بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الحادي عشر للثاني والعشرون
هي إنك تنامي..
أنهى كلماته و نظر إلى الجهة الأخرى ليعطيها الفرصة كي تستوعب كلماته التي ما أن وصل معناها إلى رأسها حتى شعرت أنها تذوب في مكانها كقطعه ثلج من فرط خجلها الذي تجلى بوضوح على معالمها و التقمته عيناه الخبيرة
شفتي بقى إن أنا قلبي عليك..
لم تجبه فقد انتفضت خلايا جسدها تأثرا بشرتها الرقيقة لترسل حزمة من الوخزات الموترة التي داهمت جسدها دفعة واحدة فاطاحت بثباتها فحاولت إغماض عينيها تستجدي النوم علها تهدئ من روعها قليلا
قوليلي يا جنة هو الروچ دا بيتمسح على طول و لا بيسيب أثر
و انت مالك
اجابها ببراءة مزيفة
لا اوعي تكوني فهمتيني غلط أنا اقصد عشان ميتعبكيش و إنت بتمسحيه..
ناظرته باستنكار و قالت بتهكم
لا متشغلش بالك انت .. انا بعرف امسحه كويس..
طب كويس .. انا بطمن بس ..
لا اطمن ..
أردف بنفس اللهجة العفوية
اغتاظت من أسئلته التي تعلم أن وراءها غاية غير شريفة فقالت بحنق
و انت مالك بردو
أجابها بملامح بريئة تتنافى كليا مع عينيه اللتان كانت تشاكسها
أبدا والله أنا بس عايز اطمن إنك متتعبيش في فكها . طبعا لو احتاجتي مساعدتي أكيد مش هتأخر ..
تبدلت ملامحه و ارتسمت ابتسامة عاشقة على ثغره و قال بهدوء و هو يشير إلى النافذة
طب على فكرة احنا طايرين بصي كدا ..
تفاجئت بأن الطائرة أقلعت دون أن تشعر و قد نجح في أن
يشتت انتباهها عن هذا الخۏف العظيم الذي كان يغزو قلبها فلم تستطع منع ضحكتها الجميلة التي أضاءت ملامحها في تلك اللحظة فكانت أروع هدية له في هذا اليوم
أجابها باختصار و هو يتوجه إلى الأعلى
شايل عروستي . متفرجتيش على أفلام عربي قبل كدا
فرح بخجل
حد يشوفنا
إيه المشكله . خليهم يتعودوا ..
أجابها بسلاسة جعلت خجلها يزداد أكثر فتحدثت بخفوت
انت مچنون بجد..
أجابها بتخابث وعينين يطل منهما العبث
اتقلي ع الجنان لسه هتشوفيه على أصوله..
خبأت رأسها في كتفه إلى أن وصل بها إلى غرفته و ما أن أنزلها و هم بإغلاق الباب تفاجئ بهمت التي وقفت أمامه وهي تقول بنبرة جامدة
أنا عارفه إنه مش وقته بس لازم اتكلم معاك ضروري ..
للحظة كاد أن تخرج من فمه مسبة بذيئة و لكنه تحكم بها في آخر لحظة و قال بجفاء
شايفه الوقت مناسب يا عمتي
لو يتأجل الكلام مكنتش جيتلك يا ابن اخويا..
الصبح نتكلم .
هكذا تحدث من بين أسنانه فعاندته قائله
مينفعش .. استأذن من عروستك الحلوة عشر دقايق بس .
تدخلت فرح التي قالت بذوق
خلاص يا سالم مفيش مشكلة شوف الحاجه همت عايزة إيه ..
اغتاظ من تدخلها في الحديث فحدجها بنظرة قاټلة قابلتها بتوسل أغضبه أكثر و قام بالالتفات صافقا الباب خلفه وهو. يقول بجفاء
تعالي ورايا عالمكتب ..
تبعته همت إلى
الأسفل فتوجهت فرح إلى غرفة الملابس لرؤية أشياءها و ما أن خطت خطوة إلى الداخل حتى تفاجئت بالباب الذي فتح بقوة و تلك العينين اللتان تناظرها پقهر و شراسة تجلت في نبرتها حين قالت
مبروك يا عروسه ..
في الأسفل وقف سالم ينتظر همت پغضب دفين لم يرهبها بل اڼفجرت في وجهه وهي تصرخ
ليه عملت كدا في بنتي
عملت إيه في بنتك
أجابها بهدوء جعل ڠضبها يتزايد فصړخت بانفعال
قبلت تجوزها الحيوان دا ليه
تشابهت ملامحه مع نبرته الجامدة حين قال
بنتك كانت عيزاه و كانت بتحبه أنا ذنبي إيه
بنتي كانت عيله صغيرة متعرفش حاجة . بس إنت دا صاحبك و كنت تعرف عنه كل حاجة .. ليه قبلت عليها كدا ووافقت ترميها في الڼار بايديك
تعاظم الڠضب بداخله و احتدت نبرته حين قال
أولا محدش كان هيقبل يتجوزها غيره . عشان الهانم كانت دايرة معاه في كل مكان .و كانت بتفتخر بعلاقتها بيه .. ثانيا أنا مكنتش أعرف عنه حاجة أكيدة