الأربعاء 18 ديسمبر 2024

الحب اولًا دهب عطية

انت في الصفحة 6 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

آه يام لسان طويل ادخلي غيري هدومك على ماخوكي يجي خلينا نتغدى.
ضحكت كيان وهي تتجه لغرفتها ولكنها وقفت
عند الباب وهي تحك في شعرها سائلة.
تفتكري ياشهد ابوكي هيجي على الغدى.
قالت شهد وهي تجلس على المقعد.
تقريبا هيبات عندها النهاردة
زفرة كيان بارتياح..
أحسن وجوده في البيت بيتعب اعصابي
صاحت شهد بتحذير.. كيااااااان
رفعت كيان حاجب متمرد وعلقت
هازئة
آه ياشهد كمية التسامح والسلام اللي جواكي مخليني احقد عليكي. معقول بتدفعي عنه بعد
كل اللي عمله فينا.
هربت شهد من عينا اختها مبرره الوضع
انا مش بدافع بس الاحترام واجب.. ومهما كان
لازم نحط في الاعتبار ان ده أبونا..
آآه زي ماهو حط في الاعتبار كده ان احنا ولاده
تمردها كان ظاهري جدا مع كل كلمة تنطق بها وللأسف كانت على حق لذا صمتت شهد دون
تعقيب فقالت كيان بقسۏة بعد ان ساد الصمت بينهن..
سكتي ليه. انتي بدفعي عن شخص رصيده
خلص جوانا من زمان
أغلقت الباب خلفها. فنزلت دموع شهد بتعب من
حرب الكره والعتاب المقام بهذا البيت والتي بطلها
واحد فقط أبيها..تشعر أحيانا بالعجز اليأس..
العجز من تغيير الواقع اليأس في إدخال
الأوان الحياة والبهجة الى قلوب أصابتها
شيخوخة الصبى !..
صناعة الاشياء بيدك شيء حرفي يحمل حس فنان
مبدع. يلامس بأصابعه الذهب فيشكلها قطع من الحلي باشكال واحجام مختلفة ورغم عمقها واختلافها عن المتداول مميزة والأحجار الكريمة الباهظة بالوانها البراقة واشكالها المختلفة تضاف بدقة لكل تصميم يرسمه على الورق..
يشعر ببعض الراحة وهو يقوم بهذا العمل في
ورشته الصغيرة والتي تجاور بيت العائلة
الكبير..
التجارة في الحلي والمجوهرات مهنة العائلة الاساسيه والتي اوصلتهما لهذا المستوى فمن
يوم ان وعى على الدنيا وهو جده الصائغ
صابر الصاوي وابيه وعمه أدار الأملاك من
بعده لكن لم يكن أحد منهم يهوى صناعة الحلي والمجوهرات كأبيهم.. ربما اجبروا على إدارة محلات الذهب فقط لأنها ذهب وليست رمال
ليديروا وجههم عنها !..
ام هو فأحب تلك الحرفة وتعلمها من جدة قبل ۏفاته
وطور من نفسه فأصبح يجيد ويبتكر أكثر من جده.. حتى أصبح له زبائن من أعلى الطبقات التي يتعاملوا
معها منذ زمن تطلب أعماله بالاسم.
مسح الخاتم بالمنديل الورقي ونظر له بدقة عالية يشعر انه ينقصه شيء لكن توقف عقله فجأه
وعجز عن فهم الناقص فيه
حانت منه نظرة على ساعة معصمه فوجدها تشير لرابعة عصرا ربما عليه الذهاب لشارع الصاوي
ليبدأ التجول بين المحلات التي يملكاها والآخرى
المستأجرة منهم..فمشاكل شارع الصاوي لا تنتهي
خصوصا ان صف المحلات من الجانبين اغلبه ملكا للعائلة إلا عدد قليل فقط ملك لاناس آخرين تم
بيعه من قبلهم..
وقف امام المرآة الكبيرة الموضوعه بالورشة ناظرا
إليها وهو يهندم سترة الحلة السوداء متأملا
نفسه لبرهة
كان رجل وسيم للغاية في اواخر الثلاثينات من
عمرة قد بدات تظهر بعض الشعيرات الفضيه
في شعره الحالك.
كان طوله يتجاوز الستة أقدام رشيق الجسد وله
بنية رياضية قوية تكشف عن رجولة طاغية..
شعر أسود حالك مصففا للخلف برونزي اللون
بالحية حالكة كثيفة جذابة اما ملامحه فكانت
حادة مبهمة وعيناه السوداء قاتمة تحكي الكثير
عن مايجول بخاطره..ويتعب ذهنه.
طرق الباب عليه ودخل بعدها شاب وسيم في
عمر التاسعة عشرلا يتشبها قط بل كان
غربي الملامح رغم انه شرقي اب عن جد..
لكنه شبيه أمه فعيناه زرقاء وشعره اشقر مراوغ عابث خفيف الظل..ابن عمه الصغير والوحيد
يزن الصاوي..
هذا الذي تربى امام عيناه وكبر لحظة باللحظة
بين يداه.
شاكسه يزن قائلا..
اي ياكينج رايح فين معاد غدى ده..أوعى تقول انك مش هتتغدى إلهام هانم
مستنياك..
أطبق على شفتيه في خط مستقيم وأحس بحلقه يلتوي وشعور هائل بالاختناق يتلبسه.
اقترب منه يزن متسائلا.
ساكت ليههتتغدى ولا
نظر له بطرف عيناه سائلا
ولو متغدتش يعني.
رد يزن بفرحة عارمة وعينان متسعتان
هاكل منابك معروفة..
رد عليه ضاحكا وهو يهز رأسه
مخلص على أكل البيت كله ومش مكفيكارحمنا.. 
اجابه يزن بتبرير جاد..
أعمل إيه بس بجوع بسرعةوبعدين المجهود اللي بعمله في الچيم بيجوعدا غير الدراسة..
ارتفع حاجب الآخر مستنكرا وأضاف
الدراسة !!ماشاء الله وياترى فاكر انت خدت
إيه في المحضرة إمبارح
ظل يزن يتفحص الأشياء من حوله وهو
يجيب.
إمبارح لا دا بعيد أوي..لو كنت سألتني
بعد المحضرة علطول كنت قولتلك
يزن..
ابتسم يزن ولم يعقب بل قال بجوع.
خلينا في المهم..الغدى برد وامي مذنباني عشان خاطر سيتك..
سأله الآخر باهتمام..
وعمي والحاجة نصرة فين..
رد يزن بشفتي مقلوبة.
مستيينك برضو على السفرة ابسط ياعم الكل بيعملك ألف حساب إلا انا لو بت برا البيت عادي ولا هيسالو..
بس انا بسأل..قالها وهو ينظر اليه بمشاكسة
فرد يزن مؤكدا

انت في الصفحة 6 من 25 صفحات