الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢٧ و ٢٨

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

اقولها أنها غاليه عندي اوي و اني ناوي اعوضها عن كل حاجه وحشه شافتها معايا .. بس هي تقول مسامحة .
ثم نظر إليها قائلا بترجي 
_ ها مسامحه و لا لا 
هطلت العبارات من مقلتيها دون أن تكون لها القدرة على ايقافها فتلك الكلمات الحانيه التي تخرج من بين شفاهه تزيد من ألمها و عڈابها فكيف لها أن تتركه بعد ما فعله الان كيف لها أن تكسر قلبه بعد تلك الوعود التي طالما تمنت أن تسمعها منه فهي الآن تجد نفسها أمام خيارين كلاهما أصعب من الاخر أن تنجو بعائلتها من بطشه و ذلك الاڼتقام الذي كلفها الكثير من المعاناه و لا تدري إلى أين سياخذهم أم تتراجع عن قرارها بهجره و تجازف بأن تنكشف أمام يوسف الحسيني الذي قد يهدم العالم فوق رؤوسهم 
لا تعرف ماذا تفعل فللقلب رأي متناقض تماما عن رأي العقل و هي حائرة في المنتصف لا تدري ما عليها فعله أنقذها دخول الممرضة التي نادت على رائد لتبلغه بأن مدير المشفى يريد الحديث معه فتركها بمفردها مع والدته قائلا بأنه لن يتأخر 
نظرت هند الى ملامح تلك السيدة المسالمه و التي تبدو و كأنها نسجت عالم وردي في خيالها لتعيش فيه هربا من سوء هذا العالم و للحظه شعرت بأنها تحسدها و تتمنى لو تفعل مثلها و لكن ما باليد حيله فقد فرض عليها العيش في كل هذا العڈاب دون القدرة على الاعتراض حتى .. قامت هند بالجلوس بجانبها و قالت بلهجة يائسه 
_ انا معرفش ايه الي حصل وصلك للحاله دي بس اكيد حاجه كبيرة اوي اللي توصلك انك تخلقي عالم جواك و تعيشي فيه . اكيد الدنيا كانت قاسيه عليك اوي .
تناثر الألم من عينيها وهي
تتابع 
_ انا بتمني اكون زيك بس للأسف انا عندي ناس تانيه اخاڤ عليها . ناس مقدرش اتخلى عنهم . ناس بحبهم لدرجه اني مستعدة ادوس على قلبي و علي سعادتي عشان بس احميهم .
تحولت نبرتها من الحزن إلى القهر حين قالت
_مقدرش استسلم و اسيبهم يواجهوا أخطائي و يدفعوا تمنها . ارجوكي سامحيني و قوليله يسامحني مش هقدر أضحي بيهم . حتى لو علة مۏتي . لازم احارب عشانهم و عشان احميهم من الناس اللي مبترحمش .
تعانقت اوجاعها مع قلة حيلتها و أمنياتها المستحيلة حين قالت
_ ياريتني قابلته في مكان و زمان تانيين مكنتش هتخلى عنه ابدا . قوليله اني اهون عليا المۏت و لا أنه اسيبه يواجه العڈاب دا كله لوحده بس ڠصب عني مش هقدر . مش هقدر . 
انهت كلماتها ثم فرت هاربة تبكي حبها المحكوم عليه بالمۏت و قد حسمت أمرها بأنها ستفعل اي شئ مقابل حماية عائلتها حتى لو كانت ستعيش بلا قلب فهي تركته معه .
_ والله يا رائد بيه دا اللي حصل بالظبط انا معرفش مين الشخص اللي جه سأل عنك هنا هو جه سال الأمن و مشي على طول بس الكاميرات جابته من ضهره و تقريبا كان واخد حذره عشان ميتصورش .
تلك كانت كلمات مدير المشفى لرائد الذي اندهش من حديثه و أخذ عقله يعمل في كل الاتجاهات فذلك المكان لا يعلم أحد عنه و لا بأن والدته هنا فقد أخفاها جيدا عن العيون فالكل يظن بأنها مېته حتى عمه فمن الذي يراقبه و يسعى خلفه حتي كاميرات المراقبه لم تنجح في إظهار ملامح ذلك الشخص فمن هو إذن 
لم يسعفه عقله باجابه و خاصة عندما ظهرت تلك الممرضة التي كانت تهرول تجاههم قائله پذعر 
_ الحقني يا دكتور . الست اللي تبع الأستاذ دا جالها حاله اڼهيار عصبي .
_ متقلقيش يا آنسه سهى احنا كلنا حواليك و مأمنينك كويس .
كانت هذه كلمات يوسف المطمئنه و هو ينظر في المرأة لسهى التي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة و تلك التي كانت تستشيط ڠضبا من تلك الفتاة التي لا تخفي إعجابها الشديد بيوسف و مما زاد من حنقها تلك الكلمات التي أجابته بها و تلك النبرة الرقيقه المفتعلة كما وصفتها كاميليا 
_ مش قلقانه يا يوسف بيه . انا واثقه في حضرتك !
تنفست كاميليا بصوت مسموع و هي تطرق بأصابعها فوق تابلوه السيارة فتلك كانت وسيلتها للتنفيس عن ڠضبها لتعدل سهى من حديثها قائله بتوتر 
_ اقصد واثقه فيكوا كلكوا و بعدين كارما و غرام دول أصحابي من و احنا لسه صغيرين و زي اخواتي و ممكن اعمل عشانهم اي حاجه .
لم بجيبها يوسف خوفا عليها من تلك النمرة المتوحشه التي تكاد تفتك بها و إنما صوب كل انتباهه إلى مدخل بيت ذلك المعيد و ما أن لمحه يستعد للخروج من باب البناية حتى تحدث مع سهى بنبرة جافة
_ ماجد نازل . جاهزة 
اړتعبت سهى من لهجته و لكنها أجابت بنبرة ثابتة نوعا ما 
_
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات