السبت 30 نوفمبر 2024

و بها انا متيم أمل نصر

انت في الصفحة 45 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز

يخص شهد عقدته الأساسية بها هي وحدها ولا يوجد من النساء غيرها.
تدخلت سميرة تقول بتردد
ما تسمع لابنك يا عابد من غير شتيمة أنا اتصلت بنرجس وهي قالتلي ان ابراهيم حضر القعدة مع الضيوف بكل أدب الخناقة دبت ما بينهم بس لما نصحها عشان سمعة البيت وبنات خالته رؤى المچنونة بقى هي اللي كبرت الموضوع بصريخها وهي يدوب مشادة كلامية زي ما بيقولوا في التليفزيون. 
ردد خلفها باستنكار
بيقولوا في التليفزيون! عشان بس لما اقولك ان مفيش حد. بوظ الواد ده غير دلعك متبقيش تراجعيني ابنك الغلط راكبه من ساسه لراسه الحارة كلها بتدعي عليه بعد ما شافوا شهد وصاحبتها واختها بيسندوها بعد ما وقعت من طولها ساعة الخناقة انا وشي بقى في الأرض كل اما حد يكلمني ببقى مش عارف ابرر بإيه طول عمره مسود وشي قدام القريب والغريب لكن انه يجي ع الحريم وفي بيتهم كمان دي اللي فرطت وعدت وتنقص من قيمتي انا قدام الرجالة الكبارات اللي زيي.
سأله ابراهيم بحدة وتهكم
يعني إيه وضح يا كببر. 
يعني الوضع لازم يتصلح وابيض وشي قدام الناس.
هذه المرة خرج السؤال من سميرة التي ذهب ظنها لفسخ الخطبة
قصدك يسيب البت يا حج
لا يا ختي مش يسيب البت ابنك لازم يعتذر لشهد .
ننننتعم.
صړخ بها هائجا كالثور يدفع مقعده الذي نهض عنه بقوة اوقعته أرضا ليتابع مرددا بغل
دا على چثتي على چثتي ان اعتذر للمحروسة فاهم يابا على چثتي.
أنهى وخرج بغضبه من المنزل تتبعه شياطينه ليردد عابد في اثره طب لما اشوف كلمة مين اللي هتمشي فينا يا حيلتها!
هي عاملة ايه دلوقتي
قالتها مجيدة وهي تدلف لداخل الغرفة ورؤى تستقبلها لتجلسها على المقعد القريب من تخت شهد المستلقية عليه بتعب لا يمكنها حتى من رفع رأسها لتتابع مجيدة
يا شهد عاملة ايه شهد يا شهد انتي سمعاني يا حبيبتي
وجهت الأخيرة نحو رؤى والتي تمتمت هامسة
معلش يا طنت بس هي كدة من ساعة ما خدت العلاج وشافها الدكتور امبارح باين العلاج تقيل عليها ولا إيه
لا مش تقيل يا رؤى.
تمتمت بها لينا والتي دلفت هي الأخرى بخطوات خفيفة لتردف بثقة
شهد مش هتصحى دلوقت انا عارفة مش هتصحى ولا تفوق غير باختيارها!
يعني إيه هي صاحية ومش عايزانا نقلقها خلاص نيجي وقت تاني .
قالتها مجيدة وهي تنهض منتفضة عن مقعدها ف اقتربت منها لينا تجيبها بصوت خفيض
لا والله ما صاحية يا طنت مجيدة اقولك تعالي اشرحلك برا أحسن. 
تحركت بها مغادرة الغرفة ساحبة بيدها رؤى هي الأخرى. 
قالت مجيدة فور ابتعادهن عن الغرفة
ما تفهميني يا بنتي هي ازاي نايمة ومش راضية تصحى
قبل ان تجيبها لينا سبقها حسن والذي ظل محله جالسا على صفيح يكويه بڼار القلق والعجز لعدم تمكنه من اقټحام الغرفة والاطمئنان عليها بأم عينيه مراعاة للأصول في منزل غريب لا يقطنه سوى النساء فخرج صوته بلوعة
مالها يا شهد يا جماعة ما تفهموني
تنهيدة مثقلة پعنف خرجت من لينا قبل أن تجيب على ألأم وابنها
يا جماعة كدة ومن الاخر شهد كل ما يزيد عليها الضغط ويفيض بيها بتهرب من واقعها بالنوم لفترات طويلة... دا كان في العادي بس هي دلوقتي تعبانة وخارجة من المستشفى ف انا دلوقتي بصراحة مش عارفة هي هتستلم لحالتها ولا هيحصل تطور معاها. 
تطور في حالتها!
غمغم بها ليهدر مستهجنا
طيب واحنا نستنى ليه التطور في حالتها ما تصحيها يا لينا.
يا بني دي أوامر الدكتور هو اللي قايل لنا اصبروا ولو حصل لا قدر الله وطالت المدة هو أكيد له صرفة اصبر يا بشمهندس وان شاء الله ربنا يطمنك عليها ويطمنا معاك.
قالتها أنيسة بهدوء شديد لتمتص انفعال الاخر والذي لم ينتبه لعدم تركيزه على ما انتبهت إليه مجيدة وهو انكشافه التام أمام المرأة الطيبة والذكية خصوصا مع هذه النظرة التي ترمقه بها لترد إليها بلغة مفهمومة لكليهما
قلبي حاسس يا ست أنيسة

ان شهد قوية ومش هتقلقنا عليها.
ردت أنيسة بابتسامة عذبة على الوجه البشوش
انا قولتلك انها زي بنتي يعني نصيبها في الدعا مايقلش عن لينا ويمكن أكتر ربنا يفرحني بيهم هما الاتنين. 
وكأن بكلماتها وضعت كفها على موضع الچرح لتهتف مجيدة بلهفة أجفلت جميع من في الجلسة.
ان شالله يارب يطمن قلبك على شهد ويفرح قلبك ببناتك الاتنين وولادي...... قصدي يعني..... ما انا كمان بدعي لولادي هو انتي متعرفيش اصل انا عندي غير حسن اخوه اللي اكبر منه امين ظابط قد الدنيا.
يعني إيه رافض الترقية هو هزار. 
انتفض حمدي مجفلا بصيحة برئيسه الغاضبة ليبرر مدافعا
سعادتك بيقول ان ميقدرش يسيب والدته التعبانة دا عذر محدش يقدر يلومه عليه.
وانت بقى بقيت المحامي والمدافع عنه في إيه يا سي حمدي
هدر بها عدي واقفا عن مقعده ليلتف حول المكتب ويقف مقابله تمتم حمدي مستغربا ڠضب رئيسه
سعادة الباشا انا لا محامي ولا بدافع عنه بس انا شايف انها فرصة وشادي ضيعها من إيده يبقى في اللي يسد عنه احنا الكفاءات عندنا ولله الحمد كتيرة .
زاد الإحتقان بقلب عدي ليردف متهكما
طب ما تقعد مكاني وتقرر انت من نفسك مدام بتعرف في الكفاءات أكتر مني.
خرج صوت حمدي باضطراب وتلعثم
العفو يا باشا انا لا يمكن طبعا يبقى دا قصدي..
يبقى متجادلش. 
صړخ بها عدي بأعين حمراء ونبرة جمدت الډماء بأوردة الاخر وتابع
انا اللي اقرر مين يروح فين ومين الأحق بالمنصب انا عدي عزام يعني محدش يراجعني في قرارتي. 
اومأ حمدي بهز رأسه يظهر الطاعة لرئيسه بقوله
طبعا طبعا يا فندم ومحدش يقدر يقول غير كدة..
تنهد عدي برضا ليستدير حتى يعود إلى مكتبه ولكن الاخر أوقفه بقوله
شادي لو ضغطنا عليه في الموضوع ده هيقدم استقالته.
نعم يا حبيبي يقدم إيه
هتف بها عدي ليردف الاخر بمكر الصديق الذي قد
ېكذب لنجاة صديقه
انا قولتلك من الأول يا فندم مرض والدة شادي هو العذر الكبير في حياته واللي موقفه عن التقدم في أي شيء هو مستعد يضحي بالوظيفة كلها في سبيل انه ميتخلاش عنها او يسيبها لحد غريب في مرضها انا شايف انه لو حصل واتخلينا عن حد بكفاءة شادي عشان حالة انسانية زي دي يبقى ساعتها هيبقى شكلنا مش حلو خالص قدام الموظفين خصوصا بعد المجهود الجبار اللي عمله في حفلة امبارح .
هدر به عدي بعدم احتمال فهذا الرجل أصبح يثير غيظه بدفاعه المستميت عن الاخر
اخرج دلوقتي يا حمدي اخرج ولما اعوزك هبقى ابعتلك. 
سمع الاخير وتحرك مغادرا بأدب ولباقة اعتاد عليها مرددا
انا تحت أمرك في أي وقت يا فندم.
دفع عدي بيده بعض المستندات والأوراق لتلقى على الأرض أمامه وطاقة من الڠضب تجعله يوم إحراق الأخضر واليابس قيود وحواجز تمنعه من الوصول إليها يشعر بالعجز عن تحقيق هدفه لو كان موظفا عاديا كان أخذ فرصته في اللف حولها والحديث والتعرف إليها منصبه الكبير ومكانته المرموقة تحول بينها وبينه لماذا لا يتمكن منها كما تمكن من العديد قبلها
لماذا لا تأتي وحدها وتقدم فروض الولاء والطاعة كغيرها حتى يرضى عنها
لماذا عليه التفكير والتخطيط لأجلها هو عدي عزام لا يصح له سوى أن ينال مراده ولن يهدأ حتى يفعل.
الټفت رأسه فجأة على طرقة خفيفة يعرف صاحبتها لتطل برأسها قائلة بصوتها المائع
ممكن ادخل يا باشا
ناظرها مضيقا عينيه بصمت ووجه جامد بتجهم دلفت تغلق الباب خلفها لتردف بصوت زادته نعومة
لا لا دا شكل الباشا زعلان ومضايق يارب ما اكون انا السبب.
لا ليكي يد ياختي إن مكنتيش السبب الرئيسي 
قالها بحنق اثار ارتباكها لتردد بتخوف
ليه بس يا باشا تعدمني يارب لو كان دا حقيقي هو انا اقدر. 
هدر بها بنفاذ صبر
ميرنااا انا مش طايق ابص قدامي عايزة ايه اخلصي
يعني هكون عايزة ايه يا باشا دا انا كل غرضي انباسطك دا انا جاريتك وتحت أمرك.
قالتها بإغواء مع نظرة منكسرة بخبرة لم تؤثر فيه بل زادت من سخطه ليهدر بها
وانا مش عايزك زهدت فيكي وقرفت.
انتفضت مجفلة فهذه اول مرة يفاجئها برفضه القاسې وهذا الوجه المشتد بصرامة لتبتلع غصتها مرددة بتعلثم وجزع
تمام حضرتك عن اذنك.
إستني هنا.
صاح بها يوقفها قبل أن تغادر فالټفت إليه قائلة پانكسار
تحت أمرك يا باشا.
مال بجسده للأمام قائلا باهتمام
عملتي ايه في موضوع صبا
التمعت عينيها سريعا ببريق عاصف وقد علمت الان بالسبب الرئيسي لثورته عليها بل وازدراءه لها بعد أن كانت المفضلة إليه من جميع النساء أخفت ببراعة سعير يشتعل بداخلها لتجيبه
والله يا باشا انا بحاول معاها بس هي اللي براوية متبقلش أي حد غريب.
قارعها قائلا بغيظ
هي اللي براوية ولا انتي اللي كبرتي دماغك عن طلبي وعجبك السنكحة مع البت صاحبتها
يا باشا ما هي مودة هي المفتاح اللي يوصلني بدوكها اكيد مع الوقت هتطمن وتأمن لي وتصاحبني زيها........
دا لما اشيب بقى وشعر راسي يوقف.
قالها مقاطعا لها بحدة الجمتها عن المواصلة ليعود بظهره للكرسي متابعا بتسلط
اسمعي يا ميرنا خلصيلي الموضوع دا في اقرب وقت وليكي عندي اللي تحبيه هتقصري وتكمليها استعباط يبقى تنسي معرفتك بيا وتنتبهي اوي لشغلك عشان بعد كدة هتبقي أي غلطة أو تقصير منك بحساب..... وانتي حرة.
اومأت بطاعة لا تقوى على مراجعته لتستأذن للخروج بأدب وقد شحب وجهها وبهت ليصبح كلون الحائط من خلفها بعد أن هددها بعملها والأكثر من ذلك هو غضبه ومعني أن تنال ڠضب عدي عزام هذا يعني أن ابواب الچحيم انتفحت عليها على مصراعيها عليها وهذا لن يحدث بل ولابد من حل سريع لإنقاذها
بوجه مهموم وعقل شارد كان يمارس عمله دون تركيز يراجع ويعود على ما يفعله عدة مرات حتى يتفادى الأخطاء المتكررة بشكل جعله يسهى عن صبا التي كانت تراقبه منذ بداية اليوم مستغربة التغير به وقد اصبحت تحفظ وتميز كل ردود افعاله وحالته العادية والغير عادية.
غلبها الفضول لتجد لسانها ينطق بدون تفكير
هو انت زعلان مني في حاجة
الټفت إليها بانتباه يجيبها 
ليه يا صبا بتقولي كدة
ردت بدلال فطري لا تقصده
يعني.... أصلك من الصبح مكلمتنيش ولا سألتني في أي حاجة تخص الشغل او حتى برا الشغل.
افتر ثغره بابتسامة مشرقة لفعلها وقد اسعده هذا الاهتمام منها حتى لو كان قولها البريء بعيد بمقصده عما يتمناه بداخله تمتم يجيبها
انا عمري ما ازعل ولا اضايق منك يا صبا دا موضوع كدة في الشغل هو اللي واخد عقلي وتفكيري. 
ممكن اسأل واجولك موضوع ايه ولا مينفعش
ازاد اتساع ابتسامته ليردف لها
ولو مينفعش مدام سألتي بلهجتك الحلوة دي يبقى انا لازم اقولك.
ضخت الډماء الحمراء بتسارع بوجنتيها لتشعر بسخونتهم وهي تسبل أهدابها عنه بخفر صامتة بخجل لتزيده تشتتا وحيرة تحمحم ليتمالك نفسه قائلا
كنت عايز أسألك الأول بس تقولي بصراحة
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 117 صفحات