جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن
خرجت من فمه دون وعي بملامح جامدة وعيون دامعة جراء الذكريات المؤلمة التي اجتاحت رأسها فصدق من قال أن الكلمات تلمس وټغرق وتنقذ وتدفء تجعلك تطير وتتسع وأحيانا أخرى تلصقك في الأرض لتتمزق بلا رحمة بينما أدرك أنه يؤذي مشاعرها لكنه لم يستطع الصمت واستمر في كلماته بنبرة أقل حدة زي ما انتي نسيتي اني كنت ليكي كل حاجة .. تنكري اني عوضتك عن الدنيا وللي فيها .. مش دا كان كلامك ليا!!
تفرض كلامك عليا وتثبت رجولتك .. ودلوقتي بكل بجا حة بتقولي اني انا اللي انا نية
بقى صامتا كأنه يحاول تجميع الكلمات المناسبة لكنه فشل بينما ابريل اصبحت لهجتها اكثر صرامة حينما أضافت بقوة بس دي حجة خايبة بتقنع بيها نفسك عشان تريح ضميرك .. مطلع نفسك الضحېة قدامه عشان مايفكركش انك مابتمسكتش بيا واتخليت عني
رسمت ابتسامة كبيرة معزولة عن المرح وظهرت في لهجتها نوعا من التساؤل الساخر انت لسه بتقاوح في ايه بعد اربع سنين !
صمتت ابريل أو بالأحرى إنعقد لسانها عن الرد ولم تعرف ماذا تجيب عليه أما أحمد شعر بأفكارها تتعثر فاستأنف الحديث بصوت مرتجفا لوعة ولهفة انا تعبان يا ابريل .. ذكرياتنا مع بعض .. صورتك مابتفرقنيش حتي وانا مع نادية...
ومض بريق في عينيها بمجرد أن فتحهما وحاولت جاهدة أن تكتم دموعها فكان عليها أن تبقى صامدة حتى النهاية لتزفر ببطء وهى توقف سيل كلماته قائلة بتقطع مصاحبا لها عند الإنفعال لو سمحت .. كفاية لحد كدا .. الكلام دا مالوش داعي .. انت دلوقتي واحد متجوز .. وانا خلاص هتجوز .. فاهم يعني ايه هتجوز
شددت ابريل على الكلمة الأخيرة بقوة لتؤكد له مصداقيتها مم أثار بداخله مشاعر متأججة صائحا بصوت يملأه العڈاب انا مخڼوق يا ابريل .. مش متخيلك تكوني مع واحد غيري .. هيكون له كل الحق فيكي .. بعد ما كنت انا اللي هتعيشي معاه بقية عمرك .. انتي فاهمة
هدر أحمد بأخر كلمة بصوت مرتفع بينما ابريل تساءلت بصوت مبحوح حانقا مين اللي بيكلم معلش ! احب افكرك ان انت اللي رحت تتجوز بعد كام شهر من فسخ خطوبتنا