الأحد 01 ديسمبر 2024

جوازة ابريل الجزء الأول نورهان محسن

انت في الصفحة 61 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو ينظر عميقا لعيناها الستات الحلوة ماينفعش يطردوا
سألته بصوت ناعم جدا مليئ بالحماس تنتظر سماع إجابته لترضي لسه بتشوفني حلوة يا باسم!
تعامل باسم مع الأمر وكأنه لعبة مسلية إذ رفع أحد حاجباه الكثيفان قائلا بثقة لا .. بقيتي اجمل من الاول بكتير يا ريهام
اتسعت على ابتسامة كبرياء لم تزيدها إلا جمالا مضاعفا فيما لم يمنحها الآخر فرصة للرد قائلا بلهجة رجولية هادئة آسرة هعملك القهوة
أماءت ريهام له بالموافقة دون أن تتلاشى ابتسامتها بينما اتجه باسم بهدوء نحو المطبخ الإيطالي لإعداد القهوة فانتصبت من مقعدها لتتحرك بخطوات هادئة في الصالة تحاول عيناها التقاط أي شيء مريب يحدث لكن يبدو أن تلك المرآة غادرت قبل أن تأتي لتتأمل الأثاث الأنيق والديكورات الأنيقة في منزله بإعجاب إذ تجمع الصالة الفسيحة بين غرفة المعيشة وغرفة الطعام والمطبخ في نفس الوقت ولكن هناك عدة ألواح خشبية على شكل حاجز صغير يفصل بينهم ثم توقفت عن المشي عند المرآة الكبيرة في إحدى الزوايا المعلقة على الحائط لتحدق في انعكاس صورتها بابتسامة متعجرفة وكانت أصابعها تلعب بخصلات شعرها البنية الطويلة المتعرجة على كتفيها.
داخل المطبخ ذو التصميم المفتوح مكون من طاولة مستطيلة متوسطة الارتفاع أو ما يسمى بالبار المصنوع من الرخام والخشب الفاخر.
يقف باسم أمام الآلة الكهربائية منتظرا حتى تنضج القهوة تماما قبل أن يصبها بملامح جامدة على عكس نبضات قلبه المتضاربة حيث أن مجيئها إليه جعله في حالة من الارتباك لا إراديا.
سمع صوت كعب حذائها العالي يتردد على الأرضية الرخامية فأدار رأسه نحوها ورمها بنظرة خاڤتة ليراها توقفت مع بعض التردد متكئة على البار من الجانب ثم أعاد تركيزه على ما كان يفعله لتتساءل ريهام بابتسامة حلوة مش محتاج مني اي مساعدة!
شبه ابتسامة ساخرة مرت على فمه وهو يذوب السكر في القهوة بالملعقة قبل أن يستدير لمواجهتها وأجابها ببحة رجولية ماتتعبيش نفسك .. القهوة بقت جاهزة
شاهدها تقترب منه ببطء خطوة بخطوة حتى تقلصت المسافة بينهما وتطلعت إليه بابتسامة مضمومة همس بإسمها بصوت يكاد يسمع فهمهمت له بإستجابة بذات النبرة نعم!
باسم بنبرة ثابتة مخملية هامسة أخبرها انا هتجوز!!
فتحت ريهام عينيها لتحدق إليه بنظرات غير مستوعبة بينما ترددت عبارته في ذهنها فأضاف بنفس النبرة وبحبها
أخفضت ريهام يديها متراجعة للوراء لتنظر في عينيه بارتياب تبحث عن شيء يثبت لها أن كلامه غير صحيح رغم علمها المسبق بذلك الخبر فأومأ برأسه بجدية مؤكدا لها وهو يرى خديها

أصبحا أكثر احتقانا بينما ترفع ريهام رأسها أخيرا مدركة مغزى كلامه لتتمتم بابتسامة باهتة يسكنها الكثير من السخرية والمرارة في آن واحد انت بتردهالي ..
_هسألك سؤال واحد يا باسم .. في أي وحدة غيري هتملى مكاني الفاضي جواك!
تغلغل سؤالها المفعم بالأمل في أذنيه فانتظرت إجابته بعينيها الزرقاوين المشعتين تراقبه متلهفة لترى أي رد فعل منه بنظرات الاستفهام لكنه لم يخرج عن صمته لترد مكانه بثقة بسكوتك دا بتثبتلي اكتر ان مفيش حد قدر ياخد مكاني
انهت ريهام كلماتها تترجم صمته الغامض بالموافقة على ما قالته بينما يقف باسم وعيناه مثبتتان عليها بملامح غير مقروءة رفعت عيناها تنظر إليه بنظرة استغراب قابلها بنظراته الحادة وتحدث بصوت مخملى بارد ريهام !! انا مبحبش الستات اللي بترمي نفسها
اتسعت مقلتا عينيها من الصدمة مثل صاعقة سقطت على رأسها لتهتز حدقتيها بعدم تصديق بسبب كلامه مع هز رأسها يمينا ويسارا لعلها تنفض ما قاله عن التثبيت في ذهنها ثم همست بصوت ملجلج وهي تشير إلى نفسها انت .. بتقولي انا الكلام دا يا باسم!
رأى باسم بوضوح بريق عينيها بالدموع التي حاولت حپسها عن الخروج بمكابرة ليشعر ببهجة النصر تتقافز داخله لكن بعد ثوان استهدفت قلبه وخزات لم يستطع ترجمتها باسطا يديه على الجانبين وهو يهز رأسه بملامح عابسه قبل أن يبادلها بسؤال آخر ماهو مش معقول بعد كل عمايلك فيا .. تنتظري مني ارحب بيكي!
أطرقت ريهام رأسها أرضا لثانيتين ثم رفعتها نحوه مرة أخرى قائلة بخفوت انت اكيد ليك حق تقول اكتر من كدا .. بس انا اكتشفت اني محبتش غيرك انت يا باسم طول السنين دي
قهقه باسم ساخرا بصوت
60  61  62 

انت في الصفحة 61 من 105 صفحات