الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بين غياهب الأقدار نورهان العشري من الثالث و العشرون للأخير

انت في الصفحة 34 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

واحد منكوا . انتوا ولادي يا مروان و الضنا دا غالي اوي عمره ما يهون ..
تشابه الليل و النهار معا و اختلطت جميع ألوان الحياة بنظرها لتصبح رمادية هكذا هو حالها منذ أن فقدت طفلتها وانطفئ بريق الحياة بعينيها حتى أنها منذ ذلك اليوم وهي تنتظر أجلها المحتوم فقد كان هو السبيل الوحيد لنجاتها.
رن الهاتف الملقي بإهمال الى جانبها فلم تعير اي اهتمام فعاد ضجيج صوته مرة ثانيه وثالثه ورابعه إلى أن ملت و شعرت بالسخط علي ذلك الشخص الوقح الذي لم يستسلم أبدا و قامت بالرد قائلة باختصار 
مين 
جاءها الصوت الساخر على الطرف الثاني لتتجمد الډماء بأوردتها 
لسه نفس التكبر بردو .مغيرتوش السنين !
ابتعلت ريقها محاولة الإبقاء على هدوءها وقالت بمراوغة
مين معايا 
عاتبها بتهكم

معقول نسيتي صوتي ولا مش معقول ليه إذا كنت نستيني بعد ما كنت معايا بيوم واحد و اتجوزتي اخويا .. يبقى هتفتكري صوتي بعد كل السنين دي 
أخذت دقات قلبها تدق بصخب تجلي في نبرتها المرتجفة حين قالت 
لسه كنت بقول مين الوقح اللي بيتصل و مش عايز يبطل دا . قلبي كان حاسس ..
وحشتيني ..
اخرس ..
قهقه بصخب قبل أن يقول بجدية 
جوزك فين 
و انت مالك 
زفر بحنق قبل أن يقول بتهكم
سمعت أنه بيفكر يتجوز اليومين دول. وبصراحه انا عاذره أنت مقصره معاه اوي و الراجل كان اصيل و صبر عليك كتير .. إلا قوليلي يا سهام . مكنتيش بتديله حقوقه عشان حزينة على بنتك ولا مكنتيش قادرة أنه يقربلك وأنت بتحبي اخوه 
غرور ولاد الوزان الحاجة الوحيدة اللي خدتها منهم.. بالإضافة للاسم..
هكذا خاطبته بتهكم فأجابها بمرارة
اهي حاجه خدتها منهم ماهم خدوا مني كل حاجه . حتى الحاجه الوحيده اللي حبتها في حياتي خدوها مني ..
اخترقت سهام كلماته جراحا ظنتها شفيت منذ زمن ولكن اتضح بأنها مختبئة خلف رماد العمر الذي مضى دون أن تلحظ
متصل عايز ايه 
بنتك لسه عايشه . و معايا ..
لم تصدق أذنيها و تدلي فكها من فرط الصدمة التي تجلت في نبرتها حين قالت 
بتقول ايه 
اللي سمعتيه.. بنتك لسه عايشه و معايا ..
فخا نعم إنه فخ . هكذا أقنعت نفسها و رددته شفاهها حين قالت 
كذاب . ايوا انت كذاب . و بتقول كدا عشان توجعني زي ما ۏجعتك زمان ..
تشكلت غصة صدئة بجوفه قبل أن يقول بمرارة
مش أنت اللي وجعتيني يا سهام و الا مكنتش هسيب نجمة عايشه لحد دلوقتي .. بس احنا لسه فيها..
صړخة خرجت من اعماق ۏجعها متبوعة بتوسل مؤلم 
لااا . ارجوك يا ناجي وحياة اغلي حاجه عندك . تقولي بجد بنتي لسه عايشه ..
لم يدع مكان لتلك المشاعر الغبية التي اجتاحته ما أن سمع

ألمها فقال بقسۏة
قولتلك لسه عايشه .. البنت الشغالة اللي في بيت عبد الحميد عمران
توقف عقلها عن العمل للحظات وهي تسترجع ذاكرتها نعم. هي حدثها قلبها بلهفة فقد ذكرتها بوالدتها . دق قلبها لها دون أن تعرف هويتها. ولا يمكن لقلب الأم أن ېكذب 
عايزة اشوف بنتي يا ناجي .. ارجوك أتوسل اليك عايز اشوف بنتي ..
كلماته كانت كسکين نافذ نحر عنقها دون رحمة حين قال بقسۏة
لو عايزة تشوفي بنتك تطلقي من صفوت و تجيلي 
هالها ما سمعت فقالت پصدمة
أيه 
اللي سمعتيه
بشفاه مرتعشة و قلب ينتفض جزعا جادلته
ليه
هاخد حقي اللي مخدتوش زمان.
يتبع..
الفصل السابع و العشرون و الأخير 
لا بأس إن أخطأنا باختيارنا لبعض الأشخاص لا بأس إن ظننا أن بعض العلاقات قد تدوم للأبد . لا بأس إن قدمنا قلوبنا قربان لمن ظنناه سيعطيها قدرها ولكنه تفنن في إزهاقها ولكن كل البأس يكمن في أن نظن بأن الحياة ستقف عند هذه النقطة وأن كل البشر سيئون. فذلك الظلام الذي يحيط بنا لابد وأن يتبعه شروق شمس الأمل على قلوبنا لتعيد إليها السکينة والطمأنينة من جديد.
نورهان العشري 
رواية تردى في العشق قتيلا ورقي 
بعد مرور أسبوع 
لم يكن الذنب ذنبي بل كان قدرا معتدا لم أقوى على عصيانه 
واخترت بكامل أرادتي أن أموت بعينيك حامله بقلبي سرا لا يسعني سوي كتمانه..
كم كان الأمر مؤلما أن أفارق و بقلبي حنين و شوق و حلم لا يقوى قلبي على تجاوزه أو حتى نسيانه..
ليتني لاقيت حتفي بين يديك ولا اهلك بقلبك الذي لم أشتهي في الحياة سوي العيش بين بطينانه
تري يا حبيبي هل ستغفر يوما 
وهل تبسط لقلبي الأمل أن يحيا بعد أن أهلكه الذنب وشانه 
ذريعتي الخۏف و ذنبي هو الضعف و جزائي لا استحقه و قلبي يتضرع و ينشد بين ذراعيك الأستكانة 
نورهان العشري 
بخط مرتجفة توجهت إلى باب الغرفة و قامت بفتحه بأنامل مرتعشة تحكي هول ما يعتمل بداخلها فوجدت الغرفة مظلمة إلا من نور بسيط ينعكس على ذلك الجسد الذي يتكئ على الأريكة المقابلة للشرفة فزفرت بتعب قبل أن تقول بنبرة مهتزة
ياسين .. جيت من بره امتا
اخترق أذنيها صوت تنفسه الحاد والذي كان غلافا لمحاولته في التحكم
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 51 صفحات