غابة الذئاب و السحر الأسود فاطمة الألفي
عليه مواجهته وخوض المعركة والفوز بقلبها لكي تعود إلى أحضانه وينسى الماضي ينسى كل ما فعله من تجاهل مشاعرها بالسابق عليه الآن إن يتضرع من نفس الكأس الذي أذاقها منه سابقا..
الإصرار والعزيمة هما ما يؤديان إلى تحقيق النتيجة المرجوة من شيء ما فقد نرغب في خسارة مقدار من الكيلوجرامات واكتساب كتلة عضلية لكن لا نتمتع بقدر كاف من العزيمة لإكمال عملية الوصول لتحقيق الهدف لذا فإن الرغبة العميقة في المواصلة تجعلنا مثابرين ومصرين على استكمال الطريق وتمنحنا الطاقة والتركيز اللازمين لمواصلة الطريق الذي قد بدأناه بالفعل وإذا أدرك الشخص في أي وقت أن الهدف لم يصبح مهما بهذا القدر وأن رغبته لم تعد قوية كفاية فسوف يتلاشى إصراره ويكون من الصعب الحفاظ عليه حينما يواجه عقبة مهما كانت بسيطة.
سيران لماذا أنت هنا ولما تركتي البطولة
تبسمت له بحب وقالت بصوت شغوف يملئه السعادة والأمل معا
لقد حصلت على لقب بطلة العالم في الإسكواش لهذا العام يا صغيري
فتح فاه بدهشة وحك مؤخرة عنقه وهو يقول
كيف حدث ذلك ايعقل أن أكون نمت كل هذا
ضحكت سيران وقالت وهي تربت على ضهره بحماس ثم هتفت بمرح
ظن انها تمزح بحث عن هاتفه ليجده أعلى الكومود وتطلع لتاريخ اليوم ثم قال بدهشة
حقا أنه يوم أخر غير اليوم الذي نمت به ولكن لماذا لما أتذكر ما حدث بتلك الفترة وما مر على حياتي هذه الأيام الماضية
هنا تدخل لاواي وقال بصوت رخيم
كنت تعاني حمى وحرارتك مرتفعه والتزمت الفراش هذه الأيام الان لا ترهق عقلك بالتفكير زال البأس
هذا لاواي صديقي وطبيب أيضا سهر على مداوتك يا شقيقي
عاد سادم ينظر له ثم هتف مرحبا به لتقطع ريم حديثهم قائلة وهي تنهض عن الفراش وتستعد لمغادرة الغرفة هاتفة
سوف أحضر طعام الإفطار بنفسي اليوم هيا أستعدوا
بعدما غادرت والدتهم نهض سادم هو الآخر بنشاط ودلف للمرحاض فتركته شقيقته وغادرت الغرفة هي ولاواي التي طالعته بامتنان فقد صدق وعده ولا زالت غافلة عن ما قدمه لشقيقها بعدما صارحها بالحقيقة الكاملة جعلها تنسى كل شيء لكي لا تخاف منه
وقالت له مبتسمة
اشكرك لاواي على كل ما قدمته لي ولعائلتي حقا أنت صديق رائع
بادلها البسمة بنظرات
عاشق ولهان وهمس بصوت عذب رقيق يدغدغ أوصالها ومال على أذنها
أنت التي سحرتني بجمال طلتها الخلابة سيرو أنا متيم بك
جال بذاكرتها تلك الجملة تتردد على مسامعها ولكن بنبرة صوت مختلفة
سيرو أنا متيم بك.. أشتقت لك سيرو.. اعشقك سيرو يا فاتنتي الشرقية
أغمض عينيها ورفعت كفيها تسد أذنيها عن الصوت الذي يتردد داخلهما باصرار وظلت تهز رأسها بعدم تحمل ثم هوى جسدها باحضان لاواي التي حال بينها وبين الأرض ولا يعلم بماذا أصاب ساحرته الانسية.
نفث الهواء بوجهها وتلاشت خصلاتها أثر الهواء الذي ينفثه أمام وجهها يجعلها تفيق وعندما فتحت عينيها لم ترا وجه لاواي ولكنها رأت وجه أخر لشاب في نفس عمره يبتسم لها بسماجة وهو يردد قائلا
أشتقت لك سيرو
قالت بصوت حائر
من أنت
أزدادت اتساع أبتسامته وظهرت نوابذة قائلا بغمزة
سادم حبيبك سيرين إلا تتذكريني
ظلت تهز رأسها بهسترية وصړخت بوجهه قائلة بحزم
أنا سيران لست ب سيرين... أنا سيران سيران
الفصل الثالث عشرإركالا.. إله المۏت
فتحت عينيها بوهن لتجد نفسها داخل غرفتها ولاواي جالسا بجوارها على طرف الفراش يطالعها بقلق ينتظر إفاقتها.
دارت بمقلتيها داخل الغرفة ثم أعتدلت بجسدها لتجلس بالقرب من لاواي وتقص عليه ما راءته بحلمها أخفى عليه توتره بسبب ذاك الحلم فهو كان على دراية مسبقة بأن جدتها سيرين كانت تعشق طبيب التشريح ومنذ ان وجد القلادة وهو علم بكل ما حدث بالماضي وأراد أستغلال تلك التميمة لصالحه.
حاوطها بخفه بين ذراعيه وربت على ظهرها برفق وهمس بصوت حاني لكي يجعلها تنسى ذلك الحلم الذي سيفسد عليه الكثير فشخص سيران لن يهدا لها بال إلا وهي على علم بكل شيء ولابد وأن والدتها سوف تقص عليها الماضي فهي لم تدرك كل ما حدث مع الجدة سيرين.
قال لاواي مازحا لكي يجعلها تنسى الحلم الذي راودها
هيا انهضي من فراشك ام روح تشارلي غادرت جسد سادم لتسكن جسدك حبيبتي
تبسمت له ثم هتفت بتسأل
أخبرني ماذا فعلت لكي تغادر الروح الشريرة جسد شقيقي
بدالها البسمة وقال بغرور متصنع وهي يهندم من ياقة قميصه
أنه سر من أسراري الخفية
إلا تخبرني اسرارك تلك شخصيتك المبهمة الغامضة
رفع كفه ليربت بحنو على وجنتها وقال بهدوء
لا تستعجلين حبيبتي سوف أعلمك بكل شيء حين يحين الوقت المناسب أعدك حينها سأكون
هزت رأسها بايماءة خفيفة ثم نهض عن الفراش واستقامت في قوفتها وقالت
هيا نذهب إلى وليمة الإفطار التي ستعدها والدتي بنفسها من أجل سلامة صغيرها المدلل
سار جانبها محاوطا بكتفها منما جعلها تنظر له بدهشة وقالت
هل تتحرش بي يا هذا
اعتذر حبيبتي ولكني أود وضعك داخل أحضاني في كل لحظة تمر بعمري وأنا معك
هل انت صادق بمشاعرك فلم نلتقي إلا منذ أيام قليلة كما أنني خارجة من قصة حب فاشلة
قال بضيق
لا تقولي قصة حب الذي حدث بينك وبينه لم يكن حبا على الإطلاق الذي يحب لن يخذل ولن يخون هذا كان مجرد تعارف ليس إلا ارجوك تنسي ذاك الشخص
حسنا ولكني لن أعدك بشيء الآن
لا أريد منك سوا أن تبتسمي وتسعدي بوقتك واعدك لن متطفلا ولن أطلب منك المزيد بعلاقتنا سادعك تحصلين على القدر الكافي من التفكير وأشعر بالتجاوب أيضا قلبي يحدثني بانك تكني لي مشاعر حقيقية تنمو داخلك وهذا يجعلني أمتلك العالم بأسره.
لا تعلم كيف تجيبه هي حقا تشعر بمشاعر أعجاب اتجاهه ولكنها تخشي ان تكون تعلقت به مجرد فراغ عاطفي بعدما تركت خطيبها كارم ولا تود نسيانه بشخص أخر.
الټفت العائلة بفرحة عارمة حول مائدة الطعام وسعداء بصغيرهم الذي أسترد صحته وفاق من توهانه وأصبح بخير وكان الفضل يعود إلى لاواي
طالعها لاواي بود وقال انه فعل الصواب وهذا عمله
سمح له مراد والد سيران ان يظل في ضيافتهم لحين عودته إلى بلدته وهو سعيد بوجوده وسط عائلته وافق لاواي من أجل أن يظل بجوار محبوبته كما حدثه سادم بأنه سيتجول معه داخل شوارع القاهرة ويعرفه على كل ركن من ضواحيها ويجعله لن ينسى المدة التي سيقضاها هنا ولن تكون تلك المرة الأخيرة فسوف يعاود تكرارها كثيرا.
كانت تشاهد ما تفعله عائلتها بصمت ولكنها مبتسمة بالالفة التي طارأت على عائلتها والمحبة التي يحدثون لاواي بها وكان بينهما تمازج عجيبا كما لو أنه فردا من العائلة..
الصغيرة وجرتها خلفها ثم تركت منزلها لتسير على الأقدام بخطوات واثقة تلحق بالمواصلات العامة ثم أستقلت الحافلة لتقلها إلى الحي السكني العريق الذي يوجد به الفيلا التي ستعمل بها مرافقة للجد عزيز منذ تلك اللحظة.
تنهدت زينة بهدوء وهمست داخلها ب بصيص من الأمل يراود عقلها بأن القادم سيكون أفضل لحياتها وحياة أسرتها وسيتحسن دخلهم
وهي فرصة لا تعوض كل ما عليها أن تفعله هو مجالسة الجد والإهتمام به وبمتطلبته فقط وقررت ان تتجاهل ذاك البغيض الذي يدعى تميم..
وقفت الحافلة في مكانها المخصص لكي تترجل الركوب منها فاقت زينة من شرودها وترجلت هي الآخرة وهي تسحب حقيبتها لكي تسير وتغادر المكان سيرا على الأقدام فتلك المنطقة الراقية لا تذهب إليها الحافلات تقف عند مكان محدد ووجب عليها ان تستقل بسيارة أجرة تصله للعنوان المنشود.
وبعد بضع من الوقت اتت سيارة وصفها السائق أمامها على الفور ولجت لداخلها وهي تخبره بالعنوان التي هي ذاهبة إليه.
وصلت لوجهتها ثم أعطت السائق نقوده وترجلت من السيارة وهي تمسك بحقيبتها وتدلف لداخل الحديقة ومنها إلى باب الفيلا وقفت قليلا تسترد أنفاسها المضطربة ثم رفعت اناملها لتضغط زر الجرس وعادت تطلع للباب بصمت ريثما يفتح لها..
كان تميم بشرفة غرفته يهاتف السكرتيرة الخاصة بمكتبه داخل شركة والده وراء الفتاة وهي تدلف الحديقة تبسم بمكر ثم أغلق الهاتف وقرر اللعب معها ومشاكستها من الآن..
غادرت غرفته في عجاله وظل يملي على الخادمة بعض الأوامر لكي يلهيها عن فتح الباب وتظل زينة واقفة مكانها تتأفف بضجر بسبب تجاهلها.
بعدما سامت زينة وخارت قدميها وضعت كفها دون أن ترفعها عن الجرس واحدثت ضجة قوية داخل الفيلا
فتح لها الباب وتعانقت نظراتهم في ضيق وڠضب منها اما عنه فقد كان يرمقها بلامبالاة وبسمة انتصار تشق صدغيه
ولجت لداخل بعدما تعمدت أسقاط الحقيبة على قدمة بكل حدة وڠضب ليتاوه بغيظ ثم قال متوعدا لها
سوف ألقنك درسا لن تنسيه طوال حياتك
لم تعطية اهتمام وسارت بثقة وهي تهتف قائلة
لن اضيع من وقتي في العبث معك أيها المدلل أين الجد عزيز
قبل أن يفتح فاه ويوبخها اتت جميلة ترحب بها وتشكرها على قدومها ثم اصطحبتها لتخبرها بمكان غرفتها
ركل تميم الحقيبة بغيظ وقال
تتحدث معها لو انها وجدت كنزا ثمينا
حاول كارم التغلب على حزنه وقرر عدم اليأس والتسليم بالانهزام فيظل يحاولا مرة وأثنان وعشر إلى أن يحصل على معشوقته وتعود لاحضانه ثانيا.
يعلم بوجود ميلا بالنادي وذهب اليه ينتظر قدومها على أحر من الجمر يريد التحدث معها من أجل مساعدتها في عودة سيران اليه ثانيا..
وضع نضارته الشمسية والتقط الصحف التي أعلى الطاوله سيشغل نفسه بالتصفح ريثما تأتي ويلتقي بها.
تبسم بحب عندما وجد صورة سيران على