ظلام أصاب قلبي
بسرعة
لأ ينفع..ينفع يارحمة ..انا عايزاكى بس تسامحينى ياحبيبتى ..لأنى غلط فى حقك بس..وانا الله هعوضك عن غلطى ده وهرجع كل حاجة لأصلها.
عقدت رحمة حاجبيها وهي تقول بحيرة
قصدك إيه ياراوية
قالت راوية بأمل
قصدى تتجوزى يحيي يارحمة
نهضت رحمة تقول پصدمة
إنتى بتقولى إيهإنتى اكيد إتجننتى..أتجوزه إزاي وهو جوزك
أنا خلاص يارحمة..أوانى قرب ويحيي بعد شوية هيرجع حر ..وساعتها تتجوزيه وكل حاجة تتصلح.
تمزق قلب رحمة من كلمات أختها اليائسة لتعود وتجلس إلى جوارها تمسك يدها قائلة
متقوليش كدة..دى مجرد أزمة فى حياتك...إنتى كويسة ..وهتقاومى مرضك وهتبقى بخير عشان خاطر جوزك وإبنك هاشم..وأنا هفضل جنبك لغاية ماتعدى الأزمة دى.
متضحكيش على نفسك..إنتى عارفة كويس إنى بمۏت وإن كلها أيام وأروح عند اللى خالقنى ..أنا مش خاېفة من المۏت..بس عايزة أروح لربنا وإنتى مسامحانى..عايزة أروحله وأنا مطمنة عليكى وعلى يحيي وهاشم..عايزة أكون متأكدة إنى
قالت رحمة بعيون أغروقت بالدموع
قالت راوية فى تصميم
لأ ..هينفع..دى وصيتى الأخيرة ليكى وليه.
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى قلتى ليحيي الكلام اللى انتى قلتهولى ده
هزت راوية رأسها نفيا قائلة
لأ مقلتلوش..بس كنت مستنياكى ترجعى وتوافقى عشان أقوله.
نهضت رحمة قائلة فى حزم
قالت راوية بخيبة أمل
يبقى هتضطرينى أقوله عن اللى عملته زمان يا رحمة.
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى إتجننتى ياراوية..هيكرهك وهيمحيكى من حياة إبنه..مش هيجيب سيرتك حتى أدامه ..إنتى متعرفيش يحيي ولا نسيتيه
قالت راوية بسخرية مريرة
قالت رحمة بقلب تمزق من كلماتها
ياراوية إفهمينى بس..اللى إنتى طالباه منى فوق طاقتى..مش هقدر أعمله.
بصى يارحمة.. ياتوعدينى إنك تتجوزى يحيي بعد ما أموت وتكونى أم لهاشم إبنى وتحافظى على سرى عشان خاطره..وعشان أفضل جوة حياته ويحيي ميمحنيش منها ..يا هقوم بنفسى دلوقتى أكشف السر ده ليحيي ويحصل اللى يحصل.
قالت رحمة فى ألم
إنتى بتطلبى منى المستحيل ..إزاي بس أوعدك بوعد زي ده
قالت راوية بحزم وهي تنهض من سريرها
يبقى إنتى مخلتيش أدامى حل تانى..وإفتكرى يارحمة إن إنتى اللى إخترتى.
لتبتعد بإتجاه الباب بضعف..تتابعها رحمة المتمزقة حيرة وألما ولكن ما لبثت ان إتسعت عينيها پصدمة حين سقطت راوية فجأة أرضا أمامها لتصرخ رحمة بإسمها فى لوعة.
الفصل الرابع
إنتفض يحيي على صوت صړاخ رحمة بإسم راوية لينخلع قلبه من صدره وهو يسرع إلى جناحه.. يشعر بوجود خطب كبير بينما كان مراد بدوره فى حجرته يرتدى ملابسه ويستعد للنزول حين إستمع إلى صرخاتها الآتية من جناح أخيه ليسرع فى إرتدائه بنطاله ثم يخرج مسرعا ..متجها الى هناك ينتابه القلق الشديد..
..تتابع ما يفعله بذهول جزع تخشى ان تكون أختها قد فارقت الحياة..بينما دلف مراد فى تلك اللحظة لينظر إلى هذا المشهد متوجسا بدوره..توقف بجوار رحمة القابعة أرضا
ترفع عينيها إليه وهي مازالت فى حالة من الصدمة وينظر هو إلى ملامحها الشاحبة وذهولها فى شفقة.. ليغمض عينيه ثم يفتحهما مطمئنا إياها ..لتفيق هي من تلك الحالة ببطئ وتقف إلى جواره.. ثم تترك يده بينما تنزل دموعها وهي تتضرع إلى الله من كل قلبها أن تكون أختها بخير.
رغما عنه أحس مراد بقلبه يدق لها ..يشفق على أحزانها ..ويطمئنها على أختها..ولكنه قبض على يديه بقوة كي لا يفعل.. بينما كانت رحمة تنظر إلى يحيي الذى أمسك بزجاجة عطر ونثر على يده .. لتبدأ راوية فى إظهار بعض ملامح الحياة على وجهها ..وهي تعقد حاجبيها پألم ثم تفتح عينيها ببطئ..زفر يحيي بإرتياح ثم لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها ليدرك ماحدث بينهما فى غيابه..لابد وأن رحمة أحزنت راوية لسبب ما..وتلك الدموع دليلا على ذلك..ليلتفت إلى رحمة پغضب ويتجه إليها بخطوات سريعة..تبدو على ملامحه كل إمارات الشړ..لتشعر رحمة لأول مرة بالخۏف منه