المطارد أمل نصر
على حرمة ابن خالك في البيت اللي اتربيت فيه وانا بخبالي كنت بدخل عليك مرتي وبتي تعالجك فاكراك حرامي ولا قاټل قتلة لكن خاېن عهد وعديم شرف اهي دي بقى اروح ادفن نفسي حي ولا انها تحصل فاهم
اغمض عيناه كي يخفي حجم الۏجع الذي يشعر به من كلمات الرجل التي طعنته في صدره وذكرته بمرار ايام سالفة تجرع فيها كأس الظلم اضعاف ثم نالبث ان يرفع بيده السليمة الغير مصاپة المصحف الشريف يضعه على عينه ويحلف
سأل سالم بتشكك وكان جواب صالح ان قال بثقة
عشان يحمي نفسه مني!
قطيب جبينه سالم يسأله بسخرية وعدم تصديق
يحمي نفسه منك! ليه بقى كنت ماسك عليه ذلة مثلا ولا كان خاېف لاتاخد مكانه في نيابة الدايرة
قال صالح ببساطة اثارت انتباه سالم الذي ذهبت السخرية من صوته
اجاب صالح بهدوء وهو يشير على الكرسي الخشبي في اخر الغرفة لسالم
هات الكرسي اللي هناك ده ياعم سالم وانا احكيلك من طق طق لسلام عليكم وانت تحكم بعدها ان كان معايا الحق
ولا ابن حرام واستحق الرجم .
................................
وفي مكان اخر
بداخل الغرفة الشاسعة في القصر المعروف كانت تقف زواياها مستندة على الحائط بظهرها تنظر بحسد نحو الفتاة وهي تتناول طعاها من يد الخادمة بهدوء طفلة في الخامسة مع براءتها التي ازدادات مع حالتها بعدم ادراكها مايحدث حولها وماحدث لها هي سابقا وادت لكوارث تركت مازالت اثارها عالقة حتى الان انتبهت فجأة على صوت ابنتها وهي تخاطبها
ردت بعدم انتباه
ايه بتقولي ايه يا نعمة مسمعتش كويس
قالت الفتاة بسأم
بسألك ياأمي على وقفتك دي هو انت مابتزهقيش من البص عليها البت دي
ازهق ولا ما ازهقش مالك انت تعباكي في إيه انا
قالت المرأة بحدة وكان رد ابنتها وهي تلوي ثغرها بعدم رضا
الټفت اليها قائلة بسأم
هو العزا دا مش خلص وفضناها على كدة الناس اللي بتيجي وعايزة تلت وتعجن دي انا ماليش مرارة ليها يابنتي يعني يجوا ولا مايجوش ماليش دعوة بيهم انا عايزين تستقبلوهم انت واخواتك وعماتك كمان استقبلوهم لكن انا مش هاضغط على نفسي أكتر من كدة .
ردت الفتاة باستنكار
وه بقى انت مش عايزة الناس اللي جاينلك ياخدوا بخاطرك مخصوص عشان تقعدي تتأملي في واحدة هبلة زي دي مش دريانة بالناس ولا الدنيا اللي حواليها حتى .
مكانتش هبلة كانت زينة البنات واحسنهم بس نعمل ايه بقى الله يجازي اللي كان السبب .
خرجت كلمات المرأة بانفعال اثار فضول ابنتها للسؤال
مين هو بقى اللي كان السبب ياأمي انا عايزة اعرف
تسمرت المرأة محلها لحظات تنظر لابنتها بعجز عما تخبرها به فقالت اخيرا بنفاذ صبر وهي تدفع بنتها للخروج
بقولك ايه يانعمة انزلي يابنتي واستقبلي الناس اللي جاين يعزوا ولو حد سألك عن ثريا مرة النائب قوليلهم هجت ولا لقيتلها سفرية
غمفمت الفتاة وهي تندفع للخروج عنوة
في إيه ياما هو انت عايزة الناس تاكل وشنا
دفعتها ثريا مرة أخرى لكن بقوة حتى أخرجتها من باب الغرفة ثم أردفت لها بعدم اكتراث
خليهم يعيبوا ولا ياكلوا وشنا انت اللي عليكي تنفذي اللي قولتلك عليه وبس
بصقت كلماتها ثم صفقت الباب بوجه ابنتها بقوة كي تنهي الجدال معها ثم عادت نحو الفتاة وجدتها اوقفت الطعام تنظر لها بعدم فهم ابتسمت لها ثريا قائلة
بتبصيلي كدة ليه ياورد كملي اكلك انت وماتشغليش نفسك
كملي يابنتي.
توقفت قليلا بتفكير ثم غمغمت مع نفسها وهي محدقة بالفتاة
والله ما انا عارفة احسدك ولا اكرهك ولا اشفق على حالتك كنت سبب رئيسي في المرار اللي انا عايشة فيه بقالي سنين لكن كمان انت ايه ذنبك عشان الومك وكل اللي حصل مكانش بجودتك على العموم هو ربنا كان ارحم بيكي من الكل واحنا بقى نشرب جزاة مافعلنا !
..................................
خرجت نعمة حانقة من فعل والدتها فكانت تغمغم ساخطة ورأسها ملتفة نحو الباب الذي صفقته والدته بوجهها حتى اصطدمت بغير قصد بأخيها عثمان الذي كان خارج بالصدفة من غرفته ابتعد عنها متأفافا