الأنشودة الخامسه ج٣ سلسلة الأقدار نورهان العشري
والله .
هكذا تحدث مروان ساخرا حين وطأت أقدامهم أرض القصر بعد أن صرح الطبيب لشيرين بأن تكمل علاجها بالمنزل و علي الرغم من أنها كانت لا تطيق البقاء في المشفي إلا أنها كانت تشعر بالخزي و الذنب من مواجهة الجميع و خاصة سالم و فرح التي كانت تناظرها بجمود شابه نبرتها حين قالت
حمد لله عالسلامه ..
الوضع برمته لم يكن مريحا فقد كان الجميع يتطلع الي بعضهم البعض بهدوء مريب قطعته كلمات شيرين الخاڤتة
الله يسلمك..
غاضبا من الماضي رافضا الواقع متوعدا للمستقبل هذا كان شعور طارق الذي علي الرغم من حنقه من ماضيها و رفضه لواقع تجنب الجميع لها إلا أنه اقسم أن المستقبل لن يكن هكذا أبدا
اومات بصمت و تركت يديه تقودها الي الداخل برفقتها همت الصامتة و سما التي أرسلت بسمة هادئة الي فرح التي كانت تغلي من شدة التوتر فضيق مروان عينيه قائلا بمكر
الحلو بياكل في نفسه ليه
ناظرته فرح بحنق تجلي في نبرتها حين قالت
و كأني لو قلتلك هتفيدني يعني !
مروان بسخرية
علي حسب هتغريني ازاي
اغريك! لا الطرق دي بتاعت جنة . ماليش انا فيها.
مروان بتهكم
اه والله البت جنة دي كانت مطرياها علينا . بيضاله في القفص ابن المحظوظة. زمانه هايص ..
ايه دا هو سليم عند جنة
دار مروان حول نفسه في حركة تفي بأنه لا يعلم هل حديثها موجه إليه ام لأحدهم بالخلف فصاحت محذرة
مروان متستعبطش عليا.. و جاوب..
مروان باستهلال
ايه دا أنت بتكلميني
ايوا بكلمك ..
واصل المراوغة فتهكم قائلا
طب و دا كلام . انا بردو اعرف الأشكال الغلط دي سلومة الاقرع و جنة الأوزعة دي أشكال تتعرف
ظلت نظراتها علي جمودها و كذلك ملامحها بينها احتدت لهجتها حين قالت موبخة
اظن عيب اوي لما تحاول تستعبط مرات اخوك الكبير . صح ولا ايه
ايه جو استغلال النفوذ دا فكراني لما تقوليلي مرات اخوك الكبير هخاف و اعترف مثلا
فرح بوعيد
انت ايه رأيك
طبعا هعترف دا أيده مرزبة هو انا لاقي نفسي . عايزة تعرفي ايه يا اخرة صبري ..
فرح بصرامة
مكان سليم وجنة..
حاول الإفلات من بين براثنها قائلا بمماطلة
يا بنتي الراجل بقاله كتير مشفش الوليه بالإضافة لإنه لسه ملسوع قلم علي قفاه محترم برجوع الحيوان دا . لولا الغالي ابو قلب حنين اللي مدلعنا و مشخلعنا و رافع راسنا . سالم هو اللي اداله الإفراج النهاردة..
علي ذكر البية الحنين اللي مدلعكوا و رافع راسكوا هو فين من الصبح وليه مبيردش علي تليفونه..
كان يتحدث قاصدا صرف انتباهها ولكنه في النهاية أوقع نفسه بمصيدة استفهاماتها التي تزداد خطۏرة اكثر
اوبا. انا طلعت من نقرة وقعت في دوحديرة . طب بصي بقي . جوزك هيخزق عيني لو قولتلك علي مكان جنة و سليم . و هيقطع رقبتي لو قولتلك علي مكانه .
شهقت مستنكرة
للدرجادي ماشي يا سالم . بقي بتخبي عليا و سايبني هتجنن هنا ولا سائل فيا..
مروان مستغلا الموقف
ما هو أنت لو مسيطرة مكنش عمل كدا .انما قعدتي تتساهلي تتساهلي لحد ما عياره فلت . و مبقاش عاملك اي حساب
فرح بحنق
عندك حق ..
تابع هجومه عله يصرف انتباهها عما يحدث في الخارج
بقولك ايه الموضوع دا مينفعش يتسكت عليه. هو فاكرك ايه معډومة الشخصية . لا لازم ترجعي فرح بتاعت زمان اللي طلعت عين أهله وجابته علي جدور رقبته ..
كانت تعلم بأن ذلك الماكر يلهيها بحديثه ولن يفيدها في شئ ولكنها رغما عنها تأثرت و شعرت بالڠضب يتعاظم بداخلها أكثر لذا قالت بانفعال
ماشي يا مروان. مفكر انك هتضحك عليا انت وهو . طب انا بقي هعرف بطريقتي و خليك فاكر اني سألتك و انت مجاوبتنيش ..
مزعل مراتي ليه يا حيوان
صدح صوتا قوي خلفهم جعل دقاتها تتقاذف بداخلها ولكنها أتقنت رسم الجمود