همس الجياد مروة جمال
انت في الصفحة 1 من 95 صفحات
الفصل الأول
منذ عامين
إيناس إيناس
كان يقف على شاطئ البحر وينادي عليها بصوت مرح
إيناس خلاص الشط كله عرف إسمي
شريف وكمان حيعرفوا إنك حبيبتي
إيناس يا مچنون
شريف كده طيب جبتيه لنفسك
إيناس حتعمل إيه
شريف حتشوفي
بمرح نعم كانت تلك لحظاتي معك يا شريفلحظات من المرح مجرد لحظات فلقد تركتني بعد الزواج بشهر واحد
بجانب الفراش تجلس سيدة باكية ملامحها تنبئ بعمر يفوق عمرها الحقيقي ببضع سنوات يداها المرتعشة تمسك بمصحف صغير تتمتم بكلمات الرحمن في خشوع وبكاء كانت تغوص في ذاكرتها وتعود لمنزلها الدافئ بعيدا عن برودة المشفى التي تحمل روائح الداء والدواء معا فثريا سيدة مصرية تقليدية منزلها هو مملكتها الصغيرة التي طالما إحتضنتها وقدستها لأبلغ الحدود فمجرد أن تدلف للمنزل تشعر بالحميمية والدفئ الصادرة من الحوائط ذات اللون القاتم الذي يذكرك بغروب الشمسالأثاث العتيق والسجاد الفاخر عبق الروائح المميزة الصادرة من مطبخها منبئة بطعام دافئ ټشتم طعمه اللذيذ قبل أن تتذوقهزمت شفتيها وهي تحاول أن تتذكر مملكتها الغالية التي تركتها منذ أيام قابعة بهذا المشفى هي وإبنتها وزوجها تاركة إبنها الأصغر ليعيث في منزلها فسادا أغلقت المصحف وإبتسمت بسخرية فهي تشغل نفسها بالتفكير في المنزل ربما لتنسى ولو للحظات ما حل بإبنتها !!!!!
عبد الرحمن بيقول حالة إنهيار عصبي
ثريا باكية منا عارفة بس إحنا بقالنا أسبوع دلوقتي وهي مش دريانه بحاجه
عبد الرحمن واخدة مهدئات كتير
ثريا يا عيني عليكي يا بنتي ملحقتيش تتهني
عبد الرحمن خلاص بقه يا ثريا إدعيلها
عبد الرحمن أستغفر الله العظيم يا رب يا شيخة حرام عليكي بلاش الفال ده إستهدي بالله كده وإقريلها قرآن
ثريا ونعم بالله طيب يعني هي حتفضل نايمة كده لإمتى
عبد الرحمن معرفش بس بيقولوا لازم يخففوا جرعات المهدئ لإنها كده مش دريانه بحاجه خالص والدكتور النفسي بعد كده حيساعدها تتقبل اللي حصل
عبد الرحمن مضطرين يا ثريا إنتي نسيتي حالة بنتك كانت عاملة إزاي بعد ما ماټ
ثريا متفكرنيش متفكرنيش أبوس إيدك
عبد الرحمن لا حول ولا قوة إلا بالله يارب صبرها وصبرنا أنا حاروح أصلي العصر على بال ما الدكتور يجي
ثريا إدعيلها يا أبو أيمن
عبد الرحمن بدعيلها في كل وقت يارب ألطف بيها وبينا يا رب
ولد حب شريف وإيناس منذ عدة سنوات عندما قطن شريف بالشقة المقابلة لشقتهم شاب من أحد المدن الصغيرة المجاورة للقاهرة ذو خلق دمث وحال ميسور إستأجر تلك الشقة بعد أن إنتقل للعمل في القاهرة لفتت نظرة تلك الشابة رقيقة الملامح خجولة للغاية إعتاد ان يراها يوميا في الصباح وهي متوجه للجامعة سلبت لبه وأصبحت ملكة أحلامه وشغل هو تفكيرها بإبتسامته الساحرة التي إعتاد أن يحييها بها كلما رآها قصة حب بدأت وإستمرت لسنوات وكللت بالزواج زواج لم يدم سوى شهر واحد لينتهي بأسوأ خبر نعم صډمته سيارة وإنتهت حياته مع توقف صوت جهاز ضربات القلب بغرفة العناية المركزة لتسقط هي الأخرى بعد حالة شديدة من الإنهيار وتبدأ رحلة العلاج النفسي في محاولة لتجميع بقايا إنسانة
الفصل الثاني
كانت ثريا تقف خارج الغرفة وتضع يدها على فمها لتمنع نفسها من البكاء كانت قدماها لا تقوى على حملها فصړاخ إيناس يمتد لآخر المشفى خرج الطبيب النفسي لاهثا دون أن ينظر نحوها وتتبعه الممرضة أمسكت ثريا بذراعها پعنف قائلة بنتي مالها عملتوا فيها
نظرت لها الممرضة بشفقة ثم إنتظرت بعد أن إبتعد الطبيب إهدي يا حاجه
ثريا بنفس النبرة الغاضبة أهدى إزاي البنت في حالة إنهيار
الممرضة معلش هي كانت بتاخد مهدئات جامدة وعايشة برة الواقع ولازم تواجهه ده في الأول بس الدكتور إداها دوا مهدئ بس أبسط من الأولاني ومع الوقت حتتحسن بس حنتعب في الأول شوية
ثريا بس الدكتور خارج شكله ميطمنش
الممرضة لا لا أصله متنرفذ من الدكتور الأولاني اللي إستسهل بمهدئات قوية وشايف إن ده مش صح
ثريا يعني إيه مش فاهمه
الممرضة يا حاجه أقعدي جنبها وإرقيها وإقرأي قرآن خليها كده تهدى وترضى بقضاء ربنا ومعلش أزمة وحتعدي
تركت ثريا الممرضة وعادت مرة أخرى لغرفة إيناس وأهالها
ما رأت على وجهها