أفاقة الطوفان
تعرفها
رفع حامد سماعة هاتفه وأجرى إتصالا وبعد ثواني دلفت فريدة لمكتب حامد و التي ما أن وقعت عيناها على أدهم حتى تعجبت قائلة
_ أدهم
رفع حامد حاجبيه بتعجب وقال
_ إنتوا تعرفوا بعض!
إبتسم أدهم وقال معرفا و هو يطالعها بحب
_ دى فريدة المهدى بنت عمى وخطيبتي
ضحك حامد ضحكة عالية وقال
رد أدهم قائلا بإمتنان
_ الله يبارك في حضرتك يا دكتور كلانك وسام علي صدورنا و الله
وجه حامد حديثه لفريدة قائلا
_ فريدة ممكن تجهزي كل الملفات الخاصة بشركة الأغذية لأن أدهم هيمسكها وبما إنكم قرايب ده هيسهل عليكم الشغل
_ تحت أمرك يا دكتور
ثم تطلع بأدهم و قال
_ ومش هيحتاج منك أيام كتير يا أدهم مش كده !
رد عليه أدهم بثقة
_ تحت امر حضرتك بعد إذنك
خرجا من عنده في صمت حتي وقفت فريدة أمام المصعد فسألها أدهم بتعجب
_ إنتي رايحة فين إرجعي كملي شغلك يالا
إلتفتت إليه و هي تبتسم برقة و قالت
بادلها إبتسامتها حتي توقف المصعد أمامه ففتحه و أشار لها بذراعه أن تدلفه دلف ورائها و أغلق الباب و ضغط زر الدور الأرضي و إلتفت إليها مقتربا منها عادت خطوتين للخلف حتي إصطدم ظهرها بالمصعد و قالت له بتعجب
_ انت بتبصلي كده ليه ! في إيه
حاوطها بذراعيه و قال بنبرة حازمة
_ تحت أمرك يا أدهم
_ شطورة يا قلب أدهم و نن عينه و الله
أشارت له بعينيها علي باب المصعد خلفه و قالت
_ الأصانصير
وقف يالا بينا
دلف مازن لصالة الإسكواش باحثا عن ملاكه الشارد بتلهف حتى وجدها تتمرن مع مدربها إكتفى بالتطلع إليها بشغف وإشباع عينيه بصورتها البديعة بملامحها الهادئة وبياضها المشع وعيونها الحزينة الدافئة
لاحظته كريستينا جالسا في هدوء يتابعها دون ملل فتطلعت إليه بنظرة لا تحمل أي تعبير يذكر لكنه كان مستمتع بنظراتها البريئة الحزينة
لأول مرة يشعر بهذه الدقات المتقطعة لقلبه كأنه يدق على سطر ويترك سطر ولكن ما ألذ هذا الشعور الغريب الذي صاحب رؤيتها و وجودها و تلك الهالة التى تحيطها
عاد سامح ورفاقه بعد أربع ساعات غياب عن
مكتبهم فوجدوا سهى مازالت تطالع السديهات بشغف دون ملل أو كلل حدجها سامح بتعجب من جلستها المغوية واضعة ساق فوق ساق ببنطال بدلتها الضيق المثير رغم طول السترة نسبيا معلنا عن أنوثتها الطاغية
ولكنه تعجب أكثر كيف لها هذه المقدرة الصلدة فهى تتحدى ساعات العمل الطويلة دون أن يبدو عليها الإرهاق أو الاستسلام
إقترب منها باسم وقال متعجبا
إنتى لسه هنا بتعملى إيه يا بنت إنتي !
خلعت نظارتها وشبكتها بشعر انها الغوغائية حيث تركت آثارا حمراء على أنفها وقالت بتعب
_ ليه هي الساعة بقت كام !
أجابها ماجد بقلق
_ الساعة خمسة هتروحي لوحدك إزاى دلوقتى!
وقفت وقالت بإرهاق وهي تلملم أشيائها بسرعة
_ السواق اللي بيجبني أكيد هيروحنى مش هيسيبني و يمشي يعني في الصحرا دى
للحظة تعلقت عينى سامح بعينيها والذي كان يتطلع إليها بنظرة تعاطف على حالها المرهق والمثير بنفس الوقت كم يحزنه رؤية هاتين العينين العسليتان وهما تحيطهما هالة حمراء من التطلع لشاشه الحاسوب لمدة طويلة
تنهد مطولا وقال في نفسه
یا رب ساعدني وثبتني قدام عنيها دي هي البت دى عملت فيا إيه ليه بضعف كده قدام عنيها اللي تجنن دی!
و كأنها قرأت ما يجول بخاطره فوارت إبتسامتها ولملمت أشيائها وعدلت من ملابسها
وقالت بإبتسامتها المٹيرة
_ يالا سلام يا رجالة أشوفكوا بكرة
تركتهم وخرجت مسرعة وقفت في نفس المكان وتطلعت بساعة معصمها و هي تشعر بضيق و قالت پغضب
_ معقول سابني ومشي ! هعمل إيه أنا دلوقتي
سألت عنه فقيل لها أنه سيعود عما قريب مرة أخرى و عليها بالانتظار زمت شفتيها بضيق و وقفت تتطلع حولها بملل
بعد دقائق وقفت أمامها سيارة جيب عالية حديثة لاحظت باسم الجالس بجوار السائق فإبتسم إليها بود وقال
_ سهى لو خاېفة تتأخرى إركبي نوصلك لبيتك
ردت بسرعة
_ لا شكرا
صاح بها باسم قائلا
_ إركبى يا بنتى ما تخافيش هتقفی هنا لوحدك لغاية إمتى الدنيا بدأت تليل
ردت بابتسامة هادئة ممتنة
_ السواق زمانه جای وهيوصلنی متقلقش
خرج سامح عن صمته وقال بعصبية
_ إركبي بقا وإخلصى ولا لازم نزعق يعني
تطلعت حولها بلا مبالاة وقالت بصوت ساخر
_ خۏفت أنا كده وهركب على طول
زفر سامح بضيق وقال
_ أستغفر الله العظيم إركبى بدل ما أنزل أشيلك هيلا بيلا وأرميكي في الشنطة ورا و أطلع علي جتتك القديم و الجديد
تطلعت حولها پخوف من أن تكابر و يتركوها و تظل في تلك الصحراء الجرداء بمفردها و بعد أن تسلل الخۏف لقلبها تنازلت هذه المرة عن كبريانها و صعدت السيارة
وقف ماجد بسيارته بجوارهم وقال متعجبا
_ إنتوا لسه واقفين ليه!
لاحظ سهى الجالسة بالخلف فقال بإبتسامة مشاكسة
_ الدنيا حظوظ القمر إتنازل وساب السما وركب معاكم
لم يعره سامح إهتمام وإنطلق بسيارته ساد الصمت طويلا حتى رن هاتف سهى فردت مسرعة
_ أيوة يا مازن لا أنا في الطريق يا حبيبي معلش كان عندى شغل كتير ما تقلقش عليا بقا يالا
سلام
تابع سامح حوارها پغضب وعادوا للصمت مرة أخرى بعد دقائق أخرى رن هاتفها فردت مسرعة مجددا
_ أيوة يا أدهم خلاص أنا في الطريق لا كويسة الحمد لله يا راجل عموما مش هتأخر تسلملي يالا سلام
زاد ڠضب سامح منها أو بالأحرى غيرته وقال و هو يتطلع إليها في مرآته الامامية
_ إيه يا بنتى إنتي مش عاتقة مرة أدهم ومرة مازن إهدى بقا
وخزه باسم في ذراعه و قال بلوم
_ عيب يا سامح ما يصحش كده انت مالك يا أخي تطلع به بحدة و قال
_ ما إنت شايف بعينك تقفل مع ده تكلم ده و حاجة آخر مياصة و الواحد مالوش خلق
عقدت ذراعيها و تطلعت بالطريق و قالت بصوت واهن
_ سيبه يا باسم يقول اللي هو عاوزه أنا تعبانة جدا ومش هرد عليه
ساد
الصمت مرة أخيرة ورن هاتفها مرة أخرى فردت بنبرة فاترة
_ أيوة يا أدهم لا قربت من البيت خلاص لأ مش مع السواق مع الرائد سامح والرائد باسم أيوة زملائي لأنه إتأخرت عالسواق و مشي تمام سلام
زفر سامح بضيق وقال
_ أتزفت يمين
أجابته بتعب وقالت بإستسلام
_ أيوة آخر زفت على إيدك اليمين
حدجها پغضب مرة آخرى في مرآة السيارة فإبتسمت بغرور لذيذ وهي تطالع نظراته الملتاعه عليها ثم لاحظت إبتسامة عينيه المخفية فخفق قلبها بسرعة وزادت إبتسامتها فحتي لو كانت إبتسامة ساخرة إلا و أنها لامست شيئا بها
إقترب سامح بسيارته من منزلها كما وصفت له فهدئ من سرعة السيارة حتى وقفت ترجلت سهى من السيارة وبإنتظارها أدهم ومازن
ترجل سامح أيضا فقالت سهى بإبتسامة واسعة و هي تقترب منهما
_ أخباركوا إيه يا شباب
رد مازن وهو يتطلع إلى هيئة سامح المرعبة
_ أخبارنا بنستناکی
أشارت سهى لسامح وقالت معرفة
_ حابة أعرفكم بالرائد سامح بنشتغل على قضية سوا ولما الوقت إتأخر وصلنى
صافحه مازن بود وقال بود
_ أهلا وسهلا بحضرتك نورتنا أنا مازن أخو سهى
إبتسم سامح بخجل وقال بإحراج
_ أهلا وسهلا
تعجبت سهى من إبتسامته الساحرة و التي لأول مرة ترى هذا الجدار البشرى يبتسم كباقي البشر الطبيعيون لتزداد وسامته فيزداد إعجابها به
صافحه أدهم وقال بجدية
_ أنا دكتور أدهم المهدي محامي وإبن عم سهى وأخوها الكبير
زاد خجل سامح وقال
_ فرصة سعيدة يا دكتور معلش مضطر امشي بعد إذنكم
_ لا إزاى إتفضلوا نشرب حاجة سوا إحنا صعايدة ونفهم في الأصول كفاية تعبتوا نفسكم و وصلتوها لهنا
قالها أدهم بود فرد سامح مسرعا
_ معلش مرة تانية إن شاء الله بعد إذنكم
ركب سيارته وفي نظرة خاطفة لسهى إعتذر لها لاحظ أدهم هذه النظرة السريعة البريئة فابتسم هدوء وقال مقتربا منها
_ عرفت أنا يعنى إيه أنا جنبهم في الكى جى
ثم رفع حاجبا و أخفض الآخر و قال بتعجب
_ بتتعاملي معاهم إزاى دول !
ردت عليه سهى بثقة
_ تصدق بالله أختك عاملة راسها براس الهضبة ده ومش بسكتله عن أي حاجة مش عجباني
فقال لها مازن متعجبا
_ يا قلبك يا شيخة ده أنا كنت هضربله تعظيم سلام زى العساكر و هو ماشي من هيبته
ثم طالعها بنظرة شك وسألها بقلق
_ دول معقول ظباط داخلية دول شبه
ظباط الجيش ظباط الصاعقة كده
إبتلعت سهى ريقها بصعوبة من خۏفها أن يكتشف مازن سرها فقالت وهي تدلف للمنزل مسرعة
_ أخبار القاعدة إيه وحشتنى لمتنا و الله
تطلع مازن بشك لأدهم الذي قال له بتعقل
_ يا عم دول باين ظباط قوات خاصة عادى يعني
هز مازن كتفيه بتسليم و دلفوا ورائها بينما قالت سهي بحماس عندما
لاحظت إجتماع جميع الشباب
_ متجمعين عند النبي يا شباب إن شاء الله
فقالت لها فريدة پغضب و هي تفترش مفرشا كبيرا علي الطاولات المتراصة بجوار بعضها
_ إتأخرتي ليه يا سهي كده قلقتينا عليكي
أجابتها سهي وهي تلقى بجسدها على أقرب مقعد
_ معلش يا ديدة إنشغلت في شغلي وما حستش بالوقت و الله
سمعوا آذان العشاء يصدح حولهم وقف الشباب فقال أدهم متحمسا
_ جهزوا بقا
كل حاجة على ما نصلي ونرجع يا بنات
ردت عليه حياة مسرعة
_ ما تقلقش وراك رجالة يا أدهم
زفرت فريدة بضيق وقالت بعدما خرجوا و هي تطالعها بإشمئزاز
_ أستغفر الله العظيم عالتلزيق بقولكوا إيه تاكلوا بيتزا !
ردت مى بسرعة و هي ترص الأكواب
_ هو ده الكلام وعاوزين بيبسى وشيبسى وشوكولاته ولب وفول
قاطعتها سهى قائلة و هي تحمل حقيبتها و تقف
_ حيلك حيلك إيه كل ده
وقفت فريدة بجوارها وقالت و هي تلف ذراعها حول كتفيها
_ مالكيش دعوة بيها يا سو ماشي يا بكابوظة أنا هجيبلك كل اللى عوزاه
هاتفت فريدة والدها فألقي لها من النافذة مبلغ مالي فإلتقفته و أخذت تحصيه و هي تقول
_ أنا هروح أجيب العشا حد عاوز حاجة تانية
ردت حياة واضعة ساق فوق ساق بغرور
_ هاتيلي بيتزا مارجريتا
رفعت فريدة عينيها بملل