أفاقة الطوفان
هتفضل ساكت كده كتير يا سامح عرفنا هنتصرف إزاى مع الآنسة دى
أتاهم صوت سهى و التي قالت بثقة و هي تستند بكتفها علي إطار باب مكتبهم
_ طب ما تسألني أنا وأنا هرد عليك و هفيدك كمان
تطلع الثلاثة بها و بقوتها ليرد عليها ماجد بسخرية لاذعة
_ أسألك إنتى بتاع إيه مش فاهم !
اعتدلت في وقفتها وأخذت تتطلع للغرفة وقالت بهدوء
رد عليها باسم من بين أسنانه مغتاظا من برودها و لا مبالاتها بما فعلوه معها
_ مالكيش مكاتب هنا إقعدى بكرسى جنب الحيطة وما أسمعش صوتك مفهوم
وقفت أمامه وهي تتطلع داخل عينيه بقوة متأملة ذلك الكائن المفرط الرجولة ثم رفعت حاجيها وقالت بصرامة
_ لأ مش مفهوم هتعمل إيه بقا !
يقول
_ متختبريش صبري أحسنلك لأنك هتندمي
تعالت ضجكاتها الساخرة و عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت بنظرات متحدية
_ طب ما توريني و لا إنت آخرك كلام و بس !
صاح بهم سامح وقال پغضب
_ بس إنت وهي مش عاوز أسمع حرف زيادة
ثم ترك مكتبه و إقترب منها حتي وقف أمامها كالجبل الشمخ وعيناه تختبر قوة إرادتها وتحملها لتلك النظرات الصلبة ولكنها لم تحيد بعينيها عنه فقال بهدوء و هو يطالعها بإستخفاف
هزت سهي راسها و هي تتابع حديثه بإبتسامة متسلية بينما تابع هو بحزم
_ وإلا هتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتيه و لا هتشوفيه
تعالت ضحكاتها الساخرة و اقتربت منه أكثر و هي تقول بضحكة شريرة غير مبالية
دنا سامح برأسه منها و قال وهو يطالعها بنظرة جادة ثاقبة
_ الله ده إنتى بتحديثي بقا يا آنسة إنتي !
نظرت إليه وفي عينيها مزيج من التحدى والعند وقالت
_ امممم إفهمها
زى ما تفهمها هاه بقا مكتبي
فين بقا
سارت ناحيته و جلست عليه وأخرجت حاسوبها من حقيبته وبدأت تعمل في صمت واضعة ساقا فوق الآخرى بوقاحة أشعلت غضبهم أكثر حدجها الثلاثة بتعجب ممزوج بالحنق ليخرج ماجد عن صمته قائلا پغضب
_ تصدقي إنك باردة و لا عندك إحساس و تقريبا و لا كرامة
مرر باسم يده على وجهه وقال بعصبية
_ البت دى لو فضلت معانا يوم كمان هرتكب چريمة والله
رسمت على وجهها لا مبالاة من فظاظتهم ثم نزعت سماعات الهاتف من أذنيها وتوجهت لباب الغرفة وهي تسير بمشيتها المتقاطعة الجذابة
وصوت كعب حذائها الناقوسى يلعب بقلوهم حتى خرجت من الغرفة
_ إلهى يا رب ما ترجع بس لتروح للوا فهمى وتشتكينا ليه هنتجازا و هنروح في داهية
قالها ماجد بقلق ليرد عليه سامح بثقة و هو يحك ذقنه بتفكير
_ لأ مش هتقوله حاجة البت دى عنيدة وقوية وهتتعبنا معاها بس على مين والله لهربيها وأخليها ټندم
بعد قليل عادت سهى وهى تحمل بيدها كوبا من القهوة السريعة وعلى ثغرها إبتسامة إستهانة ولا مبالاة بنظراتهم إليها ثم عادت لعملها بهدوء رن هاتف فابتسمت وهي تطالع شاشة و أجابته بسرعة
_ حبيبي يا جلجل وحشتني
وصلت كلماتها لمسامع
سامح الذي حدجها پغضب لم يدرى ما سببه ثم ضحكت وقالت بمزاح
_ وإنت كمان يا حبيبي و الله
إقترب ماجد من سامح وقال له غامزا بعينه
_ هي مش أنسة برضه و لا النظام إيه !
تابعت سهى حوارها وقالت و هي تنثر شعراتها خلف عنقها
_ لأ مش هتأخر يا حبيبي ان شاء الله إوعى تاكل من غيرى
ضحك ماجد بسخرية و قال پغضب
_ الله ده إحنا بنتقرطس يا وحوش و شكلنا بقا وحش قوى
رفعت سهى عيناها نحوه بعدما وصلت لمسامعها كلماته الچارحة و قالت
_ خلاص يا بابا ما تقلقش عليا انا كويسة هقفل دلوتي علشان عندني شغل مع السلامة
إرتاحت ملامح سامح قليلا بينما قال ماجد بإحراج
_ ده طلع أبوها إن بعد الظن إثم
وقفت سهی وعدلت من ملابسها وحركت شعراتها بدلال وتطلعت إليهم وقالت بإبتسامة ساخرة
_ بكرة تجهزولى كل الفايلز عن مهمتنا وياريت نعامل بعض أحسن من كده طالما هيفضل بوزنا في بوز بعض سلام
حملت حقيبتها وتطلعت إليهم بإبتسامة مٹيرة وخرجت منصرفة
فقال باسم بتنهيدة حارة
_ أنا صحيح مش طايقها معانا بس أطيقها مراتى خالص دی صاروخ
_ أوف عنك حق يا بسوم دى قنبلة نووية تتاكل أكل يخربتها
قالها ماجد مسبلا عيناه بإعجاب فرد سامح عليهما پغضب و هو يضغط علي ازرار حاسوبه بقوة دون ان يشعر
_ إيه يا رجالة مالكم أول مرة تشوفوا بنت يعني !
رد عليه باسم بعد تفكير موجز
_ لا شوفت بس كده بالتقفيل ده لا ما شوفتش بصراحة دي عليها بصة تجيب أجل أي راجل
صك سامح علي اسنانه و قال بحنق
_ مش شايفها حلوة يعني دى حتي منكوشة و شكلها يقرف
وارى ماجد ضحكته و قال
_ تقرف خالص
عندك حق يا سامح
عاد لعمله و هو يفكر في كيفية للتخلص من تلك البلاء الذي سقط علي رأسه دون إنذار و هو يتخيل عواقب أن تأتي معهم لمعسكر مغلق لشهور ربما
دخل مازن للنادي الإجتماعي يبحث عن أصدقائه ولم يجد مكانا يصف به سيارته تأفف پغضب حتى وجد مكانا بعيدا فارغ إقترب منه مسرعا قبل أن يجده أحد و وقف أمامه
حيث وقفت سيارة أخرى أمامه تنوى أخذه منه أخرج رأسه من سيارته وقال بصياح عالي
_ إرجع يا عم انت عاوز أركن انا جاي هنا اول
أخرجت هي الأخرى رأسها من سيارتها وقالت
_ إرجع إنت يا استاذ أنا وصلت قبلك علي فكرة
زفر بضيق وقال بعناد
_ بقولك إيه أنا مش
ناقصك ارجعي يالا
لم ترقها كلماته و لا طريقته الخالية من أي أدب أو إحترام ففتحت باب سيارتهما وترجلت منها پغضب
فتح مازن فمه ببلاهه و هو يتابع تقدمها نحوه ملاك يطير الهواء شعراته بنعومة جعلته يبتلع ريقه بتوتر إقتربت منه پغضب و وقفت أمامه وقالت و عيونها تشع ڼارا
_ مش هرجع و وريني بقا هتعمل إيه !
فتح باب سيارته وترجل منها مسرعا ووقف يتطلع إليها بجرأة مبتسمابشغف وعطرها الأنثوى يزيد من دقات قلبه
سبحت عيناه علي وجهها الفاتن التي تظهر ملامحه بوضوح و كأنها منحوتة بدقة وعيناها العشبية الخضراء تنظر له بترقب خجل من نظراته المتفحصة لها بقلة حياء
خرج عن صمته وقال بتنهيدة ساخنة
انتي قولتي ايه
رفعت حاجبها و اعادت ما قالته بعصبية
_ قولت مش هرجع و اتفضل وريني
هتعمل ايه
زادت لمعة عينيه و همس لها قائلا بمداعبة
_ هعمل خدى مداس وعدى عليه بعرابيتك عادى هو انا اطول
لاحظت كلماته المبهمة و نظراته الوقحة فأشاحت بعينيها عنه وقالت بإرتباك
_ طب إرجع علشان أركن
قطب حاجبيه وهو يتطلع لها بهيام من رأسها حتى إخمص قدميها مستمتعا بجمالها الصارخ بفستانها الأخضر القصير والذي يبرز جمال عيونها أكثر إبتسم بمكر عابث و هو يقول
_ بس بشرط
رفعت عيناها بملل و قالت
_ آاااه بدأنا شرط إيه بقا !
كان يتابع كل حركاتها بتلذذ ثم قال ببساطة
_ نتعرف أول
حدجته پغضب من وقاحته الزائدة وقالت بحدة رافعة سبابتها بوجهه
_ إحترم نفسك يا أستاذ إنت انا مش عارفة مستحملة اتكلم معاك ليه ! قليل أدب
التفتت لتعود لسيارتها فإعترض تقدمها بجسده و وقف أمامها بسرعة حاولت المرور من أمامه ولكنه في كل مرة كان يعترضها
زفرت پغضب و هي تقول بنفاذ صبر
_ بعد إذنك ابعد عني عاوزة أعدى
تعلقت أنظاره بها وقال هامسا
_ طب ما تعدى المكان واسع اهه
زادت دقات قلبها وهي تذوب داخل عينيه العسلية الجريئة الوقحة ثم قالت بتوتر
_ أعدى إزاى وإنت واقفلي كده
إبتسم مازن قائلا بلؤم
_ أنا مش واقفلك إنتى اللي كل ما أجى يمين تيجى يمين أجى شمال تیجی شمال حاسبي إنتي
كظمت ضحكتها وزفرت مدعية الضيق وقالت
_ طب إثبت إنت وأنا هعدى
إقترب منها أكثر قائلا بهيام وقد سلط عليها أنظاره الجريئة
_ ليه بس زهقتى منى
فقالت بلهجة حازمة في محاولة
للسيطرة على قلبها الهادر دقاته دون سبب يذكر
_ وباعدين بقا إحنا مش هنخلص
باغتها قائلا بمداعبة
_ ونخلص ليه بس هو إحنا لسه بدأنا
إلتفتوا على صوت بجوارهم يقول بحدة
_ سيب كريستينا في حالها يا مازن
إبتسم مازن وقال بتلهف
_ خالد انت رجعت مصر امتي عامل إيه يا معلم
احتضنه خالد و قال بحميمية
_ انا كويس الحمد لله واحشنى جدا و الله انا لسه راجع من اسبوعين
رفعت كريستينا حاجبها متعجبة وقالت بضيق
_ إنت تعرف الأستاذ ده يا خالد
أومأ خالد برأسه وقال مؤيدا
_ أيوة أعرفه ده مازن المهدى زميل دراسه ست سنين و صاحب عمرى
رفعت كريستينا عينيها بملل و قالت له برجاء
_ طب خليه يبعد عني علشان أعرف أركن عربيتي
إقترب منها مازن وقال بهمس مشاغب
_ هبعد دلوقتى بس لكن لحديثنا بقية
صعد سيارته وإبتعد بها أما هي فصفت سيارتها وإبتعدت عن المكان مسرعة
عاد مازن لنفس المكان يبحث عنها ولم يجدها ولكنه وجد خالد على مقربة منه فناداه قائلا
_ خالد إستنى عاوزك
إلتفت إليه وقال متسائلا بفضول
_ خير يا مازن!
سأله مازن بلهفة
_ مين البت دى الي انت شوفتني واقف معاها !
رد خالد عليه بتعجب
_ أول مرة تسألني على بنت عموما یا سیدی دی کریستینا بنلعب إسكواش مع بعض وعلى فكرة مؤدبة جدا ومحترمة جدا
رفع مازن حاجبه وقال مستفهما
_ هي مسيحية!
أومأ خالد برأسه
و قال
_ أيوة مسيحية
مرر مازن أنامله في شعراته و هو يفكر بشرود
عادت فريدة من عملها مرهقة ترجلت من سيارتها فوجدت أدهم مستندا على
حائط المنزل في إنتظارها إبتسمت له وإقتربت منه قائلة
_ واقف كده ليه !
رد عليها أدهم مسرعا
_ بستناکی
إبتسمت بهدوء وقالت وهي تنتظر كلماته الساحرة والتي تغذي أنوثتها
_ وبتستناني ليه !
قرر أدهم أن يروى غرورها بكلمات تسعدها فقال لها بهمس
_ علشان وحشتيني و اليوم كان ممل جدا من غيرك و لأني عاوز أعوض كل لحظة بعدت عنك فيها
إبتسمت بخجل فاعتدل في وقفته وقال و هو يطالعها بنهم
_ كل يوم بتحلوى أكتر من اللي قبله في كده
قالت وقد إرتبكت قليلا من خجلها
_ يوه يا أدهم بقا
شعر