و بها انا متيم أمل نصر
هو عم ابو ليلة زعقلك بعد ما رجعتي من الحفل متأخر
تلاعبت مقلتيها وابتسامة مشاكسة ترتسم على محياها قبل أن تجيبه
هو مزعجش بس اداني كلمتين في جنابي كدة بالمحسوس بس اهي ليلة وعدت الحمد لله.
تنهد بإحساس المسؤلية غاضبا من نفسه يقول
اهو دا اللي كنت خاېف منه أنا كنت بزن عليكم انتي ورحمة من الأول عشان نمشي بدري هيقول عليا ايه الراجل دلوقتي
والله بيجول راجل محترم مخدتش عنك فكرة عفشة ولا حاجة هو عارفني اصلا وعارف جناني ثم ان دا العادي بتاعه ابويا بېخاف عليا من خياله.
عنده حق يا صبا.
قالها بصدق ومشاعر الحماية بداخله نحوها تزداد صخبا حتى تمنى لو يحميها من ڠضب والدها واصراره الدائم على تزويجها على أحد ابناء عمومتها رغم رفضها.
صباح الخير يا جلاب المشاكل.
صباح الفل ربنا ما يجيب مشاكل يا عم فيه ايه
عاملة ايه يا صبا
قالها حمدي وتقدم يخطو بابتسامة صفراء نحو شادي حتى وصل إليه ليضرب بكفه على سطح المكتب قائلا
عشان بسببك خدتلي دش بارد على دماغي ولا اكني موظف صغير تحت التمرين حتى.
ليه يا حمدي
عشان موضوع الترقية اللي رفضتها يا خويا ادعيلي الاقي حد كفء غيرك يبيض وشي قدام الراجل دا انت عيل فقر زي صاحبك.
قالها حمدي وخرج ليترك شادي متجمدا ليعود لشروده بعد أن فقد فرصة جيدة لتحسين مكانته الاجتماعية والوظيفية حتى لا يتخلى عن والدته......
توقف لينقل بنظره إليها متذكرا السبب الآخر لرفصه وهو الحرمان من رؤية القمر وقد أسعده الحظ ليصبح جارها في السكن والوظيفة أيضا .
دا برضوا كلام يا ماما دا برضوا كلام! تلت ساعات رغي وكلام مع الست الغريبة طب اعملي
حساب ان دي اول مرة نخش بيتهم أو راعي الظرف ولا شكلي وانا الراجل الوحيد معاكم.
هتفت هي بدورها وهي تخلع عنها حجابها الكبير لتلقيه على اول كرسي وجدته أمامها
تدخل أمين من جلسته على مقعد السفرة يتناول الطعام
بيت غريب وكلهم ستات هو انتو كنتو فين يا جدعان
وانت رجعت من امتي يا خويا
سالته مجيدة تقترب منه ليجيبها والطعام بفمه
جيت من ساعة تقريبا ملقتش حد قومت سخنت وقولت اكل.
وعلى كدة بتاكل ايه يا ولا
سخنت الفرخة وصنية المكرونة يا ماما زي ما بتعملي انتي بالظبط وجيبت طبق واحد أكل فيه مغ الصواني اللي قدامك عشان موسخش اكتر من واحد وتيجي بعد كدة انتي تزعقيلي.
يا ختي على جمالك يحرسك ليا.
صړخ بالإثنان حسن وقد فاض به
ما تبس بقى انتوا الاتنين بطلوا العابكم دي وحسوا بيا شوية.
قالها وسقط بجسده على أحد المقاعد بجواره متابعا
طول الوقت هزار وضحك حتى لو كان الوضع مايسمحش وانا نفسيتي مش متحملة.
هو في ايه يا جماعة.
تمتم بها أمين متسائلا بعدم فهم
تجاهلته مجيدة والتي شعرت بالذنب لتقول بأسف وقد وضح إليها الان جليا وبكل وضوح وقوع ابنها في عشق شهد حتى وهو لا يعترف بذلك.
أنا واخوك بنهزر معاك ثم ان الموضوع مش مستاهل يعني
رد غاضبا
ازاي يا ماما مش مستاهل الهروب بالنوم دي مش حاجة ساهلة ابدا لواحدة في حالتها مش ممكن لا قدر الله يتطور معاها الأمر ويتحول لغيبوبة.
اعوذ بالله يا بني فال الله ولا فالك .
قالتها مجيدة ليهتف أمين
يا جدعان ما تفهومني مالها شهد وايه حكاية الستات الغريبة
صاح به حسن مستنكرا فضوله.
ايه يا عم الظابط هو انتي كل حاجة عايز تعرفها
امال يعني عايزني ابقى زي الأطرش في الزفة!
ردت مجيدة
بعد الشړ عليك يا حبيبي كفاية انك
جبلة هتبقى اطرش وجبلة دي تبقى وقعة.
صمت أمين يستقبل سبابها بابتسامة كالعادة لتتابع له
البيت الغريب دا بيت لينا وامها اصلنا اول مرة نزورهم النهاردة.
قاطعها بخشونة رافعا حاجبه
لينا مين يا ماما هو انتو مش قصدكوا شهد
زفرت مجيدة لتهدر به بانفعال
ما هي شهد عند لينا يا زفت الطين بطل تقاطعني يا واد.
توقفت برهة مع صمت الاثنان لتسطرد
شهد اعصابها تعبانة وقاعدة عند صاحبتها وامها الست كانت طيبة معايا اوي خدت عليا وخدت عليها اخوك بقى متعصب عشان طولنا في القعدة شوية.
هتف حسن بتذمر
عشان منظري يا ماما دا غير اني كنت متكتف وحاسس صدري طابق عليا كلكم دخلتوا وأطمنتوا وانا قاعد مستني تصحي او اي خبر عنها .
لقد انكشف وانفضح امره هذا ما كان يشعر به أمين تجاه شقيقه الذي ېصرخ پقهر من أجل محبوبته اشفق يزيد عليه بمزاحه فخاطبه يسأله برقة
هي مالها شهد يا حسن وايه حكاية النوم والغيبوبة
رد الاخير يجيبه بتأثر
انا قولتلك ان اعصابها تعبانة وبصراحة عندها حق من عمايل مرات ابوها وخطيب اختها دا كمان احنا كما عندها امبارح والنهارده بنتصل بيها ف بلغنا انها وقعت تاني واڼهارت لينا وصفتلي حالتها شهد بتهرب من واقعها بالنوم يعني ممكن تقعد بالأيام وهي دلوقتي في نفس الحالة انا خاېف عليها ونفسي تصحى بقى.
اومأ أمين بتفهم قائلا
قولتلي بقى! يعني هي حالتها دلوقتي زي الأميرة النائمة بتاعة القصة المشهورة يا ماما
قطبت مجيدة بتفكير حتى تذكرت مقصده لتجيبه
حاجة زي كدة بس مش بالظبط يعني....
انا مش فاهمة انت جيبت المثل دا منين
من القصص يا ماما ما انتي عرفاني بحب الكارتون.
ايوة يا خويا ما انت عقلك فاضي .
قالتها مجيدة ليهتف بينهم حسن بغيظ
وايه دخل ده بده هو انتوا عايزين تجننوني ايه يا عم انت
صيحته القوية اجفلت أمين ليقول على الفور
يا سيدي افهمني انا مش قصدي استهزاء بس دا اللي جه في خيالي شهد هي الاميرة النائمة وانت الأمير اللي هتصحيها في الرواية بقى الامير بيصحي الأميرة ازاي
ازاي
تمتم حسن بعدم فهم حتى وصل إليه مقصد شقيقه ليغمغم
بوسة.
تبسم أمين بشيطنة مع ملاحظته الدقيقة للتورد الطفيف الذي غز وجه أخيه لمجرد التخيل قبل أن يستفيق ويصيح به
على النعمة انت عيل مخك فاضي صح جاتك نيلة عليك.
قالها يدفع الكرسي مغادرا لتنهض مجيدة تلقي بكلماتها هي الأخرى قبل أن تلحق بحسن
يعني مش كفاية عقلك فاضي تطلع قليل أدب كمان!
....
صاحية عندك بتعملي ايه دلوقتي
سألها مجفلا بعد أن ايقظته برودة الفراش بجواره وقد خلا منها ليجدها الان هنا في شرفتها جالسة بشرود وكأنها غابت لعالم اخر حتى أنها لم تشعر بوجوده سوى بعد أن بادرها بالحديث إلتفت إليه مڠتصبة ابتسامة لتخفي اضطرابها قائلة
معرفش يا قلبي بس لقيت نفسي صحيت وبتقلب كتير خۏفت لازعجك قالت اجي هنا اشم هوا نضيف واستنى الصبح يطلع .
قطب مضيقا حاحبيه ليجلس جوارها يقول باستغراب
اه بس انتي مش شايفة ان الوقت بدري اوي ع الصبح دا الفجر لسة مأدنش يا نور والضلمة مالية الدنيا
عادي يا حبيبي ما هو الفجر مش باقي عليه كتير دا غير ان الجو هنا برضوا جميل دا كفاية الهدوء.
تكتف بذراعيه ينقل بنظره نحوها ونحو الحديقة التي مازالت مصابيح انوارها مضيئة حتى الان مع شعوره ببرودة قاسېة بعض الشيء تجعله يتسائل داخله عن وقت مجلسها بعد هذا الشرود الذي وجدها عليه فقال
انا حاسس ان الجو هنا ساقع هو انتي مش حاسة بكدة
وكأنه قال ليذكرها مررت بكفيها على ذراعيها توافقه
اه تصدق صح هي فعلا في الوقت ده بتبرد .
قطب بزيادة من حيرته ليعود للداخل يتناول لها شيئا ما تضعه على كتفيها رددت بامتنان
متشكرة أوي يا حبيبي متحرمش منك بس انت هتفضل رابط نفسك هنا جمبي ما تدخل كمل نوم.
مسح بسبابته على طرف أنفه يجيبها
لا ما انا كمان خلاص النوم طار مني هقعد جمبك شوية على ما يجي الفجر واصليه.
أومأت بهز رأسها لتعود للنظر للأمام مرة أخرى فتابع سائلا لها
ايه أخبارك مع الدكتورة يا نور.
الټفت إليه بنظرة مفهومة إليه ف استطرد بحماس
جاسر بيشكر فيها اوي وبيقول انها لها فضل كبير عليه بشفا زهرة من خۏفها .
تنهدت بتفكير متيقنة من عقم الجدال معه في هذا الامر الثقيل على قلبها فقالت بابتسامة خاوية
كويسة وجميلة كمان كل كلامها زوق واكنها بتراضي عيلة صغيرة مش واحدة كبيرة فاهمة الاعيبها.
وايه هي الاعيبها
قصدي يعني انها خبيثة تسأل السؤال في ناحية وهي بتجرجرني لناحية تانية خالص.
وانتي مش عايزة تتكلمي صح
أجفلها بسؤاله فقالت بارتباك
لأ يعني.....بس..... اصل انا هتكلم في ايه مثلا
يبدو أنها لم تحسن الرد مع انتباهها لهذه النظرة التي يرمقها بها الان وكأنها تغوص بداخلها تستكشف
ما يدور بعقلها لتزيدها توترا وخوف اشاحت بوجهها عنه عله يمل ويبتعد بنظره هو الاخر ولكنه فاجئها بقوله
حاولي تستجيبي مع الدكتورة يا نور عشان خاطري على الاقل .
قالها وانتفض ناهضا أمام عينيها يردف
انا رايح اراجع على بعض الملفات اهو استغل الوقت بدل القعدة.
ابتلعت ريقها تتابع خروجه بأسف وتأثر لحالته يؤلمها الحزن في عينيه يؤلمها ان يظل متوقفا عن تقدمه في انتظارها وهي لا رجاء منها تعلم بذلك بل تكاد تكون متأكدة.
عاد أمين صباحا بعد أن انتهى من ورديته الليلية في القسم ليفاجأ بشبح احد الأشخاص جالسا بالشرفة التي تتوسط الصالة تقدم بخطواته وقد عرفه من ظهره
صباح الخير يا ابو علي.
رفع رأسه الأخير يجيبه بجمود
صباح الخير.
استند امين على إطار مدخل الشرفة يخاطبه
مش بعادة يعني تصحى بدري
بصوت مخټنق
انا منمتش اساسا حاولت كتير لكن مفيش فايدة
زفر امين ليترك محله متناولا الكرسي الأخر كي يجلس بجوار شقيقه وامامهم أصايص الزهور التي تزرعها والدتهم عبقت الأجواء بالروائح الزكية كما ساهمت الألوان المختلفة لها مع الخضرة لتخلق مشهدا يسر العين ويشرح القلب ولكن هذا في وقت آخر ليس الان والرأس مشغولة بما يقلقها.
تطلع أمين نحوهم ونحو شقيقه الواجم ليربت بكفه الكبيرة على ركبته بدعم قائلا
بتحصل كتير يا ابو علي بتحصل كتير دا انا احيانا بقعد باليومين مطبق حتى ولو كنت كان طالعان عيني في الشغل.
ليه بتفكر انتي كمان
سأله حسن بقصد تبسم له شقيقه قائلا بمشاكسة
قصدك يعني بحب زيك
برقت عيني حسن بحدة ليقول بانفعال
انا قولت اني بحب انا بقول تفكير هو انت دماغك دي دايما تحدف شمال.
اطلق أمين ضحكة مدوية ليقول بمرح
يا عم الحج بقولك حب ايه جاب الحب الطاهر اللي هو فطرة ربنا للشمال ايه يا ابو علي ما تركز كدة.
عبس الاخير ليشيح بوجهه عنه بضيق صامتا ليتأمله أمين قليلا باستمتاع هذه اول مرة يجده على هذه الحالة حالة الشرود المحببة للعشق