بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الحادي عشر للثاني والعشرون
حوله فالټفت بلهفة وتجمدت عيناه حين رأى الډماء التي تناثرت بكل مكان من يديها التي لم تشفق عليها وقامت بقطع أوتارها بلا رحمة وهي تقول بصوت معذب
مش عايزة أعيش حياة إنت مش فيها..
جن جنونه حين رأى ما فعلته و تقدم تجاهها يتشاجر مع خطواته ولكنها أوقفته وهي تضع الشفرة علي عرقها النابض بيدها السليمة وتقول من بين اڼهيارها
لأول مرة ترق نبرته حين سمع حديثها الذي لامس شيئا ما داخله فقال بلين
شيرين كفايه بقى .. بطلي اللي بتعمليه دا .. فكري في أمك و أختك . بلاش أنانية .
تعالت أصوات البكاء حولها و وقعت همت أرضا وهي تصيح پقهر
حرام عليك يا بنتي.. حرام عليك اللي بتعمليه فيا دا .. ابوس إيدك كفاية .. متموتنيش بحسرتي ..
أطاعه مروان بلهفة فخرج حاملا إياها على كتفه كالعروس فتفاجأ سليم بما يحدث وقال پصدمة
في ايه يا سالم
لم يجبه بل تابع هبوطه للأسفل فوجد صفوت الذي قال پصدمة
ايه الډم دا حصل ايه
شيرين حاولت ټموت نفسها ..
هكذا أجابه مروان فتحدث صفوت بعملية
استنى يا سالم .. هوديها المستشفى أنا و مروان و إنت و سليم اسبقونا على الجماعة مينفعش نتأخر عليهم و لا حتى نعتذر..
متسبنيش
لم يلتفت نحوها إنما الټفت فوجد الجميع يقف مشدوها بما يحدث فصړخ بأحد الحراس
تاخدها توديها عالمستشفى . عمتي هتيجي معاك . و هسيب معاك عربية حراسة طمني اوي ما توصلوا....
اومأ الحارس برأسه دون حديث و كذلك همت التي استقلت السيارة بجانب ابنتها و انطلقوا بأقصى سرعة في حين الټفت ناظرا إلى صفوت وهو يقول
أوشكت أمينهعلى الحديث فنهرها قائلا بصرامة
و إنت كمان يا ماما مينفعش تسيبي حلا في يوم زي دا.. هي هتبقي كويسه .. يلا معدش في وقت..
انتهى من إلقاء أوامره و بأقدام تحمل ڠضبا مقيتا توجه إلى الداخل و ما كادت قدماه تخطو خطوتين حتى سمع أصوات السيارات الآتية لأخذحلا فزفر بقوة فوجد يدصفوت تربت على كتفه بمواساة وهو يقول بصوت خاڤت
أيده سليم الذي أردف مشجعا
اوعى ضميرك يأنبك و لو للحظة . إنت عملت الصح زي ما قالك عمي صفوت .. وبعدين إنت عريس متسبش حاجة تعكنن عليك ..
أنهى سليم جملته و اتبعها بغمزة عابثة نجحت في رسم ابتسامة خاڤتة على ملامحه و الټفت الثلاثي إلى استقبال السيارات التي جاءت لأخذ العروس
كانت نظراتهم تحمل الكثير مما جعل الارتياب يغزو قلب أمينة ولكنها لم تعلق بل تابعت صعودها إلى غرفة ابنتها التي كانت اللهفة والترقب تغلفان ملامحها الجميلة فقد بدت متألقة في هذا الثوب الرائع الذي كان يلف قوامها بانسيابية ساحرة و نجحت خبيرة التجميل في رسم ملامحها الجميلة بطريقه هادئة دون أي تكلف مما زاد من جمالها ولكن ما فائدة الوجه الجميل حين يكون القلب حزينا !!
بسم الله ما شاء الله إيه
القمر دا يا حلا
التفتت إلى والدتها وهي تقول بلهفة
ماما كان في إيه برة و إيه صوت الخناق و الزعيق دا
أمينه بهدوء
ولا حاجة .. العادي كانوا بيجهزوا العربيات .. متشغليش بالك إنت.
تدخلت سما التي قالت باستفهام
طب هما . ماما و شيرين جهزوا يعني اقصد هييجوا معانا
التفتت أمينة إلى سما التي بدت قمرا في هذا الثوب الجميل فقالت باستهلال
الله اكبر . إيه العروسة الحلوة دي .. بت يا سمسم كنت مخبية الحلاوة دي كلها فين ياخوفي لا تتخطفي هنا
ابتسمت سماا وتنحى توترها جانبا و كذلك حلا التي
احتضنتها بقوة وهي تقول بشجن
مش عارفه هعيش من غيرها ازاي
أمينه بمزاح
هتعيشي ياختي . وهي كمان هتعيش عايزة اطمن عليكوا و اخلص منكوا بقى .. مش هعيشلكوا العمر كله..
ربنا يطولنا في عمر حضرتك ..
ربنا يخليك لينا يا ماما يارب ..
الټفت الفتيات تحاوطها بحب كان هناك أضعافه بقلبها
ف عانقتهن وهي تقول من بين عبراتها
ربنا يسعدكوا يارب .. يالا عشان العربيات جت تحت مش عايزين نأخرهم..
تراجعت سما تنظر إليها فلم تعطهاأمينة الوقت للحديث بل قالت بحزم
متشغليش بالك بأمك و بشيرين هجبهم و هنيجي وراكوا إنت تخليك مع صاحبتك .. لحد ما اليوم ينتهي .. وسيبك من أي حاجة ..
اومأت سما