الجمعة 29 نوفمبر 2024

و بها انا متيم أمل نصر

انت في الصفحة 39 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز

أنه في مصلحتها هي كي تتمكن من استغلال هذه النقطة جيدا بها ولكنها ورغم ذلك تغيظها فهي تذكرها ببدايتها قبل أن يدهسها قطار الواقع المر ثم تفيق لنفسها وتعرف كيف تستغل إمكانياتها جيدا من أجل مصلحتها وفقط
بقولك ايه يا مودة حاولي تخففي من قولة انا غلبانة وحظي قليل والكلام ده ياختي مش كل الناس عندها مرارة. 
قصدك ايه
سألتها مودة بعدم فهم فهتفت الأخرى تجيبها وهي تنهض واقفة عن طرف الطاولة التي كانت تجلس عليه 
قصدي ان اجيبلك من الاخر يا ست مودة لو عايزة تسهري يا حبيبة قلبي انا ممكن اساعدك واتصرف في فستان لكن لو مش عايزة...
قاطعتها مودة بلهفة مرددة
عايزة والله عايزة .
بتنهيدة وابتسامة خفية ردت تجيبها قبل أن تلتف لتتركها
خلاص اعملي حسابك ع السهر وسيبي الباقي عليا .
قالتها وتحركت قليلا ثم استدرات سريعا متابعة
وشوفي كمان لو صاحبتك هتنضم معاكي انا برضو سدادة معاها حتى لو هي كارهاني من غير سبب.
قصدك على صبا 
سألتها فردت تجيبها ميرنا بطيبة مصطنعة
يعني هيكون مين غيرها يعني عشان تعرفي بس بمعزتك عندي انا مستعدة اساعدها واساعدك واجيبلكم فساتين تليق عليكم حكم انا اعرف واحد صاحب أتيله مشهور هنا بيأجر فساتين اقدر بقى اتصل بيا واخليه يبعت لنا هنا كذا فستان واحنا ننقي منهم زي شغل الهوانم بالظبط.
هوانم!
صاحت بها مودة لتتابع بلهفة 
انتي بتتكلمي بجد طب ومين بس اللي هيدفع تمنهم ما انتي عارفة البير وغطاه يا ميرنا
تخصرت الأخرى لتقول بزهو
ما تفهمي يا بت بقى وبطلي عبط بقولك الراجل معرفة يعني مش هخليكي تدفعي مليم دا مراته تبقى صاحبتي يعني هي اللي هتجيبهم بنفسها كمان .
كمان !
أيوة يا ختي أمال ايه أنا مش قليلة في البلد دي يا عنيا
وزيادة في الجدعنة كمان مستعدة اميكجكم انتو الاتنين واظبطكم على حق .
بغبطة تغمرها رددت مودة 
يا لهوي ياما دا انتي كدة حلتيها من كله .
تبسمت الأخرى لتقول بانتشاء قبل تلتف وتغادر
يالا بقى عدي الجمايل. 
تسمرت مودة تتابعها حتى اختفت لمدة من الوقت استغرقتها لتستوعب ثم هللت بفرح غامر.
ايوه بقى .
على مكتبها كانت منهمكة بالعمل على أحد الملفات نظرا لانشغال رئيسها في الترتيبات النهائية للحفل الكبير في هذا اليوم الاستثنائي ودت لو تخرج لتشاهد ما يحدث ولكنها لا تجد الفرصة لتراكم المطلوب منها تأديته
شوفتي اللي حضر من شوية يا صبا.
هتف بها شادي وهو يقتحم الغرفة بخطواته السريعة كالعادة رفعت رأسها عما تفعل لتسأله
مين اللي حضر
بابتسامة صافية شاكسها بفعل تفاجأت به وكأنه يغيظها
عمر دياب وانا سملت عليه بنفسي .
شهقت بصوت كتمته على الفور حتى جعلته ينطلق بضحكة رجولية مجلجلة لأول مرة تسمعها منه لدرجة أعجبتها في البداية قبل أن تستدرك لتخاطبه بلوم
طب ليه مندهتنيش مش انا المساعدة بتاعتك برضوا مفتكرتنيش ليه ساعتها
أكمل ضحكاته بصوت مكتوم وهو يراقب عبوس وجهها وڠضب حقيقي ارتسم على ملامحها لتطرق رأسها مغمغمة بإحباط
ما هو انا لو كنت بتابع الشغل برا المكتب مكنتش راحت عليا الفرصة دي انا كدة عارفة حظي.
أشفق يخاطبها
لدرجادي زعلتي يا صبا
رفعت عينيها تجيبه بتماسك واهي
مش حكاية زعلانة يعني بس انا بصراحة حاسها فرصة حلوة أوي اني اقابل المطرب المفضل عندي أنا مبروحش حفلات ولا بخرج عشان والدي وتحكماته. 
طب واللي يخليكي تسلمي عليه بإيدك وتحضري كمان حفلته. 
قالها شادي لتهتف به
بجد يعني انت ممكن تعملها صح 
بابتسامة رائقة وكأنه شخص اخر غير جارها الذي تعرفه
اه يا صبا ممكن اعملها هخليكي تسلمي واعرفه بيكي وقت الحفل الخاص في الفندق ولو عايز اكلم والدك واخليكي تحضري حفل الجمهور برضوا ممكن اتصرف واعملها. 
مش معقول!
هتفت بها وهي تقف عن مكتبها لتتابع بلهفة
أصل ابويا ممكن يرفض اني اتأخر برا لوحدي حكم انا عارفاه .
تبسم لها يقول بلطف
ومين قال إن هتبقي لوحدك أنا ممكن اتصل على رحمة تظبط الدنيا هناك معاه .
هتفت بفرح
رحمة! 
تبسم يردد خلفها بمرح وهو يتناول أحد الملفات 
أه يا ستي رحمة أنا هروح دلوقتي اشوف اللي ورايا وانتي كملي اللي معاكي وان شاء الله متيسرة

اسيبك بقى.
قالها وخرج ليتركها تنظر في أثره باندهاش تستعيد بذهنها صوت ضحكته الرنانة وجهه المضيء وهو يحدثها ويغيظها ثم رغبته أن يحقق لها أمنيتها تشعر بأنه ترى شخصا اخر غير الذي تعلمه أو ربما هي كانت لا تعلمه وهذه هي الشخصية الحقيقية لشادي جارها الذي لم يعد غريبا بعد الان.
صباح الخير.
هتفت بها مجيدة وهي تطرق بخفة على باب الغرفة المفتوح فردت شهد والتي كانت جالسة تتابع مع الممرضة التي تنزع عنها ابرة المحلول من يدها
صباح الفل يا ست مجيدة اتفضلي. 
خطت الأخيرة لداخل الغرفة مرددة
يزيد فضلك يا حبيبتي عاملة ايه بقى النهاردة
ردت شهد بابتسامة مشرقة
الحمد لله بخير أكيد بس انتي ايه اللي جايباه في إيدك ده
قالتها مشيرة نحو باقة الورود التي تحملها بيدها الأخرى ف اقتربت منها لتقدمها لها قائلة بمرح
دا ورد للورد .
تناولت منها بابتسامة تحاول إخفاءها لتقول بحرج
يا نهار أبيض ولزمو إيه تكلفي نفسك بس
ردت مجيدة وهي تجلس على الكرسي القريب منها
مفيش تكلفة ولا دياولو أنا مش شرياه اساسا دا زرع ايديا اللي براعيه كل يوم إن مكانش يطلع للغالين هطلعوا لمين بقى
غالين!
رددتها شهد بشعور من الفرح يغمرها فهذه أول مرة تفاجأ بهدية رائعة كهذه ومن امرأة كمجيدة التي تذكرها بأفعالها بحنان أبيها الذي تفتقده وقد كان يعوضها عن افتقاد والدتها قبل أن يتركها هو الاخر ثم تأتي مجيدة وتصنفها بالغالية رغم المعرفة القليلة بها
بس الورد دا كذا نوع ما شاء الله عليكي دا انتي باينك عاملة جنينة. 
قالتها شهد حتى لا تبدو غير طبيعية بلهفتها على الورود تبسمت مجيدة تجيبها بزهو
هي فعلا جنينة بس جنينتي أنا اللي على قدي زرعاهم في البلكونة بتاعة الصالة أصلها واسعة ومختلفة عن باقي الغرف احنا مش اغنيا بس ولله الحمد حالنا حلو وبنعمل اللي احنا عازينه عشان نعيش كويس واهم حاجة للعيشة الكويسة هي إن البني ادم يستمتع بهوا نضيف أو ريحة جميلة تعبي صدره ساعة عصرية في الروقان أو وقت الڠضب عشان ينسى همه..... هي لينا فين صحيح مش شايفاها يعني ولا يكونش خرجت
لا هي مخرجتش ولا حاجة دي دخلت الحمام عشان تجهز أصل الدكتور صرحلي بخروج وانا دلوقتي مروحة.
قالتها شهد لتعقب مجيدة بارتياح
يا ما شاء الله يا قمر أيوة بقى هو دا الخبر الجميل.
الحمد لله على كل حال.
تمتمت بها شهد بعدم تركيز وهي تسنتنشق رائحة الورود كل واحدة على حدة.
فسألتها بفضول
عجبوكي
أوي الباقة نفسها شكلها جميل ومتنسقة حلو بنظام.
زوقي يا قمر.
قالتها مجيدة لتتابع بفخر
عشان تعرفي بس إن انا استاذة في كله.... وخصوصا في الزوق بعرف انقي كويس جدا
قالت الأخيرة بقصد وعينيها تتبع لينا التي كانت تخرج من حمام الغرفة بعد أن عدلت هيئتها انتبهت لها الأخيرة لتقترب منها وتلقي التحية
صباح الخير عاملة ايه يا ست مجيدة
صباح الفل كويسة يا قلبي وعال ها بقى كنت عايزة اسألك لو حد من المسؤلين هنا ضايقك بعد ما مشينا
قالتها مجيدة بمكر لتجيبها الأخرى بانفعال كعادتها
حد فيهم يقدر يمنعني كلها كانت محاولات ع الفاضي انا دماغي جزمة اوي لما بصمم على حاجة.
ضحكت مجيدة بصوتها الرنان لتشاكسها
انتي مشكلة جامدة يا لينا بتفكريني بفرسة جامحة ما يقدر يرواضها غير خيال.
قالتها بمغزى لم تفهمه لينا والتي اتجهت بعد ذلك لشهد تخاطبها
ها يا قمر جاهزة بقى عشان نخلص إجرائتنا ونروح. 
الإجراءات خلصت.
هتف بها حسن وهو يدلف لداخل الغرفة ليتابع
انا خلصتهم بعد ما فهمت من الدكتور اللي متابع لحالتك كل حاجة.
سألته شهد 
قصدك إيه
اقترب يقبل رأس والدته بحركة اعتيادية كتحية لها قبل ان يجيب
قصدي الراحة النفسية يا شهد ريحي أعصابك شوية وخدي وقت مستقطع من الشغل وكل اللي وراكي.
تبسمت صامتة بلغة فهمها على الفور وهي عدم الأنصياع للتعليمات فتوجه بخطابه نحو لينا 
ما تكلميها انتي يمكن تسمع كلامك .
رددت الأخيرة بيأس
تسمع كلام مين دا انا لو بأدن في مالطة يمكن كنت جيبت نتيحة دي مفيش منها فايدة صدقني .
ربنا يهديها.
عقب بها حسن يشاكس شهد لتضيف عليه مجيدة
ويريح بالها ويرزقها باللي يستاهلها ساعتها بس هتسمع الكلام. 
اطرقت شهد بخجل تحاول إخفاءه فخرج صوتها بارتباك وهي تنزل بأقدامها على الأرض من التخت الطبي
طب احنا كدة يدوب نمشي بقى هستنى إيه يالا بينا يا لينا .
نهضت مجيدة هي الأخرى تخاطب الإثنان
طب متيجوا معانا في العربية نوصلكم في طريقنا عربية أمين حلوة وشرحة. 
عربية
مين لا طبعا مفيش مرواح غير في عربيتي .
قالتها لينا بحدة أجفلت مجيدة وحسن أيضا.
في الأسفل 
كان متكئا على جانب سيارته يلوك علكته في انتظار والدته التي ظهرت من مدخل المشفى بصحبة شقيقه وشهد وهذه المدعوة لينا فور أن وقعت عينيه عليها تحفز ليميل بجسده أكثر على السيارة ليناظرها بتمهل من خلف نظارته السوداء رمقته بحدة انتبهت عليها مجيدة وهي تسحب شهد نحو سيارتها ليتفرقا الأربعة حسن ووالدته نحو سيارة أمين وشهد مع لينا في سيارتها.
ها يا سيادة الظابط نص ساعة زي ما قولتلك بالظبط ومتأخرتش عليك.
قالتها مجيدة وهي تقترب لتدلف لداخل السيارة ليرد هو
والله لمصلحتك يا ست الكل لأنك لو أخرتي عشر دقايق بس زيادة كنت هضطر اسيبك واروح انا ھموت أساسا عشان انام.
تدخل حسن وهو يلقي بنظرة اخيرة نحو سيارة الفتيات قبل أن ينضم معهما
ومين سمعك دا انا بسقط على نفسي وانا واقف حد يوصلني بس للسرير .
عقب أمين ضاحكا وهو يدير المحرك
وحد كان غصبك ع التعب ما انت اللي عايز كدة .
هتف به حسن ساخطا
لم نفسك يا أمين بدل ما افوقلك واعرفك مقامك. 
بس يا واد متعصبش اخوك. 
قالتها مجيدة لتناظر حسن بخبث وابتسامة مستترة جعلت حسن يفهمها ليردد خلفها
بس يا واد متعصبش اخوك اقطع دراعي ان ما كنتوا انتو الاتنين قضتوها ليلة في التحفيل عليا صح ولا لا يا ماما
ببرائة مصطنعة رددت تغيظه
انااا هو انت تعرف عني كدة يا بني
دا انتي أن أبو كدة .
قالها حسن ليجلجل أمين بضحكاته قبل أن يبطئ من سرعة سيارته بالقرب من سيارة الفتيات قائلا
دا باين عربية المحروسة عطلاتة ومش راضية تدور. 
هللت مجيدة بفرح
حمد لله يارب استجبت لدعوتي وقف يا واد عشان اجيبهم يروحوا معانا .
تجيبي مين
قالها أمين لتهتف نحوه بحزم
بقولك وقف يا واد هجيب البنات يروحو معانا إخلاص ياللا. 
أذعن لأمرها مضطرا ليغمغم بتذمر
اللهم ما اطولك يا روح مفيش فايدة فيكي يا مجيدة..... ولا انت كمان يا سي حسن.
وجه الأخيرة لشقيقه والذي تبسم بعرض وجهه.
بعد قليل 
كانت السيارة تضم الخمسة مجيدة والفتيات في الكنبة الخلفية وحسن على الكرسي الأمامي بجوار شقيقه
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 117 صفحات