التاسع عشر و العشرون ٢١ و ٢٢ بين غياهب الأقدار نورهان العشري
الخارج وهو يقول بلهفة
انتوا فين
احنا في البيت جوا مع الحريم انا هسندها و نطلعها لحد فوق..
أجابها بحزم
انا مستنيك بره قدام الباب ..
أنهت جملتها و استأذنت من تهاني التي لم تعارض وقامت بإسناد جنة الي خارج الغرفة ف لمحها ذلك الذي كانت كل خلية به ترتعب خوفا عليها وخاصة حين رآها مستندة علي كتف فرح ف ساقته خطواته الفهديه إليها و ما أن وصل قربها حتي امتدت يديه تحاوطها بلهفه تجلت في نبرته حين قال
كان يتحدث و يد تحيط بخصرها و الأخرى تربت بخفه علي ملامحها فرفرفت برموشها وهي تهمس باسمه
سليم
لم يحتمل قلبه همسها المتعب و قام بثني ركبتها و وضع يده الأخرى خلف ظهرها و حملها بخفه وهو يوجه حديثه لفرح
اطلعي قدامي وريني الأوضه بتاعتها
اطاعته فرح بصمت وما أن وصل إلى الغرفة حتي وضعها برفق فوق المخدع وهو يقول بنبرة ترتجف ذعرا
ما أن أوشك علي الانسلاخ عنها حتي تفاجئ بها تمسك بكفه تأبي تركه لها وهي تقول بصوت متعب
متسبنيش .. انا خاېفه..
فعلتها تلك أضرمت النيران ب أوردته . تمسكها به لجوئها إليه و تصريحها بذلك كانت أشياء لم يكن يتخيل حدوثها و خاصة في هذا الوقت و بأمر من قلبه قام باحتضانها بقوة و كأنه يثبت بالبرهان بأنه بجانبها و لن يتركها ابدا فرق قلب فرح و تسلل السرور اليها حين رأت ما حدث و قالت بخفوت
دي و مبتتحملش .. هخلي حد من البنات يعملها حاجه تهديها و أن شاء الله هتبقي كويسه ..
لم يكن يملك قدرة علي الحديث ف طاقته بالكامل كرسها في بث الأمان والطمأنينة في قلب تلك التي سكنت باحضانه و كأنه بيتها التي لا ملجأ لها إلا هو
تمت مراسم الډفن و انقضى اليوم الطويل و دلف عبد الحميدالي الداخل و خلفه حفيديه و رجال عائلة الوزان علي رأسهم سالم الذي ما أن خطي الى الداخل و التقمتها عينيه حتي تعاظم الشعور بداخله و اختلط عشقه بالحزن علي ملامحها الزابله و خاصة حين رآها و هي تعانق جدها الذي لأول مرة يراه منكسرا بهذا الشكل .
الدوام لله يا بتي
تشابكت نظراتهم و كأنها تخبره لقد خابرت هذا الشعور من قبل بينما هو يعتذر عن كونه كان غائبا و تركها تتحمل كل هذا بمفردها حين ټوفي والداها.
تحمحم عبد الحميد بخشونه و خرج صوته متحشرجا حين قال
انتوا تعبتوا النهاردة. خدى چوزك و اطلعوا عشان ترتاحوا.
رجفة قوية ضړبت سائر جسدها حين سمعت كلمات جدها و تلقائيا تشابكت نظراتها مع خاصته ولكنها سرعان ما نظرت إلي الجهة الأخرى إلى أمينة التي صافحت عبد الحميد و قامت بتعزيته قبل أن تقول بنبرة شبة آمرة
لا تعرف ماذا تفعل فالجميع يطالعها وهي عاجزة عن الحديث أو الحركة فجاء صوته لينقذها من حيرتها إذ قال بخشونة
يالا يا فرح .. أنت تعبتي من السفر . بكرة الصبح ابقي اقعدي مع جدك براحتك..
بدأ عذرا مقبولا ل حيرتها و تخبطها الذي ظهر بقوة علي ملامحها بينما هي اطاعته بصمت و داخلها سؤال ملح لا تعرف إجابته
دلف إلى الداخل و هي امامه و قام بإغلاق باب الغرفة وهو لا يتطلع إليها فقد كان يعلم ما يدور بخلدها لذا توجه مباشرة إلى الحقائب التي جاءت إلى هنا مسبقا و قام بإخراج ملابس النوم وهو يقول بخشونة
هدخل اغير في الحمام . خدي راحتك..
نظرت إلي باب الحمام الذي اغلقه خلفه وقامت بسحب نفسا قويا إلي داخل رئتيها بينما ضجيج قلبها لم يهدأ و اختلط بذكريات سيئة تجاهد حتي تتغلب عليها فقامت ب جر قدميها حتي تصل إلي حقيبتها و قامت بإخراج ثوب قطني باللون الكحلي يصل إلي أسفل ركبتيها و كالانسان الآلي أنهت تغيير ملابسها و ذهبت رأسا الي السرير فلا تملك أدنى طاقة للحديث أو حتي النظر إليه دون أن تركض الي أحضانه بكل ما تحمل من آلام و اوجاع تكالبت عليها.
حاولت التظاهر بالنوم حين سمعت صوت الباب يغلق و فجأة برقت عينيها حين شعرت بثقله علي السرير فأخذت دقات قلبها تقرع كالطبول و تنبهت جميع حواسها و حمدت ربها أنها كانت تعطيه ظهرها ل ألا يرى وجهها الآن .
سكنت لثوان غير قادرة حتي علي التنفس فهو قريبا منها لدرجة لم تختبرها من قبل . بينما كان بعيد كل البعد عنها و محرم عليها حتي الاقتراب منه. تكالبت جميع أوجاعها علي قلبها الذي كان في أضعف حالاته ف تقاذف الدمع من عينيها بغزارة بينما كانت تحاول جاهدة ألا