في قبضة الأقدار ج١
سلسلة الأقدار الفصل 12
و لكنه كان في مكان آخر فقد كانت كل أنظاره متوجهه إلي تلك التي لم ينساها و لو للحظه بل كانت تحتل جزء كبير من تفكيره طوال تلك السنوات و اليوم ظهرت أمامه بكل هذا الجمال و كأنها أقسمت الإنتقام من قلبه بأقسى الطرق لذا لم يكن ينتبه لما يحدث حوله فقط عيناها و وجهها و عطرها و حضورها الطاغي.
كانت تعلم ما وراء نظراته و لامست خيبته و ندمه الواضح في عيناه وةملامح وجهه و قد كان هذا أكثر من مرضي لها و لكن ما لم تكن تحسب حسابه أن يظهر هو من العدم لتتفاجئ بعطره الذي طغي علي الجو حولهم. حضوره الذي أضفي هيبة قوية تجلت في نبرته حين ناداها
أتأخرتي ليه
أجابته بهدوء
أبدا أنا كنت جاية بس قابلت ناس أصحابي و وقفت اسلم عليهم
ثم ألتفتت تنظر إلي حسام بعينان يحملا الكثير من التحدي و قالت بلباقة
بشمهندس حسام الصاوي كان زميلي في الشركة و دي مدام مها مراته
عندما ذكرت اسمها أرفقت نبرتها ببعض السخرية التي تجلت بوضوح في عيناها مما أغضب مها كثيرا و لكن كان هناك حوار آخر يدور بين الرجال و بقدر صمته كان يحمل الكثير من الشحنات المحملة بالڠضب و التحدي و الوعيد الصامت الذي قطعه حين أومأ برأسه بلامبالاة تجلت في نبرته حين قال
ثم وجه أنظاره أليها قائلا بفظاظة
يالا عشان منتأخرش .
كان شعورا قاس لا يرحم و قد تجرعه مرتان في يوم واحد فهاهو رآها تقف معه للمرة الثانيه فإجتاح أوردته تيارا جارفا بالڠضب الچحيمي مما إلتقمته عيناه قبل دقائق رافقه شعورا مقيتا بالغيرة الذي لا يعرف كيف وجدت طريقها إلي قلبه ! و التي كانت كنيران ملتهبة ټحرق أحشاؤه من الداخل و تبعها صدمة قويه إجتاحت عقله حين وصل إلي تفسير كل ذلك الألم الممېت الذي يملئ صدره و هو أن تلك المرأة أصبحت تعني له الكثير !
كان هذا المثلث المرعب من الأحاسيس جديد كليا علي رجل مثله أعتاد علي الصمود و المقاومة لم يدرك معني الألم و هوان العشاق لا يليق به أبدا