للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢٧ و ٢٨
فين بالظبط
كانت نيفين تطالع زين و هو يلهو و يلعب مع روفان في الحديقه بنظرات يملؤها الكره فلم يكن يكفيها كل تلك المشكلات ليأتيها ذلك الفتى الصغير و يسحب البساط من تحت قدميها فجدها أصبح و كأنه مهووس به فكان يدلله كثيرا وهذا ما اغضبها و تلك الحرباء المسماة بسميرة يجب أيضا التخلص منها فقد استمعت لحديثها مع ذلك الغريب و الذي كانت تتخلله بعض العبارات الوقحة و الإيحاءات البذيئة التي توضح أن علاقتهم ليست بالبريئه فهي لابد أن تستخدم تلك النقطة لصالحها حتى تستطيع أن تتخلص منها نهائيا و عندها ستكون هي بمفردها أمامهم و عليها أن تضع خطة محكمة للتقرب إليهم جميعا واستمالتهم وذلك بتمثيل دور الضحېة الذي يروقها كثيرا أن تلعبه و لهذا فعليها أن تبدأ في تنفيذ أولى خطواتها لتحقيق مبتغاها .
_ كنت عايزة اتكلم معاك شويه ممكن
تهللت أسارير مراد الذي كان يفكر في كيفية التقرب إليها و إعادة بناء الشرخ القائم في علاقتهم فقال بلهفة و هو يدعوها للجلوس بجانبه علي الاريكه
تقدمت نيفين و جلست بجانبه و أخذت تفرك كفيها ببعضهما و كأنها تبحث عن كلمات لتبدأ بها فبادرها الحديث قائلا
_ حقك عليا يا نيفين . انا عارف اني اهملتك اوي و عارف انك كنت كتير بتتاخدي في الرجلين بسبب المشاكل اللي بيني و بين امك . لكن اوعدك اني هعوضك عن كل اللي فات .
_ انا مش زعلانه منك يا بابا . انا اللي جايه اتأسفلك عشان اسلوبي معاك آخر مرة كان وحش . حقك عليا . أسفه .
قال كلمتها الأخيرة و اتبعتها بدمعه جعلت مراد ينتفض من مكانه يتآكله شعوره بالذنب تجاهها فأخذها داخل أحضانه و قال بأسف حقيقي
_ حقك عليا يا بنتي انا اللي آسف . انا اللي اهملتك و ظلمتك كتير . انا مش زعلان منك . ليك حق تقولي و تعملي اكتر من اللي عملتيه . انا مقدرتش مشاعرك بس ڠصب عني مۏت ميرفت كان صدمة بالنسبالي و كمان مكنتش اقدر اسيب زين لوحده اكتر من كدا كان لازم اجيبه يعيش وسط أهله . زين يتيم و اتحرم من امه في وقت هو محتاجلها فيه اوي .
_ متبررليش يا بابا . دا حقك و حقه . حقه يعيش وسطنا . انا صدقني مش ضده بالعكس . أنا بحاول أأقلم نفسي على وجوده . انا بس ليا رجاء واحد عندك .
أجابها مراد بلهفه.
_ أؤمريني يا حبيبه بابا .
أتقنت نيفين تزييف ملامح وجهها و ذرف العبرات من مقلتيها تزامنا مع كلماتها التي كافيه لزلزله الجبال
شقت كلماتها قلب مراد الى نصفين فأخذها الى داخل أحضانه و هو يردد عبارات الاسف و فرت الدموع من عينيه و اخذت تتقاذفه وخزات الندم على ما أوصل ابنته إليه هو أن
تترجاه ليعطيها بعضا من وقته و ألا ينساها غافلا عن تلك البسمة الساخرة المرتسمه على شفاه الأفعي ليقول مرات بصوت مبحوح من فرط التأثر
فقد أخبرته صفيه بما حدث من سميرة قبل أيام لتقاطعه نيفين بلهفة مقصودة لزرع بذور الشك في قلبه
_ ياريت يا بابا تحميني منها . ياريت متخلنيش احتاج لها تاني انا عايزة انسي أنها امي .
قطب مراد ما بين حاجبيه لكلمات ابنته الغريبه و قال باستفهام
_ ليه يا نيفين حصل منها ايه عشان تقولي كدا
اصطنعت نيفين التوتر و هبت من مكانها معطيه مراد ظهرها و قالت بتلعثم مقصود
_ م . مفيش . مفيش حاجه .
زادت شكوك مراد من مظهر نيفين و طريقه تلعثمها في الحديث ليقول بحدة طفيفه
_ نيفين . بصيلي هنا و قوليلي في ايه
التفتت إليه نيفين قائله باڼهيار
_ مفيش حاجه . ارجوك متضغطش عليا اكتر من كدا .
انهت كلماتها ثم هرولت خارج الغرفة و أغلقت الباب خلفها و هي تشعر بالانتصار بعد هذا العرض المسرحي فها هي أولى خطواتها قد نجحت نجاح عظيم
_ ممكن اعرف انت موديني على فين
كانت تلك