بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الحادي عشر للثاني والعشرون
كدا في وقت من الأوقات..
كلمة واحدة خرجت من جوفه الغاضب
بينك وبينه آية
بشجاعة اجابته
تقصد اللي في القلب ولا تقصد اللى براه
تحرك خطوة تجاهها اهتزت لها داخليا و خاصة حين قال بصوت مرعب
التنين!
انا مشوفتش منه غير كل حاجه كويسه. حمانا في أكثر لحظات ضعفنا. مسمحش لحد يتحكم فينا أو يبهدلنا. حاول علي قد ما يقدر أنه يصلح خطأ مكنش له ذنب فيه. كل الي بينا و اللي شوفته منه أنه راجل يعتمد عليه. دا لو بتسأل ع الظاهر و اللي حصل . أما اللي جوايا له فأنا اتمنى فعلا اني اكون مراته. والوحيد اللي هوافق انى اتجوزه
اللي عتجوليه دا صوح. و اني موافج عليه بس انى مختارلك زينة الشباب. اللي مهتشوفيش في شهامته واصل..
تحدثت معاندة
بس أنا اخترت سالم..
زمجر معترضا
يفرج ايه ده عن ولد عمك
هنا انفتح باب الغرفة و أطل منه عمار بهيئته الضخمة و ملامحه الواجمة يتوجها عينين قاتمة لم تفلح في إرهابها بل علي العكس عززت من شجاعتها حين قالت
كانت جملتها علي كرامته تشبه صڤعته علي وجنتها ذلك اليوم فهي تفضل آخر عليه حتى لو لم يكن يحمل لها عشق خاص ولكن رجل مثله يأبي كبرياءه المقارنة بشخص آخر ناهيك عن خسارته النكراء أمام غريمه ولكنه ابتلع جمراته الحاړقة و أردف بسخرية
من مېتا و احنا بناخدو رأي الحريم يا جدي في الأمور الي زي دي..
لو كانت الأرض هي اللي منعاك توافق على جوازي من سالم يا جدي فأنا متنازله عنها..
برقت عيني عمار فقد كان يعلم بتحديها له و برغبتها في أغضابه فهي تضحي بالغالى و النفيس لأجل ذلك السالم وما أن أوشك على الحديث حتى جاءه صوت عبد الحميد الصارم
في خضم نزالها مع عمار شعرت بأن كلماتها أذت جدها فاقتربت منه قائلة بصوت رقيق متوسل
أنا أسفة يا جدي مقصدتش. بس.
قاطعها غاضبا
مفيش بس . الحديت خلوص خلاص..
الټفت ينتوي المغادرة فاستوقفته كلماتها المتوسلة حين قالت
ورحمة ابويا يا جدي ما تظلمني
إثر رجاءها الغير متوقع و الټفت يناظرها بعينين لم تستطيع رد توسلها أبدا فلاح بهما الحنان لوهلة قبل أن يقول بصرامة
ورايا يا عمار ..
عودة الوقت الحالي
لحظة توقف الزمن حوله فقد كان يتوقع خوض حربا ضارية أمام ذلك العجوز الداهية ل انتزاعها من بين براثنه ولكن أن تأتي الموافقه علي طبق من ذهب هكذا شئ جعل عقله يعمل في جميع الاتجاهات فمن الواضح بأن مهرته قد تحلت بشجاعتها و وقفت مدافعة عن عشقهما و لأنه كان عشقا جارفا لا يعرف الحدود
هكذا تحدث صفوت الذي صاح بتهليل يهنئ عبد الحميد الذي بدوره كان متجهما لتأتي كلمات سالم المطمئنه فقد حمل له بعض الامتنان لكونه لم يقهر حفيدته و لم يرغمها علي شئ لا تريده..
فرح في عنيا يا حاج عبد الحميد.. اتأكد أنها في إيد أمينة..
نظراتهم كانت تحمل الكثير و قد تفهم عبد الحميد أن ذلك الرجل بالرغم من شهامته ومروءته يحمل الكثير لحفيدته و بالنهاية هو لا يريد سوى سعادتها لذا تجاهل كل شئ و اقترب قائلا
بس أكده المهر هيبجي غالي جوي يا سالم بيه. يعني عروستين من عندينا خبطة واحدة..
ابتسم سالم قائلا بثقة
و أنا رقبتي سدادة.. اؤمر
تدخل صفوت قائلا بمجاملة
كنوز الدنيا كلها تحت رجلين بناتكوا يا حاج عبد الحميد.. و عيلة الوزان معروفة على ايه.
عبد الحميد بوقار
تسلم وتعيش يا صفوت بيه.. وعشان انتوا ناس محترمه هنديكوا بناتنا..
تدخل سالم قائلا بخشونة
قبل اي حاجه احنا عايزين نعجل بالفرح يعني اقصي حاجه الأسبوع الجاي
انكمشت ملامح عبد الحميد بحيرة تجلت في نبرته حين قال
و ليه العچلة ما جولنا آخر الشهر
صفوت بتعقل
مدام كل حاجه خلصانه وكل طلباتك مجابه يبقى ليه نأجل. الولاد عايزين يستقروا و اظن دا ميزعلكش ولا ايه
انفتح الباب وأطل كلا من ياسين و عمار الذي ألقي السلام بينما عينيه تقتنص ذلك الذي ناظره پغضب قاتم ازدادت شراسته حين قال
وه.. كلام ايه دا يا معالي الباشا. هي مش كل حاچه عايزة ترتيبات ولا اي دا چواز مش سلج بيض..
تجاهل سالم حديثه قاصدا تهميشه و هو ينظر إلي عبدالحميد الذي قال بتفكير
اني معاك يا سالم بيه انك عايز تعچل و دا رأيي بس كل حاچه زي ما جال عمار لازملها ترتيب
لم تتغير ملامح سالم إنما قال بنبرة فظة
مابحبش أعيد كلامي مرتين يا حاج عبد الحميد.