الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الحادي عشر للثاني والعشرون

انت في الصفحة 27 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز

بيخافوا منك. فكرك يعني أنا هطوج عشان مخليني اخدم ع البهايم لاه . أبدا والله داني بسمع عنك كتير . هجولك ايه بس دا الناس بتسب وټلعن فيك طول الليل و النهار و يجولوا الظالم چه الظالم راح.. اه والله.
فطن إلى ڠضبها من هذا العمل الشاق الذي كلفها به و لأنها كانت عفويه بدرجة كبيرة فقد أخطأت بالحديث ليعرف ماذا يدور بخلدها ف ارتسم الخبث علي ملامحه وقال مرددا حديثها
بجي بيجولوا عليه الظالم راح المفتري چه
أيوا
و بيسبوا و يلعنوا فيا طول الليل و النهار
أيوااا..
يعني ده مش كلامك ده كلامهم هما
أيوااا..
هب من مكانه وهو يصيح بها
چاك أوا في سنانك. بجى انا الفلاحين ييشتموا عليا ليل نهار.. دانا هخلي يومك اسود .. 
تراجعت پذعر تجلي في نبرتها وهي تقول
ليه بس و اني كت عملت ايه . الحج عليا اللي بنورك 
بتنوريني !! طب انچرى روحي شوفي شغلك . لو لجيت الزريبة فيها أي حاجه همسحها بخلجتك العفشة دي
ڠضبت و اڼهارت أحلامها بأن يثنيها عن هذا العمل الشاق فقالت تحاول ردعه
لا سايجه عليك النبي . دانا زهرة شبابي انجطفت و اني بترب للبهايم..
عاندها قائلا
عقبال رجبتك

لما تتكسر و لسانك الطويل دا يتجطع هو التاني..
شيعته بنظرات الخسه قبل أن تقول پقهر
لك يوم يا ظالم . حسبي الله ونعم الوكيل..
اخفي من وشي
اليوم الثاني كان يوم السفر فتحضر الجميع للذهاب الى الصعيد و من بينهم أمينة التي حاول سالم ثنيها عن الحضور ولكنها رفضت رفضا قاطعا بأنها تريد ذلك من كل قلبها فخضع لرغبتها و بالفعل غادروا المنيا ليجدوا صفوت الوزان في استقبالهم و قد كان استقبال حافل من جهته
الصعيد كلها نورت يا حاجه امينه .. متتخيليش فرحتنا بيكوا قد ايه .
أمينة بوقار
تسلم وتعيش يا صفوت بيه .. كلك ذوق و طول عمرك صاحب واجب.
تسلمي يا حاجه.. اتفضلوا ارتاحوا وانا هشوف سهام جهزت ولا لا . 
كان يتحدث بحرج تفهمته أمينة علي الفور فقالت بوقار
متضغطش عليها. احنا مش غرب عن بعض.. سيبها براحتها لحد ما تحس انها عايزة تشوفنا ..
ارتسمت ابتسامة امتنان على ملامحه التي أهلكها ۏجع دفين فاومأ برأسه بتفهم قبل أن يأتي صوت الخادمة لتخبرهم بأن ياسين عمران في الخارج فأمرها صفوت بأن تجعله يدخل على الفور وما هي إلا لحظات حتى وجدوه يطل عليهم فتنبهت كل ذرة من حواسها لذلك الفارس الذي تمنته ذات يوم ولكنه أتاها بأكثر الطرق رفضا لقلبها الذي كانت نبضاته تدق پجنون حاولت التحكم به قدر الإمكان و رسم اللامبالاة علي ملامحها حين جاء دوره في السلام عليها فمدت يدها بثبات يتنافى مع اهتزاز حدقتاها وهي تناظره
حمد لله علي سلامتك
الله يسلمك..
هكذا أجابته ببرود لا يشبه عينيها أبدا فتجاهلها و هو يلتفت مرحبا بالجميع وكان آخرهم مروان الذي كانت نظراته متهكمة تشبه نبرته حين قال
مواعيدك مظبوطه بالثانية احنا لسه يدوب واصلين ..
كان كلماته تحمل سخريه تجاهلها ياسين قبل أن يقول بلامبالاة
مفيش وقت نضيعه الفرح كمان يومين.. ولسه في حاجات كتير مفروض تتعمل ..
تنبه سالم إلى حديثه فتدخلت أمينة لتلطف الأجواء قليلا
ربنا يعينك يا ابني.. حلا كانت عايزة تروح تشوف اخر بروفة للفستان تقدروا تروحوا تشوفوه وكمان صور كتب الكتاب قلنا تتصورها هنا..
كانت حججا واهية ولكنها تريد أن تكسر هذا الحاجز الذي تراه أمامها ولهذه ارتسمت بعينيها نظرات خاصة لسالم الذي ابتلع غضبه و وافق علي مضض فتحدثت أمينة بلطف
يالا يا حلا مع خطيبك عشان تخلصوا اللي وراكوا.. معدش في وقت..
اومأت حلا بهدوء يتنافى مع ضجيج أفكارها و صخب قلبها و تقدمت أمامه إلى الخارج فقادها بهدوء الى السيارة وما أن استقلتها حتى قادها بسرعة كبيرة مبتعدا عن المكان بأكمله ..
بعد وقت ليس بقليل أوقف السيارة أمام إحدى المقاهي فالتفتت حولها قبل أن تقول
وقفنا هنا ليه
تحمحم بخفوت قبل أن يجيب بلهجة هادئة
كنت عايز اتكلم معاك شويه ..
باختصار اجابته
اتفضل..
طب مش تبصيلي عشان اعرف اتكلم ..
هكذا تحدث بهدوء فحاولت السيطرة علي دقات قلبها التي تدق كالطبول قبل أن تستدير برأسها تطالعه بصمت وعينين تحوي عتب كبير لامس زوايا قلبه فقال بلهجة رقيقة
انا عارف ان كل حاجه جت بسرعه . و ملحقناش حتى نستوعب ايه اللي بيحصل .. و عارف كمان أن موضوع الجواز دا كان صدمة ليك بس
قاطعته بسخريه يشوبها المرارة
بس مكنش صدمة ليك..
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
تقصدي ايه
اقصد انكوا خططتوا لكل حاجه صح و عرفتوا امتا تضربوا ضربتكوا. بصراحة لما قعدت مع نفسي و افتكرت كل اللي حصل انبهرت بذكائك . كنت مقنع جدا.. حتي وانت بتواسيني و بتخفف عني انا صدقتك اوى على فكرة.. 
لحظة صمت طويلة خيمت على المكان فقد كان مصډوما من كونها تظن بأنه خطط لكل شئ ولكنها فسرت صډمته علي أنه تفاجئ بمعرفتها لما حدث ف أردفت بسخرية
ايه
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 81 صفحات