الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري قيثارة الكلمات ٢٧ و ٢٨

انت في الصفحة 9 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

فين بالظبط 
كانت نيفين تطالع زين و هو يلهو و يلعب مع روفان في الحديقه بنظرات يملؤها الكره فلم يكن يكفيها كل تلك المشكلات ليأتيها ذلك الفتى الصغير و يسحب البساط من تحت قدميها فجدها أصبح و كأنه مهووس به فكان يدلله كثيرا وهذا ما اغضبها و تلك الحرباء المسماة بسميرة يجب أيضا التخلص منها فقد استمعت لحديثها مع ذلك الغريب و الذي كانت تتخلله بعض العبارات الوقحة و الإيحاءات البذيئة التي توضح أن علاقتهم ليست بالبريئه فهي لابد أن تستخدم تلك النقطة لصالحها حتى تستطيع أن تتخلص منها نهائيا و عندها ستكون هي بمفردها أمامهم و عليها أن تضع خطة محكمة للتقرب إليهم جميعا واستمالتهم وذلك بتمثيل دور الضحېة الذي يروقها كثيرا أن تلعبه و لهذا فعليها أن تبدأ في تنفيذ أولى خطواتها لتحقيق مبتغاها .
توجهت نيفين الى غرفة والدها الذي عاد ليلا في ساعة متأخرة و طرقت عليها عدة طرقات بسيطه فأذن لها بالدخول ففتحت الباب و دخلت بخطوات سلحفيه مطأطأة رأسها و قالت بصوت خفيض
_ كنت عايزة اتكلم معاك شويه ممكن 
تهللت أسارير مراد الذي كان يفكر في كيفية التقرب إليها و إعادة بناء الشرخ القائم في علاقتهم فقال بلهفة و هو يدعوها للجلوس بجانبه علي الاريكه
_ طبعا يا نيفين . تعالي اقعدي هنا جنبي .
تقدمت نيفين و جلست بجانبه و أخذت تفرك كفيها ببعضهما و كأنها تبحث عن كلمات لتبدأ بها فبادرها الحديث قائلا 
_ حقك عليا يا نيفين . انا عارف اني اهملتك اوي و عارف انك كنت كتير بتتاخدي في الرجلين بسبب المشاكل اللي بيني و بين امك . لكن اوعدك اني هعوضك عن كل اللي فات .
طالعته نيفين بنظرات المسكنه و الحزن و قالت بنبرة منكسرة 
_ انا مش زعلانه منك يا بابا . انا اللي جايه اتأسفلك عشان اسلوبي معاك آخر مرة كان وحش . حقك عليا . أسفه .
قال كلمتها الأخيرة و اتبعتها بدمعه جعلت مراد ينتفض من مكانه يتآكله شعوره بالذنب تجاهها فأخذها داخل أحضانه و قال بأسف حقيقي 
_ حقك عليا يا بنتي انا اللي آسف . انا اللي اهملتك و ظلمتك كتير . انا مش زعلان منك . ليك حق تقولي و تعملي اكتر من اللي عملتيه . انا مقدرتش مشاعرك بس ڠصب عني مۏت ميرفت كان صدمة بالنسبالي و كمان مكنتش اقدر اسيب زين لوحده اكتر من كدا كان لازم اجيبه يعيش وسط أهله . زين يتيم و اتحرم من امه في وقت هو محتاجلها فيه اوي .
قاطعته نيفين بلهفه مصطنعة 
_ متبررليش يا بابا . دا حقك و حقه . حقه يعيش وسطنا . انا صدقني مش ضده بالعكس . أنا بحاول أأقلم نفسي على وجوده . انا بس ليا رجاء واحد عندك .
أجابها مراد بلهفه.
_ أؤمريني يا حبيبه بابا .
أتقنت نيفين تزييف ملامح وجهها و ذرف العبرات من مقلتيها تزامنا مع كلماتها التي كافيه لزلزله الجبال 
_ متنسانيش وسط اهتمامك بزين . متقولش دي كبيرة و خلاص مش محتجاني . اديني و لو جزء بسيط من وقتك .. عشان أنا محتجالك اوووي .
شقت كلماتها قلب مراد الى نصفين فأخذها الى داخل أحضانه و هو يردد عبارات الاسف و فرت الدموع من عينيه و اخذت تتقاذفه وخزات الندم على ما أوصل ابنته إليه هو أن
تترجاه ليعطيها بعضا من وقته و ألا ينساها غافلا عن تلك البسمة الساخرة المرتسمه على شفاه الأفعي ليقول مرات بصوت مبحوح من فرط التأثر 
_ وقتي كله ليك يا حبيبتي . حقك عليا مرة تانيه اني وصلتك الحاله دي . اوعدك من النهاردة مش هغيب عنك تاني و لا هخليك تحتاجيلي تاني و متلاقينيش . هكون دايما جمبك و في ضهرك و هحميك من كل حاجه وحشه و أولهم أمك .
فقد أخبرته صفيه بما حدث من سميرة قبل أيام لتقاطعه نيفين بلهفة مقصودة لزرع بذور الشك في قلبه 
_ ياريت يا بابا تحميني منها . ياريت متخلنيش احتاج لها تاني انا عايزة انسي أنها امي .
قطب مراد ما بين حاجبيه لكلمات ابنته الغريبه و قال باستفهام 
_ ليه يا نيفين حصل منها ايه عشان تقولي كدا 
اصطنعت نيفين التوتر و هبت من مكانها معطيه مراد ظهرها و قالت بتلعثم مقصود 
_ م . مفيش . مفيش حاجه .
زادت شكوك مراد من مظهر نيفين و طريقه تلعثمها في الحديث ليقول بحدة طفيفه
_ نيفين . بصيلي هنا و قوليلي في ايه 
التفتت إليه نيفين قائله باڼهيار 
_ مفيش حاجه . ارجوك متضغطش عليا اكتر من كدا .
انهت كلماتها ثم هرولت خارج الغرفة و أغلقت الباب خلفها و هي تشعر بالانتصار بعد هذا العرض المسرحي فها هي أولى خطواتها قد نجحت نجاح عظيم 
_ ممكن اعرف انت موديني على فين 
كانت تلك
10 

انت في الصفحة 9 من 15 صفحات