الخامس عشر و السادس عشر و السابع عشر و الثامن عشر بين غياهب الأقدار نورهان العشري
يعرف من أين ألقي بها القدر في طريقهم. و ما الذي يخفيه لها و لهم
توقف أمام الرواق وعيناه تبحث عن رقم الغرفة المنشودة والتي كانت تجلس أمامه سيدة في العقد الرابع من عمرها و بجانبها زوجها الذي بدا كهلا رغم أنه لم يبلغ العقد الخامس بعد و لكنها الخيبة و عواقب الخزي الذي لحق بهم ..
السلام عليكم.
هكذا القي السلام عليهم قبل أن يتابع بخشونة
أومأ الرجل فتدخلت المرأة بقلق
مين حضرتك
تشابهت عينيه و نبرته حين قال بجمود
سالم الوزان .. اخو حازم.
قال الأخيرة بنبرة اهدأ ملحقة بخيبة أخفاها داخل قلبه و كما توقع فقد انفعلت السيدة و صاحت باڼهيار
انت اخو الشيطان اللي ضيع حياة بنتي. ودمر مستقبلها..
اهدي يا رضا.. الراجل مالوش ذنب . بعدين وطي صوتك . البنت تسمعك وهي مش متحمله ..
تحدث سالم بنبرة هادئه تنافي غضبه المتقد بداخله
سيبها تقول اللي نفسها فيه. هي عندها حق و لو قالت اكتر من كدا انا عاذرها
الټفت إليه الرجل وهو يقول بجفاء
حضرتك جاي لينا ليه احنا بينا و بينكوا الحكومه و أنا اشتكيت علي اخوك و هجيب حق بنتي حتى لو حصل ايه
جيت عشان اجبلك حق بنتك بنفسي .. لأن لو عملت ايه مش هتعرف تجيبه..
لون الڠضب تقاسيم الرجل و صاحت زوجته
انت جاي تهددنا. ليك عين يا ظالم
زفر الهواء المكبوت بصدره دفعه واحده قبل أن
يقول بتحذير
انا مبهددش ولا حاجه . و مبوجهش كلامي للحريم.
زحف الندم إلي قلبه حين احتد في حديثه فتابع بلهجة أهدأ
شهقه قويه شقت جوفها حين سمعت حديثه بينما ارتسمت معالم الصدمة على زوجها الذي قال
انت بتقول ايه
لم يجيبه إنما أخرج شهادة ۏفاة شقيقه و أعطاها له فالتقطها الرجل بيد مرتعشة لقراءة الحروف المدونه بها و التي أثبتت أن هذا الشيطان قد رحل فسقط على الكرسي خلفه بأكتاف متهدله و ملامح لونتها الخيبة التي تساقطت من بين حروفه حين قال
اقتربت منه زوجته تحتضنه وهي تقول پألم
حسبي الله ونعم الوكيل. متعملش في نفسك كده احنا ملناش غيرك..
ود لو يعتذر الف مرة علي تلك الفاجعة التي ضړبت حياتهم و التي للأسف كان السبب بها هو شقيقه ..
انا عارف يا استاذ محمد أن أي حاجه هعملها مش هتمحي أبدا الكارثه اللي حصلت. لكن أنا تحت أمرك في اي حاجه. شوف ايه اللي يرضيك وانا معاك فيه ..
هتعمل ايه هتقدر ترجع شرف بنتي الي ضاع. و لا ترفع راسنا قدام الخلق بعد اللي حصل ه تقدر تخلي المجتمع يحترمها و يتعامل معاها علي انها ضحيه مش مذنبه هتقدر تعمل ايه يا بيه العمل عمل ربنا ..
كانت كلمات الرجل كشاحنة ثقيلة دهست علي قلبه المشبع بمرارة الذنب الذي لم يعد يتحمله ف احتدت نبرته وهو يقول
يولع المجتمع اللي هيعاقب طفله بريئه علي ذنب ملهاش يد فيه . انا مش هنا عشان الناس . انا هنا عشان البنت اللي جوه دي و زي ما قولتلك مستعد اعمل اي حاجه عشان خاطرها..
يبقي تكتب عليها..
هكذا خرج صوت رضا والدة لبني التي كانت تناظره پغضب و حرقه . وأصابتها كلمته في الصميم فبالرغم من أنه كان يتوقع ذلك إلا أنه ڠضب و بشدة من عرضها الأمر بتلك الطريقة فأجابها بخشونة
انت شايفه ان الحل ده في مصلحة بنتك
طبعا.. علي الاقل هتقدر ترفع رأسها بين الناس بعد كدا..
هكذا أجابته ف تصاعدت أبخرة النيران المندلعة بقلبه و تحدث قائلا بفظاظة
بردو كل تفكيرك في الناس . يا مدام اهم حاجه ابنتك . فكري فيها و في مصلحتها قبل ما تفكري في أي حد.
انت جاي عشان تعجزنا. نفكر في ايه هو دا الحل الوحيد للكارثه دي ..
الحل انك تجوزيها واحد قد ابوها. عشان تنقذ سمعتك و ترفع راسك وسط الناس
كان حديثه حادا يشبه ملامحه مما جعل الزوجان ينظران الى بعضهما البعض بخجل فتابع بفظاظة
لبني عندها سبعتاشر سنه وانا عندي أربعين بيني وبينها ٢٣ سنه. يعني لو كنت اتجوزت بدري شويه كان زمان عندي قدها.. الي انتوا بتفكروا فيه دا چريمة اكبر من چريمة اڠتصابها..
احني الرجل رأسه بقله حيلة تجلت في نبرته حين قال
والله ما بقيت عارف افكر . ايه العمل طيب
أشفق علي مظهره كثيرا ولكن لم يظهر ذلك بل تابع بجفاء
انا هتبني لبنى..
ارتفعت الرؤوس تناظره پصدمه تجاهلها و أردف بلهجه لا تقبل الجدال
لبني من النهاردة بنتي. هتكفل بعلاجها و تعليمها و كل حاجه تخصها لحد ما اسلمها بإيدي