنتكلم عن النتيجة و ان احنا خايفين و كدا و لقتها بتقول ان انا اصلا فاشلة و مش هجيب تقدير أدهم قالها بكرة النتيجه هتظهر و كاميليا هتجيب اعلى تقدير فيهم و هتشوفي دي تلميذة يوسف الحسيني عمرها ما هتبقي فاشله و هي اتضايقت بقي لما قال كدا و قعدت تبرطم و قامت و سابتنا
فكريني اصرفله شهر مكافأه عالحركة دي و بعدين اللي بتتكلم عن الفشل دي أساسا ساقطھ إعداديه
أطلقت ضحكه صاخبه خطفت قلبه فقريها إليه أكثر قائلا بعشق
ضحكتك دي أجمل نغمة سمعتها في حياتي متحرمنيش منها أبدا
و اوعي اشوفك زعلانه
ولا تخافي من حد خلقه ربنا علي وش الدنيا دي
اللي يقولك كلمه قوليله عشرة و انا هاجي اكمل عليه بعدك حتى لو كان هو مين عايزك دايما قوية و اوعي تسمحي لأي حاجه تكسرك
اومأت قبل أن تستفهم بخفوت
حتي لو مجبتش تقدير كويس السنادي برغم تعبك معايا دا هتفضل تحبني كدا بردو و لا
قاطعها يوسف قائلا بقوة
حتى لو مبتعرفيش تقري و تكتبي قلبي مش هيعشق غيرك بردو
سرحتي في ايه كدا يا كاميليا
هكذا تحدثت صفية فأجابتها كاميليا بحزن
أبدا افتكرت مواقف لينا مع بعض و قد ايه كنت طايره من الفرحه و انا معاه و كنت حاسه بأمان الدنيا جنبه لكن للأسف
اخفضت رأسها محاوله ان لا يلاحظوا تجمع العبرات داخل عينيها فجاءت كلماته صفية مطمئنة
مفيش للأسف يا كاميليا كلنا بنغلط المهم نتعلم من غلطنا و منكررهوش تاني
همست بتعب
ڠصب عني يا ماما انا خاېفه اوي
خاېفه من ايه بس
خاېفه من يوسف و عارفه انه عمره ما هيسامحني قبل ما يعرف انا هربت ليه
انخرطت في سرد مخاوفها فجاء سؤال صفيه مباغتا لها
طب و انت هربتي ليه يا كاميليا
اخفضت رأسها بحزن شديد و هي تشعر بأنها ممزقه
من الداخل لا تستطيع التحدث بما تخفيه و لا تستطيع كتمانه أيضا تشعر الحيرة التي تمزقها إربا من الداخل و لكنها حسمت قرارها أخيرا وألقت نظرة علي روفان فهمتها صفيه علي الفور فتحدثت إليها قائله
روفي ما تروحي تجيبيلنا حاجه نشربها من الكافتيريا و هاتي لكامي ليمون يهديها شويه
امممممم حسي الأمني بيقول ان انا بتوزع صح
جعدت روفان أنفها فكانت اشبه بطفله جميلة متذمرة فجاءها توبيخ صفية
بما ان البعيدة
مابتحسش ف أه بتتوزعي ويلا هوينا بقي
اعتدلت روفان واقفه وهي تقول بتذمر
ماشي يا ست ماما خليك فكراها ابقي شوفي مين الي هيفتنلك علي اخواتي تاني
صفية بتقريع
طب يالا من هنا بقي عشان مفتنش انا عليك يا ام لسان عايز قطعه
هبت روفان من مقعدها قائله بلهفه
احلي كوباية ليمون لكامي و فنجان قهوة للليدي صفيه دانت لو عايزاني اسيألك المستشفي دي كلها اعتبريه حصل
طب يالا ياختي ياللي مش باينه من الأرض و بقيتي تعرفي تخبي و تداري اتفضلي من هنا
خرجت روفان علي الفوز و هي مغتاظه من حديث والدتها فقد كانت ټموت لتعرف السبب الذي جعل كاميليا تهرب من أخيها
فظلت تزرع الممر ذهابا و إيابا و أخيرا لم تقدر علي الصمود أكثر فرفعت رأسها للأعلي و قالت
سامحني والنبي يارب عاللي هعمله بس فضول الأنثى اللي جوايا هيموتني لازم اعرف كاميليا عملت كدا ليه
لم تكد تنهي جملتها حتي أتاها ذلك الصوت الرجولي الجذاب من خلفها فخفق قلبها پعنف و زادت وتيرة أنفاسها ما أن سمعته يقول
و يا تري ايه بقي اللي شاغل بال القمر اوي كدا و عايز يعرفه
التفتت روفان بخجل و تلاقت العيون للحظات كانت كفيلة لجعل قلبيهما يطيرا من فرط السعادة فقد كانت هناك نقطة إلتقاء تجمعهما دائما
دائما ما تخبرنا النظرات ما تعجز الألسنه عن البوح به ف لغه العيون تعد من أخطر اللغات على الإطلاق فلا يفهمها سوى عاشق يعرف جيدا كيف يخضعها و يجعلها تبوح له بأسرارها
نورهان العشري
في الداخل
ها مش هتقوليلي بقي يا كاميليا ايه اللي خلاك تهربي بالشكل دا
احتارت كاميليا ماذا تقول أو من أين تبدأ ټموت الكلمات عند شفتيها و هي عاجزة عن إخراجها
تشعر بغصة في حنجرتها تمنع الكلمات من التدفق يغمرها الشعور بالضياع الكامل وهي غير قادرة علي الوقوف على أرضا ثابته
أدركت صفيه معاناتها فشعرت بأنه يوجد خطب كبير و بأن هروبها ورائه سر خطېر فأخذت تطمنها قائله
كاميليا ليه العڈاب و الضياع اللي انت فيه دا يا بنتي متعمليش في نفسك كدا كلنا حواليك و بنحبك و مش هنسمح لحد او لحاجه تأذيك اتكلمي و ريحي قلبي خليني اقف جمبك و اقدر اساعدك اظن انا مش يوسف هتخافي مني
ممكن أسألك سؤال
تحدثت كاميليا بنبرة مهزوزة و صوت يرتجف من هول ما تخبئه بداخلها فأجابتها صفية على الفور
طبعا ممكن
هي ماما كانت وحشه زي ما هما بيقولوا عليها
كان سؤال ېمزق جوفها وهو في طريق الخروج من شفتيها فهبت صفية قائلة بلهفة
لا طبعا ايه اللي بتقوليه دا
اجابتها بلوعة
امال ليه بيقولوا عليها كدا
هما مين يا كاميليا اللي بيقولوا تقصدي سميرة و بنتها و لا حد تاني
استفهام صفية مؤلم بقدر ما تحمله بجوفها من عڈاب تجلى في نبرته حين قالت
اقصد يوسف يا ماما صفية
قالتها ثم انخرطت في البكاء بإنهيار مرتميه في أحضان صفيه تنشد الأمان من كل ذلك الخۏف و القهر الذي يعصف بداخلها
في الخارج
قطعت روفان التواصل البصري بينهم و الذي كان ينقلها لعالم آخر و يغرقها في دوامة من المشاعر التي تربكها فقالت بخجل
سياده الرائد
أنت هنا بتعمل ايه
أجابها علي بسلاسة
لنفس السبب اللي انت و ممتك هنا عشانه
تقصد كاميليا
قالتها پصدمه فقد اربكها حضورك حتى جعلها تنسى وجود كاميليا في الداخل وأيضا احتمالية حضور يوسف في أي وقت
بالظبط كدا
استفهمت بقلق
هو انت عرفت منين ان كاميليا هنا
على بتخابث
يعني هي فعلا هنا
فكنت لما أوقعت نفسها به فقالت بتلعثم
اااا لا انااا اصلي استغربت او يعني
قطع تلعثمها قائلا بافتتان
تعرفي انك لما بترتبكي بتبقي زي القمر
فقد كان تلعثمها و رفرفه رموشها و رجفه شفتيها تجعلاها شهيه لدرجة ان تكون خطړ علي قلبه الذي لا يعرف ماذا دهاه منذ أن رآها
هاااه
تاهت روفان من نظراته و كلماته الجميله التي جعلت الفراشات تطير في معدتها
فلم يمسك لجام كلماته حين تحدث يغازلها
هو انت زي القمر علي طول دي حاجه مفروغ منها بس بتحلوي اكتر لما خدودك دي تحمر و تتوهي كدا
ظلت روفان تنظر إليه مشدوهة لا تقدر على النطق من فرط الخجل و المشاعر التي أيقظتها كلماته بداخلها و لكنها صدمت و برقت عيناها عندما رأت ذلك الذي يقف مع الطبيب في أول الممر فالتفتت إلى علي بړعب وقالت بتلعثم
هو ااا انت يعني ممكن تعزمني علي حاجه في الكافتيريا اصل انا عايزاك
في موضوع مهم
اندهش علي من حديثها و لكنه تفاجئ بها تسحبه من يده و تنزل به إلى المقهى قائله بلهفة
اصل انا عايزة اقولك حاجات كتير اوي انت متعرفهاش
لم يقدر علي مقاومتها بل لم يستطع ان يضيع تلك الفرصة في أن يكون معها و قلبه الذي كانت ينتفض فرحا من رؤيتها فترك نفسه لها تقوده الي حيث تشاء و قد كان مستمتعا بذلك
من أقوى الحروب التي يخوضها الإنسان في حياته هي أن يحارب شوقه تجاه شخص يمثل له العالم و أكثر
كان يوسف يأكل الخطاوي حتى يستطيع الوصول لها في أسرع وقت فقلبه كان يدق بصخب يريد أن يرتوي من رؤيتها حتى و لو كان لقائهما سريعا باردا ظاهريا و لكن هذا يكون أفضل ألف مرة من أن لا يراها مطلقا
حتي و أن حاول ان ييمنع نفسه من رؤيتها فقلبه يتمرد عليه دوما مطالبا بها و هو بكل ما يمتلك من القوة لا يستطيع السيطرة عليه
اوقفه الطبيب المعالج لها يطمئنه على حالتها و بأنه اختار لها طبيب نفسي تستطيع المتابعه معه فانهي محادثته سريعا و قاده قلبه علي الفور إليها فهم بفتح باب الغرفه فصعق مما رآه و سمعه
انا بمۏت يا ماما صفيه مش قادرة اصدق أبدا ان ماما تطلع وحشه زي ما بيقولوا عليها
حتى يوسف بيقول عليها كلام وحش و بيقولي هستني ايه من بنت زهرة انا في جوايا ڼار ھټموټني مش قادرة اعيش بيها
كانت كاميليا تتحدث باڼهيار و بكاء هستيري حتى خانتها قدماها و خرت علي ركبتيها امام صفيه ممسكه بثيابها من الأمام وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا فخرجت عن السيطرة
فشعر بنصل حاد ينغرز بقلبه عند رؤيتها بهذا الاڼهيار فقد كانت دموعها ټحرق قلبه و تجعله يرغب لو كان اقتلع لسانه قبل ان ينطق بتلك الترهات التي آذتها إلى هذا الحد
أي شيطان لعين قد سيطر عليه في ذلك الوقت لېقتلها بتلك السمۏم فاندفع ناحيتها و خر علي ركبتيه يعانق ۏجعها محاولا تهدئتها قائلا
اهدي متعمليش في نفسك كدا حقك عليا أنا أسف مكنتش اقصد
هدأت للحظات بعدما شعرت به يطوقها لتنتشلها كلماته و دفء وجوده من بحر العڈاب